رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الرافدين» تطرح الطبعة الثالثة من «تاريخ القدس القديم»

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدرت حديثا عن دار الرافدين للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة من كتاب "تاريخ القدس القديم"، للمفكر العراقي الدكتور خزعل الماجدي. 

يأتي هذا الكتاب ضمن محاولة لكتابة تاريخٍ حقيقي لسيرة مدينة القدس منذ ظهورها وحتى الاحتلال الروماني لها.

ويشير خزعل الماجدي في مقدمة كتابه "تاريخ القدس القديم" إلي:"ونعني بوصف (تاريخ حقيقي) استبعاد كلّ المؤثرات الدينية التوراتية التي تحكمت بمسرى الأحداث ووجهتها، وخصوصًا تلك التي لها علاقة بنشوء المدينة ونموها في العصور البرونزية والحديدية والكلاسيكية، أي خلال ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد".

جاء ذلك حرصًا منا على اتخاذ الطريق العلمي في تدوين التاريخ، ولذلك سيكون كتابنا مفاجئاً للذين ينتظرون بعض البديهيات التي كرّسها البحث التاريخي المشحون بخلفيـة توراتية والتي استبعدناها لأنها لا تمس الحقيقة بشيء.لقد كان منهجنا في البحث التاريخي، في هذا الكتاب، معتمدًا على علم الآثار وعلى ما جادت به أرض القدس من الآثار المنقولة والثابتة، مع محاولات استقرائية هنا وهناك تحاول كشف ما تخفيه الآثار والأحداث التاريخية وتجيب على بعض الأسئلة المعلّقة والحساسة.

ويؤكد "الماجدي":"ولاشك أننا اعتمدنا على مناهج البحث العلمي للآثاريين والمؤرخين الذين مهدوا لنا هذا الطريق بجهودهم العلمية الحيادية المعروفة .واذا كان الكتاب يبدأ بتاريخ فلسطين في عصور ما قبل التاريخ ، فإنه يتقصى في العصور التاريخية الأولى نشأة أورشليم / القدس ويتتبع آثارها لينتهي الى المرحلة الحرجة في نشوء الديانتين اليهودية والمسيحية في فلسطين ، وعلاقة القدس ببداياتهما ، ثم التدمير الشامل الذي أحدثه الجيش الروماني بقيادة تيتوس حين دخلها عام 70 م . وهي مرحلة نوعية كتبت تأريخاً جديداً للمدينة امتاز بظهور المؤثرات الرومانية ثم البيزنطية، وسيستمر بقوة حتى الإنعطافة النوعية بظهور الإسلام وجعلها واحدة من مقدساته".

أما كتاب "ديفيد شتراوس ..المعترف والكاتب"، هو أحد النصوص الأربعة التي صدرت للفيلسوف الألماني فردريك نيتشه بين الأعوام (1873-1876). وكان نيتشه قد خطط في الأصل، كما ورد في أوراقه، لإصدار ثلاثة عشر نصًّا تتناول موضوعات مختلفة، إلّا أنه لم يتمكن من إنجاز سوى أربعة منها.
وكما تناولت النصوص الأخرى شخصياتٍ كالفيلسوف شوبنهاور ومؤلف الموسيقى الأوبرالية فاغنر، فإن نيتشه تناول في هذا الكتاب آراء وتصورات ديفيد شتراوس (1808-1874).

بدأ نيتشه العمل على هذا الكتاب في عام 1873، وقد وجه نقدًا صارمًا ولاذعًا لأفكار وتصورات ديفيد شتراوس المسيحية، الذي صعد نجمه في تلك الفترة، وخاصة بين الهيجليين اليساريين، باعتباره مفكرًا لاهوتيًّا يطرح أفكارًا إصلاحية للدين المسيحي، على الرغم من رفضهم لاستنتاجاته، وخاصة في كتابه "حياة المسيح". علمًا أن شتراوس كان متأثرًا بأفكار هيجل واللاهوتي شلايرماخر الذي تتلمذ على يديه.
وقد تركز نقد نيتشه لأفكار شتراوس اللاهوتية وعقائده الدينية التبشيرية الجديدة على نقد الثقافة الألمانية وتاريخها والمؤسسات التعليمية عمومًا، إلى جانب التزمت الفكري الذي كان يسم تصورات شتراوس الإيمانية.

ما يميز كتاب  "ديفيد شتراوس ..المُعترف والكاتب"، هو سلاسة لغته وعمقها وتضمنها العديد من الأفكار، وخاصة الكيفية التي يُنظَر بها إلى التاريخ وقضية الإصلاح الديني. ثم إنه يعلم أن قاعدة النقد الفكري تقوم على التفكيك والتحليل وتقديم الحجج التي تتعلق بالنص وليس بشخص مؤلفها.
 

244023432_2883457561893484_5083390360130243242_n
244023432_2883457561893484_5083390360130243242_n