رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خطوط وظلال» تصدر «تلك اليد المحتالة» للروائي يوسف المحيميد

يوسف المحيميد
يوسف المحيميد

صدرت عن دار خطوط وظلال في عمّان بالأردنـ مجموعة قصصية جديدة للروائي السعودي يوسف المحيميد، وذلك بعد تجربة سردية طويلة، تمثلت في نحو ثماني روايات وأربع مجموعات قصصية كرَّست اسمه على المستويين العربي والعالمي، وذلك بعد ترجمة أبرز أعماله مثل (فخاخ الرائحة) و(القارورة) و(الحمام لا يطير في بريدة) إلى عدد من اللغات أبرزها الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والرومانية، والتركية وغيرها.

في مجموعته القصصية الجديدة (تلك اليد المحتالة) ينحو  الروائي السعودي مجدَّدًا باتجاه السرد المكثّف الذي لا يتوقف عند جماليات النثر، بل ينزاح نحو آفاق جمالية أوسع تستلهم حتى الفنون غير الأدبية، فهي تشبه ضربات لونيّة سريعة وموحية، من هنا قدرتها مثلاً أن تنقلنا لأجواء التسعينات ببضع خبطات سردية سريعة وخفيفة أو تنقل انتهاكات الوباء النفسية والاجتماعية في عبارات قصيرة ومشحونة بالدلالة، وبسبب كثافتها العالية "نزعتها ان تقول الكثير في كلام قليل"، ستميل تلقائيًّا إلى التجريد، لكن دون أن تعتنق تجريدًا ثقيلاً، إذ يمكن لمح البشر والأشياء والكائنات والمشاعر والعلاقات والأحداث من خلف هذا التجريد الشفّاف. هي أيضًا لعبة ضوء وعتمة، تحدد بدقّة ما تخفي وما تظهر، ولا يمكن قراءتها دون استحضار جماليات الفوتوغراف. 

مجموعة (تلك اليد المحتالة) للروائي يوسف المحيميد هي بمثابة نقطة التقاء تصبّ فيها فنون كثيرة، وبلمساتها السرديّة الخفيفة لكن المعجونة بخبرة طويلة في فنون القصّ، تتحرك وسط هذا الفضاء برشاقة لافتة، وتضيء ما هو مشترك بين كل هذه الفنون.

من فضاءات تلك المجموعة، نص قصير جدًا بعنوان (جَدّ): "كلما استيقظ وجلاً، متلفِّتًا حوله، تكاد حبَّات العرق تتعثَّر في حاجبيه الأبيضين الكثَّين، ينهض متثاقلاً نحو خزانة عتيقة، ليخرج مسدسًا بجراب متيبِّس بدم قديم، وقبل أن يصوبه نحو حلمه المتكرر، يتذكَّر أنه بلا رصاص".