رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معركة العزة.. انتصارات أكتوبر فى عيون العرب: فرصة للتوحد خلف «أهداف كبرى»

انتصارات أكتوبر
انتصارات أكتوبر

يتشارك العرب من المحيط إلى الخليج، حب مصر وتقدير جيشها العظيم، وهو ما أكده خبراء ومواطنون عرب تواصلت معهم «الدستور» في ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر عام 1973.

ويظهر هذا الحب في حديث كل منهم عن روح أكتوبر التي أصبحت مزارا روحيا يحج إليه من تشبعوا بقيم العروبة والتضامن والتكاتف العربي، مؤكدين أن هذه الذكرى تمثل فرصة عظيمة لاستلهام الحالة العربية المتعاونة.

انتصارات أكتوبر في نظر العرب درس بليغ على أننا شعب قادر على استرداد كرامته والانتصار على مخططات الأعداء ومن يدعمهم من قوى الاستعمار القديم.

«بالضيافي»: نحج إلى تشرين

بالضيافي

وقال نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الدكتور فاضل بالضيافي، إن انتصارات أكتوبر تمثل لكل عربي يوما للعزة والكرامة، والانطلاقة الحقيقية لمشروع التحرر العربي، وشمعة في الظلام الدامس، وهي التي شكلت وجداننا من المحيط إلى الخليج.

وأضاف «بالضيافي» لـ«الدستور»، أن سيناء العروبة، وذكرى الانتصار تمثل مزارا لكل عربي ينبض قلبه بالكرامة، متابعا: «نمشي نحج إلى تشرين».

وتابع بقوله، إن الوجدان العربي في حاجة إلى استلهام روح النصر قبل 48 عاما، لافتا إلى أنه بالإضافة للجيش الشمالي في سوريا والجيش المصري العظيم، فإن وحدات عسكرية ومقاتلين جاءوا من كل العالم العربي للمشاركة في حرب استرداد الكرامة، والذين لم يشاركوا في الميدان، شاركوا بالوجدان.

وأشار إلى أن الجيش العراقي كان يحمي دمشق خلال الحرب، وجنود تونس تحركوا إلى سيناء، مؤكدا أن هذه الذكرى تحمل روائح الوحدة والتضامن العربي في القضايا المصيرية.

ويرى «بالضيافي» أن على الأجيال التي عاصرت أكتوبر مهمة تعريف الشباب والأطفال بهذه الذكرى التي تفوح بالعزة والكرامة العربية، خصوصا في ظل محاولات الصهاينة تزييف التاريخ.

«الحر»: ليبيا شاركت بروح الوحدة العربية

الحر

من ليبيا، قال أمين المنظمة العربية لحقوق الإنسان الدكتور عبدالمنعم الحر، إن كل عربي يحتفل بهذه الذكرى مع المصريين، لأن مصر قلب العروبة بقيادتها وشعبها.

وأضاف «الحر» لـ«الدستور»، أن القيادة الليبية في 1973 كانت ترى في نفسها امتدادا للتيار الناصري العروبي، حيث شاركت بفاعلية في التجهيز لحرب أكتوبر.

وتابع بقوله، إنه تم وضع كل الإمكانات المادية والمعنوية الليبية تحت تصرف القيادة المصرية، وذلك بإيمان راسخ أن ليبيا هي عمق استراتيجي لمصر وأن الحرب حرب مصيرية لكل عربي عروبي. 

وبعيدا عن الجبهة والمعارك الحربية، قال «الحر» إن ليبيا شهدت خروج العديد من مظاهرات الدعم الشعبي والمناصرة للجيوش العربية، مؤكدا أننا بحاجة للملمة جراحنا والنهوض بعروبتنا من جديد، في ظل تزايد الأعداء والمتربصين من حولنا.

«نعمة»: جيش مصر حامي العروبة

نعمة

بدوره، قال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة، إن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي انتصرت على إسرائيل، وهذا مثار فخر واعتزاز لدى كل عربي ينبض قلبه بحب مصر واحترام جيشها العظيم.

وأضاف «نعمة»، لـ«الدستور»، أن الجيش المصري تكبد هزيمة في 1967، ولم يكن أحد يتخيل أن يعيد هذا العملاق بناء نفسه في سنوات قليلة ويبادر بالهجوم على المحتل الغاصب ويجبره على العودة من حيث جاء.

وتابع بقوله، إن: إسرائيل لم تكن لتترك سيناء للمصريين إلا بعد هزيمة نكراء، وبعد الدرس القاسي الذي تلقته على يد جيش مصر حاميها وحامي العروبة.

وأشار إلى أن انتصارات أكتوبر المجيدة، رفعت رأس العرب من المحيط إلى الخليج، وأن الجندي المصري يحمل مهمة الدفاع ليس عن مصر وحدها ولكن عن الأمة العربية، وانتصارنا على الصهاينة يمثل يوما للشرف والكرامة العربية.

وقال «نعمة» إن مصر هي الدولة الوحيدة التي ساندت لبنان دون النظر إلى أية مكاسب، ودون وجود مطامع في مقدرات بلدنا، والمصريون أول من يقف معنا في أزماتنا بمشاعر الخوف والحب ومساندة الأخ لأخيه.

«المديفر»: الدم السعودي امتزج بالمصري

المديفر

وقال الكاتب والمحلل السياسي السعودي عماد المديفر، إن «نصر أكتوبر فخرنا جميعا، إذ خاضت المملكة العربية ‫السعودية حرب أكتوبر إلى جانب شقيقتها ‫مصر، عسكريا وبتروليا وماليا وسياسيا واقتصاديا».

وأضاف «المديفر» لـ«الدستور»، أن مشاركة المملكة شقيقتها مصر، ‏قلبت الموازين فتحولت «النكسة» لـ«نصر»، بعد أن تحققت وحدة الصف بين البلدين، فامتزج الدم السعودي مع أخيه المصري.

وأشار إلى قول وزير الدفاع السعودي السابق الأمير سلطان بن عبدالعزيز: «لأداء الواجب المقدس، وليمتزج الدم العربي السعودي مع الدماء العربية المصرية دفاعا عن الشرف والكرامة واسترداد الأرض، بدأت قواتنا السعودية بالوصول إلى أرض المعركة، وإلى جانب المشاركة الفعلية في القتال، فإن المملكة تضع إمكاناتها وطاقاتها كافة لخدمة المعركة».

‏وواصل قائلا: «أثبت التاريخ البعيد كما القريب أن المملكة العربية السعودية دوما وأبدا إلى جانب مصر، والتاريخ شاهد، ‏والحاضر، ‏والمستقبل كذلك سيشهد».

«منصور»: علينا مواصلة معركة استرداد الأرض والكرامة

منصور

من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين في الأردن نضال منصور، إن ذكرى انتصارات أكتوبر تمثل شكلا من أشكال الكرامة والعزة للعرب في مواجهة العدو الصهيوني الذي تمكن من احتلال الأرض العربية الفلسطينية وأجزاء من الأردن ومصر وسوريا.

وأضاف «منصور» لـ«الدستور»، أن المعركة كانت ترمي إلى استرداد العزة والكرامة التي سلبتها سنوات الهزيمة العربية، وأثبتت أن الإنسان العربي قادر على حماية أرضه والدفاع عنها بحياته ودمه.

وتابع بقوله، أننا بعد 48 عاما على الانتصارات العربية لا بد أن تكون أكتوبر نقطة لاستلهام الدروس، وأولها استكمال تحرير الأراضي العربية المحتلة التي ما زالت تعاني ممارسات الكيان الهصيوني.

وأشار إلى أن روح أكتوبر مرتبطة على الدوام بتحرير الكرامة الإنسانية وكرامة المواطن العربي التي لن تتحقق إلا بالعدالة وحفظ حقوقه وسيادة القانون والمواطنة، لأن كل ذلك يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلدان العربية ومواجهة الفقر والبطالة.

وأكد أن الدرس الأكبر هو ضرورة التغلب على الطائفية والجهوية وأن نعتمد التسامح والحوار سلاحا في مواجهة خطاب التطرف وخطاب الكراهية.

«المنا»: السودان ومصر جسد واحد والمعركة جمعتنا

المنا

وقال الحقوقي السوداني أبو ذر المنا، إن أكتوبر جاء بعد تجارب مريرة وفترة هزيمة موجعة، والانتصارات لم تتحقق إلا بتوحد الأمة العربية خلف هدف واحد بقيادة مصر، وهو تحرير الأراضي العربية المحتلة.

وأضاف «المنا» لـ«الدستور»، أن حالة التضامن والتكاتف العربية خلال تلك الفترة كانت استثنائية وفريدة، وأن مصر والسودان شكلا حالة تناغم أخوية كيد واحدة في مواجهة العدو المشترك.

وتابع بقوله، أن أحد رؤساء الصومال حكى له عن فترة دراسته في الكلية الحربية في مصر، وكيف تم نقلها إلى السودان باعتبار أن البلدين الشقيقين جسد واحد، كما تحمس الشباب السوداني للمشاركة في حرب استعادة الأرض العربية والكرامة العربية التي جرحت في لحظة تواطؤ من قبل القوى الاستعمارية.

وأشار إلى أن انتصار مصر في هذه المعركة يعد واحدا من الانتصارات الكبيرة في العصر الحديث، لافتا إلى أن نتائج الحرب كشفت قدرة ومقدرة الأمة العربية بقيادة مصر على وضع حد لنظرة الاستضعاف التي كانت تروجها إسرائيل عن العرب وتتبناها بعض الدول الاستعمارية.

وأكد أن روح أكتوبر لا تزال حولنا تطالبنا بإعادة الحقوق المسلوبة لأصحابها، وهذا يمكن إسقاطه على كل الحقوق التي تهم الأمة العربية وتقييم مراحل التطور السياسي العربي في التاريخ الحديث، واستلهام روح التضامن العربي.

وطالب بضرورة خلق آلية قرار عربي مشترك عن طريق تفعيل ميثاق جامعة الدول العربية، بحيث يتوحد العرب خلف مشروع قوي لأن العصر الذي نعيشه هو عصر التكتلات الكبيرة، والعالم لا يحترم إلا الأقوياء.

شباب اليمن والعراق: ننظر للنصر المصري باعتزاز.. وجيش المحروسة سر قوتها

منصر

مصطفى منصر، شاب يمني يدرس في جامعة القاهرة، قال لـ«الدستور»، إن ذكرى انتصارات أكتوبر تمثل له يوما للسلام الذي صنعته الحرب، وذكرى لاستعادة كرامة الأمة العربية بشكل عام.

وأضاف «منصر» أن عظمة الجيش المصري في 1973 أجبرت الأعداء ومن يساندهم على احترام قيمة الإنسان العربي، لافتا إلى أن مصر كانت تدافع عن الأمة العربية جميعها، وليس عن سيناء وحدها.

وتابع بقوله، إن: مصر هي خط الدفاع الأول عن الأمة العربية ومقدراتها، ولولا انتصارات الجيش المصري عام 1973 لما خضع الصهاينة إلى الإرادة العربية، ولما رضوا بالسلام بديلا عن الحرب من المصريين وجيشهم الباسل.

وأشار إلى أن كل شباب اليمن يعتزون بقصة الطيار اليمني الشاب عمر غيلان الشرجبي، الذي كبد العدو خسائر كبيرة على الجبهة الشمالية للحرب، لافتا إلى أن سيرة هذا البطل تمثل مصدر إلهام للشباب.

باجلان

ومن العراق، قال مصطفى باجلان، وهو طالب جامعي، إن انتصارات السادس من أكتوبر تمثل محطة مهمة في بقاء مصر دولة قوية راسخة بجيشها وشعبها ومؤسساتها.

وأضاف «باجلان» لـ«الدستور»، أن مصر تشكل أهمية كبرى في المنطقة، فهي تربط بين المشرق العربي والمغرب العربي، ليس فقط جغرافيا، ولكنه ارتباط ثقافي واقتصادي وتاريخي.

وتابع بقوله، إن أي اختلال يصيب مصر اقتصاديا أو سياسيا هو اختلال وعدم توازن للمنطقة بأكملها، لذلك إذا أردنا أن نجلب الاستقرار والتعاون والتنمية لمنطقتنا، فإن علينا أن نقف بوجه أي مشروع يضر بمصر وجيشها.

وأشار إلى أن الجيش المصري له أدوار مشرفة تاريخيا، وحتى في الوقت الراهن، وأن أي مشروع مستقبلي لنهضة مصر لا بد أن يكون الجيش طرفا فيه، بل يكون له دور قيادي ورئيسي، لأن أساس قوة مصر تكمن في جيشها ومنظومته.

وأكد أن الجيش المصري كان سببا في منع حدوث حرب أهلية وانزلاق مدو وكبير في مصر في مرحلة ما عرف بـ«الربيع العربي»، لذلك أي نهضة مصرية أساسها الجيش، لافتا إلى ضرورة بناء مؤسسات قوية ورصينة تبني وتعمل وتحفظ كرامة وعزة شعب مصر، وهو بالضبط ما قصده الرئيس عبد الفتاح السيسي بالجمهورية الجديدة.