رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمات بريطانيا.. ما فرص العمالة المصرية بعد مغادرة الأوروبيين؟

 العمالة المصرية
العمالة المصرية

تعاني بريطانيا أزمة في توفر الوقود بسبب نقص سائقي الشاحنات الكبيرة، أعلنت على إثرها استعداد الجيش للتعامل مع الأزمة وتوفير الوقود في أسرع وقت، فيما تعاني المملكة المتحدة أيضا مشكلة في نقص الأيدي العاملة في قطاع الزراعة والمهن البسيطة، بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي ومغادرة آلاف العمال الأوروبيين للبلاد.

«الدستور» تستعرض في السطور التالية، فرضية توفر فرص عمل في المهن والحرف التي تعاني عجزًا في سوق العمل البريطاني.

ويرى عبدالمنعم السيد رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن تصدير العمالة المصرية إلى بريطانيا على وجه التحديد يتطلب نوعية معينة من العمالة تكون مؤهلة ومدربة بشكل كبير.

تأهيل العمالة المصرية

وأضاف «السيد» لـ«الدستور»، أن بريطانيا من الدول التي لا تعتمد على العمالة العربية بشكل كبير، وينصب تركيزها على جلب العمال من دول شرق آسيا، أو من الدول القريبة منها جغرافيا.

وأكد الخبير الاقتصادي ضرورة تأهيل العمالة المصرية وتزويدها بالخبرة اللازمة من تعليم وتدريب جيد، فبريطانيا بحاجة هذه الأيام على سبيل المثال إلى سائقي شاحنات محترفين، لديهم القدرة على القيادة في أراضيها، وأدنى المتطلبات ستكون معرفة اللغة الإنجليزية.

وأشار إلى أن مصر يمكن أن تصدر عمالتها لكل دول العالم بشرط واحد، أن تنشط السفارات والقنصليات في دراسة سوق العمل في كل الدول، وتنسق مع وزارة القوى العاملة في الداخل.

وأوضح أن تربية كوادر لديها قدر معين من التعليم والتدريب على الأنشطة والمهن والحرف المطلوبة دوليا من خلال مراكز التدريب التابعة لوزارة القوى العاملة سيمكننا في المستقبل من المنافسة في أسواق العمل العالمية.

وضع مؤقت

لكن الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، يرى أن بريطانيا لا تخطط للاعتماد على أي عمالة حتى في المهن البسيطة، لافتا إلى أن إصدار 10 آلاف تأشيرة عمل هو حل مؤقت للخروج من الأزمة الحالية.

وأضاف «جاب الله» لـ«الدستور»: «عندما وافق البريطانيون على الانفصال من الاتحاد الأوروبي لم يكن ذلك بهدف أن يعملوا سائقي شاحنات لكن كانوا يهدفون إلى تطوير بريطانيا، وكان هناك وعود من الحكومة أن تقوم بإجراءات تعتمد فيها على الميكنة والعلم الحديث والحد من دخول العمالة الأجنبية، وأزمة كورونا عصفت بهذه الآمال».

وتابع أن بريطانيا تعاملت مع الأزمة الحالية بإصدار تأشيرات عمل مؤقتة «لا أتصور أن يتم توجيهها إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي».

وفيما يتعلق بفرص المصريين في سوق العمل البريطاني، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن هناك شراكة استراتيجية بين البلدين، وهناك فرص للعمالة ذات الكفاءة مثل الأطباء الذين يحصلون على مكانة اجتماعية ورواتب عالية هناك، لكن هذا الواقع لا ينطبق على العمالة البسيطة.

ونوه بأن بريطانيا لن تستبدل العمالة الأوروبية بعمالة إفريقية أو عربية، لافتا إلى أن اللغة العربية وإن كانت تمثل عنصرا إيجابيا للعمالة المصرية في سوق العمل الخليجي وليبيا وغيرها فإن الأمر مختلف فيما يتعلق بالسوق البريطاني على وجه التحديد.

وقال «جاب الله»، إن: هناك استراتيجية بريطانية للحد من استخدام العمالة البسيطة من الأساس، وتعتمد هذه الاستراتيجية على استخدام التكنولوجيا في مجالات عديدة أبرزها الزراعة، ما يعني أنها بعد 5 سنوات لن تكون بحاجة لعمالة أجنبية، والأزمة القائمة هذه الأيام لن تستمر طويلا.