رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكى: حل أزمة تيجراى سياسيًا بات صعبًا.. وإثيوبيا تتجه نحو الانهيار

تيجراي
تيجراي

أكد مركز مجلس الشئون الخارجية الأمريكي أنه بعد مرور عام على نزاع إقليم تيجراي الإثيوبي، بات من الصعب حل الأزمة سياسيا، وأن التوقعات لإثيوبيا بدأت تتخذ منحى رهيبا.

وقال «ميشيل جافين» في تحليل له عبر مركز مجلس الشئون الخارجية، أن هذا الأسبوع يصادف مرور عام على بدء الصراع في منطقة تيجراي، إلا أن الصراع ما زال يتسع وأصبحت الخسائر البشرية مدمرة، وآفاق السلام بعيدة أكثر من أي وقت مضى.

انهيار سيطرة الحكومة الإثيوبية

واعتبر المركز الأمريكي أن مستقبل الدولة الإثيوبية غير مؤكد لدرجة أن صندوق النقد الدولي (IMF) رفض نشر توقعات لأديس أبابا في أحدث تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أنه من غير المتوقع أن يكون هناك حل عسكري دائم للصراعات المتعددة التي تمزق الدولة الإثيوبية، ومع ذلك توجد عقبات كبيرة في طريق الحل السياسي.

صورة من التقرير الامريكي

وتؤكد التقارير الميدانية بحسب المركز الأمريكي أن قوات جبهة تحرير تيجراي استولت على أراضٍ جديدة إلى الجنوب أكثر مما خسرتها من قبل، بينما حقق حلفاؤها في جيش تحرير أورومو (OLA) أيضًا مكاسب في هجومهم.

وأدى تقدم قوات جبهة تحرير تيجراي إلى تحذيرات من وزارة الخارجية الأثيوبية ودفع رئيس الوزراء آبي أحمد وحلفائه في أمهرة إلى دعوة المواطنين لوقف جميع الأنشطة العادية والانضمام إلى القتال.

انتهاكات إنسانية 

في غضون ذلك تواصل قوات آبي أحمد خنق منطقة تيجراي وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية وشن حملة قصف جوي متواصلة، وكشفت تكشف تقارير الأمم المتحدة عن وضع يائس ومتدهور، حيث يعاني مئات الآلاف من المجاعات بجانب عيش ملايين آخرين في خطر.

واشار مركز "مجلس الشئون الخارجية" الأمريكي  إلى أن أكثر من 60 % من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية، بجانب ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة، حيث يجري تصدير الخطاب السام من قبل الحكومة الإثيوبية الذي يصور جميع الإثيوبيين المنحدرين من تيجراي كأعداء، وكذلك تزداد حدة الاعتقالات الجماعية وغيرها من أشكال الاضطهاد بحقهم.

انهيار مصداقية آبي أحمد

وبحسب "ميشيل جافين"، سيؤدي الوضع المتدهور إلى قيام الجهات الخارجية بمضاعفة دعواتها للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي للصراع وهو أمر صعب لأنه منذ بداية الصراع، نزع الخصوم  في إثيوبيا شرعية بعضهم البعض حيث تصر الحكومة على أنها تقاتل المنظمات الإرهابية في جبهة تحرير تيجراي (TPLF) والأمهرا OLA، بينما لا تعترف تلك الأحزاب بانتخابات يوليو الماضي التي منحت أبي أحمد تفويضًا لمواصلة قيادة البلاد واتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهذه المواقف يكاد يكون من المستحيل التراجع عنها، وهي تهدد بإجراء محادثات تهدف إلى أي نوع من التعايش السلمي غير منطقي.

وبحسب المركز الأمريكي قوض تزييف رئيس الوزراء آبي أحمد وأكاذيبه مصداقيته كشريك مفاوض جاد، وأثار التساؤل عن قدرته على كبح جماح القوات التي أطلق العنان لها في حملته، سواء كانت القوات الإريترية أو ميليشيا الأمهرة، محذرا من أنه إذا استمر القادة الإثيوبيون في مسارهم الحالي، فإن البلاد تتجه نحو الانهيار.