رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حُسن الخاتمة.. أحمد يفارق الحياة وهو ساجد.. وزوجته: «كان بيتمناها» (فيديو)

احمد السيد توفي وهو
احمد السيد توفي وهو ساجد

دعوة وأمنية تضرع بها إلى الله أن يرزقه حُسن الخاتمة، لتكن دعوته مستجابة ويلقى ربه وهو ساجد في الصلاة، وينال آلاف الرحمات ويرزق بدعوات من أشخاص لا يعرفونه أو يلتقوا به من قبل ولكنه تدبير الله ليكن يوم وافته يوم بشرى بالرضا من الله على أحد عباده.

لم يكن يوم وفاة أحمد السيد، فرد أمن بمركز أشعة بمنطقة سموحة بشرق الإسكندرية، يومًا عاديًا، بل كان سيلا من الدعوات بالرحمة والمغفرة، وذلك بعد أن قرر زملاؤه بالعمل نشر فيديو لحظة وفاته والتي التقطتها كاميرا المراقبة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي دونت اللحظة التي وافته المنية فيها وهو ساجد أثناء الصلاة، والتي تفاعل معها متابعو ورواد “السوشيال ميديا" بالدعاء ذاكرين أنها علامات العمل الصالح وحُسن الخاتمة.  

وترصد “الدستور” خلال السطور التالية لمحات من حياة الفقيد والذي توفي في سن الـ39 عامًا، ومعاناة خلال السنوات الماضية والتي ترويها زوجته.

قالت صابرين، زوجة احمد السيد، والذي توفي وهو ساجد أثناء صلاته في محل عمله، إن زوجها يبلغ من العمر 39 عامًا، وأجرى عملية قلب مفتوح وهو في سن السادسة عشرة من عمره، مشيرةً إلى أنها تزوجت وأنجبت 3 أبناء، فتاتين وصبي، أكبرهم فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، والابن 10 سنوات، والابنة الصغرى 8 سنوات.

وأضافت لـ«الدستور» أن زوجها بدأ يشعر بالتعب مرة اخرى بعد أن رزقهم الله بابنتهم الصغرى، وبعد ان قام بالكشف مرة اخرى وسؤال الاطباء المعالجين لحالته، تم التأكيد عليه بعدم العمل نهائيًا، وذلك لأن عضلة القلب تعمل بنسبة 20٪ فقط، لافتة إلى أنه كان يعمل في مقهي وهو عمل باليومية.

وتابعت أنه امتنع عن العمل بأمر الأطباء لمدة 9 سنوات، مشيرة إلى أنها تواصلت مع جميع الأطباء ومستشفيات القلب الكبري ومنها مستشفى الدكتور مجدي يعقوب، ومعهد القلب بالقاهرة، وغيرها، وكان الرد أنه لا يمكن إجراء جراحة بسبب كفاءة عضلة القلب.

وأوضحت أنه شاء القدر منذ عامين أنه كان يتحدث مع أحد الصيادلة بمكان إقامتهم بمنطقة الحضرة عن حالته الصحية، حيث قدمت له المساعدة بإرساله إلى احد اطباء جراحة القلب، وتم إجراء عملية بالقلب تحمل تكلفتها الجراح وإحدى الجمعيات الخيرية، لافتة إلى ان الجميع كان يتوقع عدم نجاح العملية إلا أنه خرج من العملية بصحة جيدة وكان افضل من ذي قبل.

وأشارت إلى أنه بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية، وبعد تحسن حالة زوجها الصحية، بدأ بالبحث عن عمل بعد سنوات من عدم قدرته ومنعه عن العمل بأمر الأطباء، حيث ساعده أحد الجيران بتوفير عمل كفرد أمن بمركز للأشعة بمنطقة سموحة، لكي يكون عملا غير شاق ولا يوجد به حمل اشياء او بذل جهد كبير، لافتة إلى أنه التحق بالعمل منذ عام ولم يخبر أحدا بأنه أجرى عمليتين بالقلب لكي يستمر في عمله.

أحمد 


قرب من الله وسيرة حسنة

وأشارت الزوجه ان خلال التسع سنوات التي كان زوجها لا يعمل بها بسبب ظروفه الصحية، كان عمله الشاغل هو الصلاة والصوم وقراءة القرآن، حيث كانت العبادة والقرب من الله هو هدفه، مشيرة إلى أنه برغم منعه بأمر الأطباء من صيام شهر رمضان إلا أنه كان يصوم، ويؤذن للصلاة في المسجد، كما أنه اعتمر مرتين، وكان دائم التعامل الطيب معنا في الاسرة ومع الناس جميعا، وحسن الخلق واللسان، ولا يتشاجر مع احد بكل كان متسامح في حقه.


كان يتمنى الوفاة أثناء الصلاة

وتابعت أن زوجها كان يتمني هذه الخاتمة، وأن يتوفى والله في رضاء عنه حيث كان يردد دائمًا انه يريد ان يختم حياته وهو يصلي، وكان يتمني ان يتوفى في الحرم المكي اثناء العمرة، ويدعي ان يموت ويدفن بجوار الحرم، مشيرة إلى انه كان إنسانا خلوقا وطيبا وقضى حياته في معاناة، ولم يصدر عنه اي مشاكل بل كانت أيامه في الحياة كلها حب وبر وقرب من الله.

أحمد 


تفاصيل يوم الوفاة

وأكدت أن زوجها يوم الوفاة كان بصحة جيدة ولا يشكوا من أي شىء، حيث ذهب إلى عمله في الساعة التاسعة، ثم هاتفها للاطمئنان على الأولاد في الساعة الثانية عشرة، وقبل الساعة الثانية حدثها أحد العاملين بمركز الأشعة أن زوجها تم نقله العناية المركزة وأنه في حالة حرجة، ولكنها عندما توجهت إلى المستشفى علمت بأنه توفي في الساعة الواحدة، وأنه توفي وهو ساجد أثناء الصلاة، مشيرة إلى أنه كان يشكو طوال الأسبوع من ضيق في التنفس، وكانت تنصحه بالابتعاد عن التكيف حيث إنه يمكن أن يسبب له أذى ويكون السبب في تلك الشكوى.


نشر فيديو الوفاة على مواقع التواصل الاجتماعي

وأوضحت أن أصدقاء وزملاء زوجها أرادوا تهدئتها حيث أنهم جعلوها تشاهد فيديو الكاميرا الذي يبين أن زوجها توفي وهو ساجد في الصلاة، دليل على عمله الصالح وحُسن الخاتمة، مشيرة إلى أنها تفاجأت بأن الفيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالت الدعوات بالرحمة على زوجها، فنال دعوات من الآلاف ممن لم يعرفوه في حياته بل عرفوه بعد مماته وهو ما يهون من الفقد والفراق لأنه في مكان أفضل وينال ملايين الدعوات.

أحمد 

واختتمت زوجة الفقيد، أن زوجها كان يحصل على معاش تكافل وكرامة 500 جنيه بسبب حالته الصحية، حيث أنه سوف يتوقف بسبب وفاته، وتسعى بأن تتحصل على المعاش من أجل ابنائها، مؤكدة أنهم بعد زوجها ليس لهم سوى الله، والسيرة الحسنة التي تركها لهم زوجها.