رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صوت داعش.. وأصوات الإخوان

اتهامات عديدة، تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة، وجهها القضاء الفيدرالى الأمريكى فى ولاية فرجينيا، أمس الأول السبت، رسميًا، إلى محمد عبدالله محمد خليفة، المعروف باسم «صوت داعش»، مع أن الدور الذى لعبه، لا يختلف كثيرًا عن ذلك الذى لعبته أصوات الآلة الدعائية الإخوانية، المشمولة بالرعاية الأمريكية والبريطانية والتركية والقطرية و... و... وربما لهذا السبب، وصف موقع «قناة الحرة» المذكور بأنه «شخصية إعلامية بارزة»!.

قيل إنه «جهادى كندى من أصل إثيوبى»، ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسئولين أمريكيين أنه «مواطن كندى، سعودى المولد»، وذكرت «قناة العربية» أنه كندى من أصل إثيوبى مولود فى السعودية. لكننا لم نجد تفسيرًا لقيام «قوات سوريا الديمقراطية»، بتسليمه إلى الولايات المتحدة، وليس إلى كندا أو إثيوبيا أو السعودية. كما لم نجد، أيضًا، ما يفسر قبول الإدارة الأمريكية تسلمّه، وهى التى ترفض، كما رفضت الإدارة السابقة، استعادة رعاياها الدواعش، وحرمتهم من حقهم فى محاكمة عادلة، أحد أبسط الحقوق فى الدول التى تحترم سيادة القانون!.

قوات سوريا الديمقراطية، التى يسيطر عليها الأكراد، وتدعمها واشنطن، كانت قد ألقت القبض على المذكور فى يناير ٢٠١٩. ومن مكان احتجازه أجرت معه جريدة «نيويورك تايمز» حوارًا، قال فيه إنه كان سعيدًا بعمله مع التنظيم وليس نادمًا على ما فعل. كما قال لقناة «سى بى سى» الكندية إنه يريد العودة إلى كندا مع أسرته، بشرط عدم محاكمته هناك. وفى المرتين، قال إنه لم يتلق أى زيارة أو مساعدة من القنصلية الكندية.

يتحدث «صوت داعش» الإنجليزية بطلاقة. ومنذ ٧ سنوات تقريبًا، طالب مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى المواطنين بتقديم أى معلومات تساعد على تحديد هويته. وظل ذلك الشاب مجهولًا إلى أن ظهر فى مقطع فيديو عرضه المركز الإعلامى لقوات سوريا الديمقراطية، فى يناير ٢٠١٩، زعم فيه أنه لم يكن له أى دور فى القتال أو فى تصوير أو تنفيذ مقاطع الفيديو التى كان يعلّق عليها بصوته.

لاحقًا، عرفنا أنه مولود فى مدينة جدة السعودية، سنة ١٩٨٤، لأبوين من أصول إثيوبية، وأنه معروف بين صفوف التنظيم باسم «الحارس أبورضوان»، ثم أضافت له وزارة العدل الأمريكية اسمًا ثالثًا، أو رابعًا، هو «أبومثنى المهاجر»، ونقلت فى بيانها الصادر أمس الأول، عن راج باريك، القائم بأعمال المدعى العام الأمريكى فى المقاطعة الشرقية بولاية فيرجينيا، أن خليفة «لم يقاتل فقط مع داعش» بل «كان صوتًا للعنف» ولعب دورًا رئيسيًا «فى تجنيد مسلحين عبر توسيع عدد مشاهدى الفيديوهات التى تمجد جرائم القتل الوحشية والعنف العشوائى».

درس «خليفة» علوم الكمبيوتر فى إحدى جامعات «تورنتو»، وعمل فى شركة متعاقدة مع عملاق التكنولوجيا الأمريكية «آى بى إم». وبسبب مقاطع فيديو شاهدها على موقع «يوتيوب» مال إلى تنظيم «القاعدة» ثم إلى «داعش»، وقرر التخلى عن حياته الهادئة، وغادر إلى مدينة الرقة بالشمال السورى. ونقلت وسائل إعلام كندية عن أمه أنه عاد إلى المنزل مساء ٣ أغسطس ٢٠١٣، وأخبرها أنه ذاهب إلى مصر لقضاء إجازة لمدة أسبوعين. لكنه بعد المغادرة بيومين قال لأخته، فى رسالة، إنه فى تركيا وفى طريقه إلى سوريا. وأشارت الأم إلى أنه اتصل بها فى ١٤ يناير ٢٠١٩، أى بعد يوم من إلقاء القبض عليه، وقال لها إن «كل شىء على ما يرام»!.

الدور الذى لعبه «صوت داعش»، كما أشرنا، لا يختلف كثيرًا عن ذلك الذى لعبته أصوات الآلة الدعائية لجماعة الإخوان، فى تجنيد الإرهابيين والتحريض على العنف والكراهية، وترويج الخطاب الداعى للتطرف. ولن نذكّرك، بما قد تكون شاهدته بعينيك، فقط، سنحيلك، ونحيل السلطات الأمريكية، إلى مقال نشرته جريدة «نيويورك بوست»، فى ٢٤ سبتمبر ٢٠١٩، أشار فيه أيكان إرديمير، وجوناثان شانزر، إلى أن جماعة الإخوان، بعد طردها من مصر، أنشأت معاقل جديدة لها فى تركيا، وأطلقت محطات تليفزيونية حرضت من خلالها على قتل المسئولين المصريين والرعايا الأجانب فى مصر.