رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تُكذب النظام الإثيوبي.. تقارير دولية: الضربات الجوية تتم ضد أهداف مدنية في تيجراي

الضربات الجوية ضد
الضربات الجوية ضد تيجراي

انتقدت العديد من التقارير الدولية استمرار الهجمات العسكرية التي تشنها الحكومة الإثيوبية ضد إقليم تيجراي بأقصى شمال البلاد، ومواصلة سلاح الجو الإثيوبي في شن جولات جديدة من القصف الجوى استهدفت مدينة ميكيلي العاصمة الإقليمية لتيجراي.

وأشارت إلى أن القصف الجوي أصاب أهداف مدنية من بينها مستشفي ومصنعا، وليست عسكرية كما تدعي الحكومة، في تجاهل تام للأزمة الإنسانية التي يمر بها الإقليم المحاصر والمجاعة التي تهدد حياة سكانه نتيجة للنقص الحاد في المواد الغذائية والطبية واستمرار الحصار المفروض عليه من النظام الحاكم في أديس أبابا. 

قالت وكالة "رويترز" للأنباء أن الحكومة الإثيوبية تواصل هجماتها العسكرية ضد إقليم تيجراي، مع تكثيفها لحملة قصف جوي استمرت لنحو أسبوع، حيث أفاد المتحدث باسم الحكومة في أديس أبابا أن القوات الحكومية شن غارتين جويتين في تيجراي استهدفت منشآت ومراكز تدريب عسكرية تابعة لقوات تحرير تيجراي، في حين أن المتحدث باسم الجبهة المعارضة يؤكد أن القصف تم ضد أهداف مدنية وليست عسكرية. 

وقال ليجيسي تولو، المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، إن إحدى الغارتين شُنت على الجزء الغربى من إقليم تيجراى، في منطقة ماي تسيبري، مستهدفة موقع تدريب تابعا للجبهة الشعبية لتحرير تيجراى ومستودع أسلحة، وأضاف في بيان إن الغارة الأخرى أصابت بلدة عدوة في شمال تيجراي مستهدفة منشأة تصنيع عسكرية تابعة لقوات تيجراي، بحسب "رويترز". 

وتابع ليجيسي "بوسعي أن أؤكد أن ثمة ضربة جوية ناجحة في ماي تسيبري تستهدف موقع تدريب مجندين غير قانونيين ومستودع مدفعية ثقيلة تابعين للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي".

لكن جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، قال لـ"رويترز" إنه تحقق مع زملائه من استهداف ضربة جوية لمنطقة قرب مستشفى محلي في ماي تسيبري"، المدينة التي تستضيف آلاف اللاجئين الإريتريين، مضيفا "تسعى الحكومة لجعل الأمر يبدو كما لو أن منطقة تيجراي كلها مركز تدريب. هذا أمر بلا معنى، ليس لدينا كل مراكز التدريب هذه".

كما كتب جيتاشيو رضا على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "استهدف سلاح الجو الإثيوبية مستشفى محلى فى ماتسبرى والثانية استهدفت مصنعا للمنسوجات فى عدوى، ليس هناك أهداف عسكرية"، مؤكدا أن الحكومة المركزية في أديس أبابا استهدفت أهدافا مدنية وليست عسكرية كما أعلنت سابقا.

ولفتت "رويترز" إلى أن الصراع في تيجراي الذي اندلع في نوفمبر من العام الماضي، بين القوات الاتحادية الإثيوبية والقوات الموالية للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أودى بحياة الآلاف وشرد أكثر من مليونين آخرين، وتسبب في مجاعة باتت تؤثر الآن على أكثر من 400 ألف شخص، مشيرا إلى أن الأمر قد يزداد سوءا بعد اعلان الأمم المتحدة تعليق الرحلات الجوية التي تحمل المساعدات الإنسانية إلى الإقليم الواقع بشمال إثيوبيا، فى ظل استمرار قصف الجيش الإثيوبى للمنطقة.

في السياق ذاته، قالت وكالة "فرانس برس" ان جولة الضربات الجوية الجديدة التي تعرضت لها تيجراي منذ يوم الاثنين  الماضي تمثل اتساعًا للحملات العسكرية التي تشنها الحكومة الإثيوبية ضد الإقليم المحاصر وتكثيفًا جديدًا للأعمال العدائية التي تقلق المجتمع الدولي.

وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي انتقدت التفجيرات السابقة التي وجهتها الحكومة ضد الإقليم واتهمت الجيش الإثيوبي الفيدرالي "بمهاجمة المدنيين الذين يبعدون مئات الكيلومترات عن ساحة المعركة".

وأضافت الوكالة "تشير الضربات، البعيدة عن ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي، إلى أن الجيش قد يكون بصدد توسيع عمليات القصف الجوي، التي أثارت انتقادات دولية وعرقلت رحلات للأمم المتحدة إلى المنطقة التي تهددها المجاعة."

ونقلت عن المتحدثة باسم الحكومة الإثيوبية سلاماويت كاسا قولها "استُهدفت اليوم الجبهة الغربية لـ (ماي تسبري) التي كانت تُستخدم كمركز تدريب وقيادة عسكرية للجماعة الإرهابية جبهة تحرير شعب تيجراي، بغارة جوية"، وأضافت ان سلاماويت قالت في وقت لاحق إنه في العملية نفسها دمرت منشأة منفصلة في بلدة أدوا الواقعة شمالا، تستخدم لصنع "معدات عسكرية" وبزات عسكرية زائفة يستخدمها مقاتلو الجبهة.

وتابعت الوكالة أنه على الناحية الأخرى، تؤكد الأمم المتحدة أن القوات الجوية الإثيوبية شنت الاثنين الماضي غارتين على ميكيلي قالت تسببتا في مقتل ثلاثة أطفال وإصابة عدة أشخاص بجروح، مشيرة إلى أن الحكومة الإثيوبية واجهت انتقادات شديدة بعد هذه الغارات من القوى الغربية لافتة إلى إدانة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي "استمرار تصعيد العنف وتعريض المدنيين للخطر".

ونوهت إلى أن تلك الضربات الجوية أرغمت طائرة تابعة للأمم المتحدة تقل 11 من العاملين في المجال الإنساني على العودة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأعلنت الأمم المتحدة لاحقا أنها ستعلق رحلتيها الاسبوعيتين إلى المنطقة، مضيفة أن المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيجراي جيتاشيو رضا انتقد الضربات الجوية لأنها تعرض طائرات الأمم المتحدة للخطر.