رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير الصومالى بالقاهرة: الدعم المصرى لنا لا يتوقف.. ونتطلع لزيادة التعاون المشترك

 السفير الصومالى
السفير الصومالى بالقاهرة، إلياس شيخ عمر

منذ آلاف السنين، بدأ التعاون الأول بين الناس فى مصر القديمة والصومال، إذ أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية إلى «بلاد بنط» فى عهد الأسرة الـ١٨، وجرى إثبات الحدث برسوم خالدة على جدران معبد الدير البحرى، والآن تتطلع الدولتان إلى زيادة التعاون ليمتد إلى جميع المجالات.

ولرصد هذه المساعى حاورت «الدستور» السفير الصومالى بالقاهرة، إلياس شيخ عمر، مندوب بلاده الدائم لدى جامعة الدول العربية، الذى وجه الشكر إلى الرئيس السيسى لإرسال طائرتى مساعدات طبية إلى بلاده؛ للمساعد فى محاربة فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن الصومال يتطلع لفتح مجالات تعاون مع مصر فى مجالى الثروة الحيوانية والزراعة.

■ بداية.. ما تقييمك للعلاقات المصرية الصومالية؟

- العلاقات المصرية الصومالية راسخة وتاريخية، والدعم المصرى لبلادى لم يتوقف، ولم يقتصر على مساعدة الصومال فى قطاع الصحة لمواجهة فيروس كورونا، بل امتد لجميع القطاعات.

وأود أن أوجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على دعمه المستمر للصومال، وحرصه على تحقيق مصالح الشعب الصومالى، كما أشكر جميع الدول العربية التى دعمتنا لمواجهة الوباء.

وقد أرسلت مصر طائرات محملة بالمساعدات الطبية لدعم الشعب الصومالى فى مواجهة كورونا، وتقدم السلطات المصرية جميع التسهيلات الممكنة لإرسال المزيد.

■ كيف يمكن للبلدين زيادة مجالات التعاون؟

- نتطلع إلى زيادة مجالات التعاون بين مصر والصومال لتمتد إلى جميع المجالات، وندعو المستثمرين المصريين لضخ استثماراتهم فى الصومال، خاصة فى مجال الثروة الحيوانية، إذ يتمتع الصومال بسواحل كبيرة ويمتلك ثروة سمكية ضخمة، كما أن أرضه خصبة.

نحتاج إلى التعاون مع مصر لتدريب وتأهيل الكوادر البشرية الصومالية، عبر تفعيل مذكرات التفاهم بين الجانبين، لا سيما فيما يتعلق بتقديم الدعم الفنى والمهنى للكوادر فى المؤسسات الصومالية، لمنحها دفعة قوية حتى تتمكن من القيام بمهامها على الوجه الأمثل.

وأرى من الضرورى تسيير رحلات جوية مباشرة بين البلدين، ونتطلع لانضمام شركة مصر للطيران إلى الشركات الناقلة بين مقديشو والعالم، لتسهيل حركة الأفراد وتنشيط التجارة والسياحة والتبادل الثقافى.

■ ما تقييمك لدور مصر فى نشر العلم بالقارة الإفريقية؟

- تعلمت فى جامعة مصرية، وأرى أن مصر دائمًا كانت- وستظل- رائدة فى هذا المجال، إذ ساعدت، على مدار التاريخ، فى نشر العلم بالدول العربية والقارة الإفريقية، وهناك عدد كبير من أبناء الصومال تتلمذوا على أيدى أساتذة مصريين.

المدرس المصرى هو ركيزة التعليم فى معظم الدول العربية والإفريقية منذ خمسينيات القرن الماضى، ونأمل فى زيادة التعاون مع مصر فى مجال التعليم.

■ ما الأهداف التى تسعى لتحقيقها من خلال منصبك؟ 

- مهمتى الأساسية فى مصر هى تعزيز التعاون المشترك بين الصومال وأرض النيل فى جميع المجالات، بما يحقق مصالح الشعبين المصرى والصومالى ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون.

كما أسعى إلى زيادة عدد الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين الجانبين، على المستويين السياسى والاقتصادى، وكان آخر زيارة من هذا النوع زيارة رئيس الوزراء الصومالى إلى مصر، حيث التقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وكانت زيارة إيجابية، وأسهمت فى توطيد العلاقات بين البلدين ووضع أطر جديدة للتعاون المشترك.

كما زار وزير الخارجية الصومالى مصر، والتقى سامح شكرى، وزير الخارجية، وسوف تستمر تلك الزيارات المهمة خلال المرحلة المقبلة.

■ ما خطط الصومال للاستفادة من ثرواته؟

- يمتلك الصومال سواحل طويلة جدًا، توفر له ثروة سمكية كبيرة، وأدعو مصر وجميع الدول العربية للاستفادة من هذه الثروة.

ويقدم الصومال فرصًا استثمارية واعدة، ليس فقط فى مجال الثروة السمكية، بل تمتد إلى قطاعات أساسية أخرى، مثل الزراعة والإنتاج الحيوانى، وأدعو جميع الدول للاستفادة من الفرص الاستثمارية الموجودة فى بلادى.

الصومال لديه من الإمكانات والموارد الطبيعية ما يمكنه من أن يكون وجهة استثمارية للمستثمرين المصريين، كما يمكنه من إقامة مشاريع قائمة على المصلحة المشتركة وتبادل المنفعة.

■ كيف يمكن تعزيز التعاون فى المجال الصحى؟

- فى الحقيقة، الصومال يحتاج إلى حزمة دعم كبير للقطاع الصحى، ونتطلع إلى أن تساعدنا مصر فى إعادة تشغيل عدد كبير من المستشفيات فى الأقاليم المختلفة فى الصومال، وإمداد هذه المستشفيات بأطباء مصريين، وإقامة مستشفى مصرى فى الصومال، فضلًا عن إيفاد القوافل الطبية. وأؤكد أن الصومال يفتح أبوابه أمام كل ما هو مصرى، مدارس أو مستشفيات أو أى مشروعات.

■ ما رأيك فى التجربة المصرية بشأن تعزيز دور المرأة بالمجتمع؟

- التجربة المصرية فى مجال تمكين المرأة رائدة، إذ تبوأت المرأة المصرية أسمى المناصب فى جميع المجالات، ونحن فى الصومال نسعى إلى تمكين المرأة والاستفادة من التجربة المصرية فى هذا الصدد. نتطلع إلى نقل الخبرة المصرية فيما يتعلق بالتشريعات والتصدى للمشكلات التى تواجهها المرأة، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية، فلا تزال المرأة فى الصومال بحاجة إلى الدعم والمساندة لمواجهة التحديات والعقبات التى تعوق سبل تمكينها والنهوض بها.

■ ما تقييمك لدور الأزهر الشريف فى محاربة الإرهاب؟

- لا شك فى أن مؤسسة الأزهر الشريف تضطلع بمهمة كبيرة، فهى منارة تنشر الإسلام الوسطى وتحارب الإرهاب والفكر المتطرف، وقد التقيت فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، مؤخرًا، ضمن وفد صومالى برئاسة رئيس الوزراء. تباحثنا مع «الطيب» سبل التصدى للفكر المتطرف والإرهاب، وطلبنا من الأزهر دعم الصومال فى هذا الصدد، ووعد الإمام الأكبر بتقديم مزيد من الدعم للصومال وإرسال قافلة طبية إلى الصومال إلى جانب تقديم ٥٠ منحة إضافية من الأزهر للصومال بجانب المنح المخصصة له، وتدريب ١٠٠ إمام صومالى.

كيف ترى التطور الذى يحدث فى مصر حاليًا؟

- مصر استطاعت تحقيق نهضة تنموية رائدة وإنجازات فى مختلف القطاعات بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فالإنجازات والمشروعات القومية الكبرى التى نفذتها مصر فى عهد الرئيس السيسى غير مسبوقة. أرى أن مصر تخطو خطوات واثقة وثابتة نحو بناء جمهورية جديدة، يتابعها العالم أجمع، ويعلم حجم الإنجازات التى تحققت خلال فترة وجيزة من تولى الرئيس السيسى حكم البلاد. ونتطلع إلى الاستفادة من مصر فى جميع المجالات، الاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية، وليس الدعم السياسى فقط.