رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«استرداد طه حسين».. الوجه الآخر من العميد لممدوح فرّاج النابي

رواية استرداد طه
رواية استرداد طه حسين

صدر مؤخرًا عن دار نشر خطوط وظلال بعمان في الأردن، كتاب بعنوان "استرداد طه حسين" للناقد والأكاديمي دكتور ممدوح فرّاج النابي، يشتغل فيه النابي على قراءة جديدة  لفكر طة حسين بعيدة عن تلك المغالطات التي نُسبت إليه، وأيضًا يأتي كمحاولة للرد لمن أساءوا إلى شخصية الدكتور طه حسين، باعتباره بوقًا غربيًّا يردّد ما يُمليه عليه الغرب ـ ويسعى إلى إثبات ريادات طه حسين الفكرية، في اتباع المناهج العلمية الحديثة واعتبارها آلية منهجة يتبعها الدارس في تناول الظواهر الأدبية.

ممدوح فرج النابي 

طه حسين في مواجهة المعسكر القديم من شيوخ الأزهر 

 في كتاب استرداد طه حسين ثمة عرض أدان المعسكر القديم - من الشيوخ ورجال الأزهر - أفكار طه حسين؛ لأنها كانت تُمهد لثورة على المُسلّمات الراسخة التي آمنوا بها - إلى حدّ التقديس - دون أن يعملوا عقولهم، وهو ما كان فارقًا كبيرًا بين عقولهم التي أبت التجديد والخروج عن أثر السّلف، وبين فكر طه حسين الذي كان يُحلّق بعيدًا، متجاوزًا لكل ما يرددونه من أفكار وقراءات أثارت معسكر القديم ضده، وهو ما واصله - بشكل صدامي - في كتاب "في الشعر الجاهلي.

في الشعر الجاهلي 

دفاعا عن العميد 

يأتي هذا الكتاب في ثلاثة أقسام؛ القسم الأول يحمل عنوان "دفاعًا عن العميد". 

يحتوي هذا القسم على موضوعات: أصول الشك عند طه حسين، ورأى فيه المؤلف أنه كان سبّاقًا عن غيره في الشك في الشعر الجاهلي، منذ مقالته عن الخنساء، وثانيًّا سعى لإعادة الاعتبار لكتاب في الشعر الجاهلي، بعيدًا عما لحقه من اتهامات بأنه منتحل من دراسة مارجليوث عن "الانتحال في الشعر الجاهلي"، كما تطرق فيها إلى دراسة مصادر الشك عند طه حسين، والتي أرجعها إلى دراسته على يد الأستاذ نالينو، وهي المرحلة التي سبقت رحلته إلى باريس، وإن كان هناك -كنجيب سرور- يرجع مصادره إلى تأثره بشيخه أبي العلاء المعري. وناقش أيضًا  اختلاف مفهمومه للشك عن ذلك الذي قصده ديكارت في كتابه "مقال في المنهج".

أما الموضوع الثاني، فتناول -فيه المؤلف- ما لحق مذكراته "مذاكرات طه حسين" من تشويه وتحريف، بعدما أعادت إحدى المجلات نشرها احتفاء بذكرى رحيله، وأتعرض فيها لعلاقة المذكرات بالجزأين الأول والثاني من الأيام، وهل يمكن اعتبارها متممة للجزأين، أم هي منفصلة يمكن قراءتها كجزء مستقل. إضافة إلى عرض وسائل التشويه أو التحريف التي لحقت بالمذكرات.

أما الموضوع الثالث في هذا القسم، فهو مرتبط بالأيام، وتحريرها من الانتحال أو السّرقة كما تخيّل البعض، بأنها مأخوذة من رواية "منصور" لأحمد ضيف، وفيه عرض لقصة "الأيام" ودوافع كتابتها، وأهميتها في مسيرة الأدب العربي الحديث.

ابوالعلاء المعربي وطه حسين 

 

العميد والريادة 

القسم الثاني من الكتاب جاء بعنوان "العميد والريادة" ويتناول ثلاثة موضوعات هي الأول بعنوان "فتح آفاق المنهج العلمي"، ودرس فيه كيف فتح طه حسين بدراسته عن أبي العلاء المعري،آفاقًا جديدة في البحث العلمي؛ إذْ طبق من خلالها أول منهج علمي رصين على شخصية أبي العلاء، وكان المنهج الجديد بمثابة ثورة على المناهج التقليديّة الشّائعة، وقد اعتبره البديل لإنقاذ الأدب ودرسه في مصر.

تودروف

في مواجهة تودوروف 

 والثاني جاء بعنوان "طه حسين في مواجهة تودوروف" وفيه وضع المؤلف الناقدين في مقارنة تجمع بينهما على قدر ما بينهما من تباين ظاهر، فطه حسين ناقد اجتماعي، وتودوروف ناقد بنيوي. المقارنة غرضها تلاقي الأضداد في الأهداف، وقد لخصتها صيحة تودوروف المتأخرة بأن "الأدب في خطر"، وهي الصيحة التي تلتقي مع صيحة طه حسين التي أطلقها في الربع الأول من القرن العشرين، وهو يبحث عن مشاكل الدرس الأدبي في المدارس والجامعات. وبناء عليه درس الفصل كيف التقى الفكران من أجل هدف وحيد هو التنديد بأن الأدب في خطر. وأظهرت أن غايتهما – المشتركة - هي البحث عن غاية الأدب، وتمركزها حول الدور الاجتماعي، من حيث هو أداة معرفيّة واستنهاض وتهذيب، وأنّ له دورًا في توعية القارئ والارتقاء به،

الوجه الآخر من العميد 

أما الموضوع الثالث فهو متصل ببحث طه حسين عن "استعمالات الضمير الغائب في القرآن"، وهو البحث الذي قدَّمه طه حسين في مؤتمر المستشرقين، وهو ما أعاد الهجوم مُجدّدًا على طه حسين.

القسم الأخير من الكتاب، بعنوان "الوجه الآخر من العميد" قدمفيه المؤلف بعض وجوه العميد المتعدّدة، على نحو الناقد المــُعنِّف، والشيخ العاشق، والحاج طه.

والغرض من هذا القسم هو تقديم صورة متكاملة لحدٍّ ما عن العميد، والكشف عن ملامح هذه الشخصية التي تجمع بين النقيضيْن في بعض جوانبها.