رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأب وليم عبد المسيح يروي سيرة القديس هيلاريون الناسك

القديس هيلاريون
القديس هيلاريون

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الخميس، بعيد القديس هيلاريون الناسك، رئيس الدير.

وروي الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكانـي سيرته، قائلاً:"ولد هيلاريون في قرية طابورة في فلسطين قرب غزة نحو عام 291، وكان أبواه وثنيين فارسلاه إلى مدينة الاسكندرية لكي يتعلم العلوم، فبرع وأجاد". 

وتابع:"هناك عرف المسيحية، فأمن بيسوع المسيح ونال سر العماد، وتقدم تقدمًا عجيبًا في الإيمان والمحبة كان مواظب على الكنيسة، ويجالس رجال الإكليروس، وكان مثابرًا على الصوم والصلاة، محتقرًا كل شهوة الملذات والمال.

وواصل:"وسمع بخبر القديس أنطونيوس الكبير الناسك فقصده ومكث عنده زمانًا ولبس اسكيم الرهبنة وتتلمذ له، وتعلم منه نوع التصرف والقيام بالصلاة واستعمال التواضع والمواظبة على العمل والتقشف ثم عاد هيلاريون إلى بلاده، وبرفقته بعض النساك مرادهم أن يسيروا السيرة النسكية فى بلاد الشام كما فى مصر ، ولدى وصول هيلاريون إلى بلدته سمع بموت أبيه". 

وأكمل:"وزع قسمًا من أمواله على إخوته والقسم الآخر منحه للفقراء وسلك طريق النسك والعزلة فى برية مايوما بالقرب من ميناء غزة، وهو بعد فى الخامسة عشرة من عمره، وكان يلبس على جلده مسحاً وقميصاً من جلد كان قد وهبهما له القديس أنطونيوس". 

واستطرد:"وكان فراشه حصيراً من البردى وقلايته صغيرة تشبه القبر لا تكفى لتحوى جسمه كله إلا بالصعوبة وكان قوت يومه من خبز الشعير . وقليلاً من الحبوب مطبوخاً فاحتد الشيطان عليه غضباً إذ رآه قد غلبه بسيرة التقشف ، فأثار عليه التجارب الصعبة ، وكان يضربه على صدره".

وأوضح:"فلم يفشل هيلاريون من ذلك ، بل صار يبالغ فى قمع جسده وكان يدوم على قراءة الكتب المقدسة والتأمل فيها  وكان ذا عفة وتواضع".

واختتم:"ذاع صيته فى أرجاء سوريا وفلسطين . فصار الناس يتوافدون إليه ليشفوا من أمراضهم وينالوا منه حاجاتهم واعتنق المسيحية  كثير من الوثنيين الذين رأوا معجزاته وسيرة حياته وبنى اديرة عديدة بالرغم من ظروف العيش الصعبة التى فرضها على نفسه، وجازى الله هيلاريون بكرامة صنع الآيات والمعجزات ولما بلغ الثمانين من العمر، ورحل في مدينة بافوس في جزيرة قبرص يوم 21 سبتمبر عام 371م، وأعاد جثمانه إلى مايوما تلميذه أوسابيوس".