رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية في احتفالات اليوم: يجب علينا إعطاء الله المكان الأول

مطران الكنيسة اللاتينية
مطران الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر، برئاسة الأنبا كلاوديو لوراتي، اليوم، بحلول يوم السبت الثلاثون من زمن السنة.

وتكتفي الكنيسة خلال احتفالات اليوم بالقداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله العديد من القراءات مثل رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة، سفر المزامير، إنجيل القدّيس لوقا.

بينما تُقتبس العظة الاحتفالية من كتاب الكمال الروحي  للقديس دِيادوكُس الفوتيكي الذي رحل عام 400 ، وهو  راهب وأسقف، لتحمل العظىة شعار: "إعطاء الله المكان الأوّل".

وتقول: "مَن يحبّ نفسه لا يمكن أن يحبّ الله؛ لكن مَن لا يحب نفسه بسبب ثروات المحبّة الإلهيّة السامية، فهذا يحبّ الله. لهذا، لا يقوم هكذا إنسان بالبحث عن مجده الخاص، بل عن مجد الله، لأنّ من يحبّ نفسه يبحث عن مجده الخاص. أمّا مَن يحبّ الله، فهو يحبّ مجد خالقه. في الواقع، إنّه لمن ميزة النفس الداخليّة والصديقة لله أن تبحث دومًا عن مجد الله في جميع الوصايا التي تنفّذها وأن تُسرّ بتواضعه، لأنّ المجد يليق بالله نتيجة عظمته، والتواضع بالإنسان؛ بهذه الطريقة، يصبح أقرب إلى الله. إن تصرّفنا هكذا، مسرورين بمجد الربّ، يُصبح بإمكاننا أن نُردّد بدون توقّف، على مثال يوحنّا المعمدان: "لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر".

وتضيف: "أعرف أحدًا يحبّ الله كثيرًا رغم أنّه يئنّ لأنّه يشعر بأنّه لا يحبّه كما يودّ، وبأنّ نفسه تحترق باستمرار شوقًا برؤية الله الممجّد بداخله وبرؤية نفسه كأنّه غير وجود. لا يعرف هذا الرجل مكانته، حتّى لو مدحناه بالكلمات؛ لأنّه نتيجة رغبته الشديدة في الانخفاض، ما عاد يُفكّر بكرامته الخاصّة. هذا الرجل كرّس نفسه للخدمة الإلهيّة، كما يتوجّب على كلّ كاهن، لكنّه في تكرّسه التامّ لحبّ الله، تخلّى عن ذكرى كرامته الخاصّة في هاوية محبّته لله، خافيًا المجد الذي قد يناله خلف الأفكار المتواضعة. في كلّ الأوقات، وبنظره، هو لا يرى نفسه سوى خادم عديم الفائدة؛ فإنّ رغبته في الانخفاض تجرّده، بشكلٍ من الأشكال، من كرامته الخاصّة. هذا ما علينا نحن أيضًا أن نفعله، بحيث نهرب من كلّ فخر ومجد، نظرًا للثروة الفائضة من محبّة ذاك الذي أحبّنا كثيرًا.