رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معهد أمريكي يكشف لماذا فقد العالم العربي ثقته بالإخوان؟

الاخوان
الاخوان

رصد معهد "جيتستون" الأمريكي الأسباب الرئيسية التي أدت لفشل تنظيم الإخوان وسقوطه في دول العالم العربي خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أن فساد التنظيم وعدم كفاءته في إدراة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وميله لنشر الفوضى وعدم الاستقرار وسرقة أرواح الناس أموالهم، فضلا عن إيمانه بعدم الفصل بين الدين والسياسة، من أهم الاسباب التي تقف وراء فشل تجارب الإخوان في الحكم وتراجع تيار الإسلام السياسي وإندثار مبادئه بين شعوب المنطقة العربية. 

ووصف المعهد في تقريره، تنظيم الإخوان بأنه "فاسد وانتهازي غير كفء يزعم بأنه يحتكر وحده الحقيقة المطلقة ويدعي بأنه يمثل الحقيقة"، مشيرا إلى أن العالم العربي والشعوب العربية لم تعد تؤمن بقدرة الإخوان على الحكم، وأصبحت متيقنة أن تجارب الأحزاب السياسية التابعة للإخوان هي تجارب فاشلة ولا تمنح الشعوب أي فرصة لتحقيق ما يرجوه من تحسين للظروف المعيشية لهم.

سقوط الإخوان في العالم العربي كشف زيف شعاراتهم الفارغة

وقال المعهد الأمريكي، نقلا عن خبراء ومحللين، إن جماعة الإخوان منذ تأسيسها في عام 1928، وعلى مدار العقد الماضي، اعتمدت على الشعارات الطنانة والفارغة واستخدام الدين للوصول إلى السلطة في عدد من الدول، وعلى رأسها مصر وتونس والمغرب، لكن الأسابيع القليلة الماضية كشفت زيف هذه الشعارات، وأنها غير قادرة على تحقيق ما أطلقته من وعود للشعوب التي حكمتها، ما أدى إلى لفظ الجماعة في كثير من دول العالم العربي. 

وبين أن هذا الأمر ظهر بشكل واضح خلال الشهرين الماضيين حيث عانى الإخوان من نكستين كبيرتين، الأولى في تونس، بعد الضربة القاضية التي وجهها لهم الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد البرلمان الذي تسيطر عليه حركة "النهضة" الإخوانية ورفع الحصانة عن أعضائه، والنكسة الثانية والأخيرة كانت في المغرب، بعد الهزيمة المدوية لحزب العدالة والتنمية، الذراع السياسي للإخوان، في الانتخابات البرلمانية التي عقدت مؤخرا. 

وتابع " اكتشف شعب مصر وتونس والمغرب، الذين منحوا الإخوان المسلمين فرصة للحكم، أن التنظيم فاسد وغير كفء مثل الأنظمة العربية العلمانية ورؤساء الدول."

ونقل المعهد عن الكاتب المغربي سعيد ناشد قوله "لقد أخذ الإخوان المغرب إلى عقد من الظلام".

ولفت إلى أن لاقت الإطاحة بحزب النهضة الإخواني التونسي من السلطة في يوليو الماضي لاقى ترحيباً ليس فقط من التونسيين ، بل من قبل العديد من الدول العربية الأخرى التي اتهمت جماعات الإسلام السياسي ، وتحديداً جماعة الإخوان، بنشر الفوضى وعدم الاستقرار في العالم العربي.

الإسلام السياسي لم يجلب سوى الفساد والبؤس 

وأوضح إنه كما كما هو الحال مع الإسلام السياسي في تونس، يحتفل العالم العربي أيضًا بسقوط الحزب المرتبط بالإخوان في المغرب، العرب مؤكدين أن جماعات الإسلام السياسي لم تجلب شيئاً سوى الفساد والبؤس في البلاد التي حكموها، مضيفا "يقول العرب إنهم تعلموا الدرس ولن يثقوا بالإسلاميين و "شعاراتهم الفارغة" بعد الآن."

وأضاف "حجم هذه الهزيمة يظهر أن جماعات الإسلام السياسي التي حكمت بعد فترة (الربيع العربي) قد فشلت في الحكم، فهم ليس لديهم ما يقدموه سوى الشعارات واستخدام المبادىء الدينية".

ونقل المعهد الأمريكي عن الباحث الإسلامي التونسي سامي براهم، قوله "إن الأحزاب التابعة لجماعة الإخوان فشلت في إنتاج برامج ورؤى لشعوبها"، مضيفا "لقد فشلوا على جميع المستويات، وهذا أيضا فشل سياسي وأخلاقي، لقد ربطوا أنفسهم بأحزاب فاسدة".

من جانبها، قالت المحللة السياسية اللبنانية هدى رزق إلى أن جماعة الإخوان حاولت أن تثبت لصناع القرار في واشنطن أنها وحدها ، بصفتها منظمة سياسية معتدلة ، قادرة على التعامل في عالم السياسة ببراجماتية وفاعلية، وهو ما لم يحدث على الاطلاق. 

وأضافت رزق، بحسب ما نقل عنها المعهد: "كانوا يعرفون أن واشنطن تهتم بالمسألة الأمنية أكثر من اهتمامها بالديمقراطية في الدول العربية ، خاصة في عهد الرئيس أوباما".

العالم العربي يرفض فكرة الولاية عليه باسم الدين

وأشار معهد "جيتستون" الأمريكي، إلى أن من أهم أسباب فشل تنظيم الإخوان في العالم العربي مرتبط بالمكوّن الأيديولوجي لجماعات التنظيم، بما في ذلك عدم الفصل بين الدين والسياسة ، واحتكارهم المزعوم للحقيقة المطلقة ، و ادعائهم تمثيل الإسلام الحقيقي، مؤكدا ان العرب أدركوا زيف هذه الادعاءات ورفضوا فكرة الولاية عليهم باسم الدين، لا سيما بعد أن أظهرت 10 سنوات من السلطة فشل المشروع الإخواني في المغرب في حل مشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية. 

ونقل المعهد عن مروان شحادة الخبير الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية، قوله في تصريحات تليفزيونية، أن سبب فشل الإسلام السياسي هو نقص الخبرة السياسية والفشل في تحويل أنفسهم من المعارضة إلى الحكومة، قائلا "لقد أصيبت الجماعات والأحزاب المرتبة بالإسلام السياسي بالأمراض التي عانت منها أطراف أخرى، وخاصة الفساد ... فشلوا في إدارة شؤون بلادهم أو حل المشاكل أو تزويد الناس بما يستحقونه". 

هزيمة الاخوان في المغرب زلزال يكسر ظهر التنظيم في العالم العربي

من جانبه، وصف أمين سوسي علوي، الباحث المغربي في القضايا الجيوسياسية، هزيمة الإسلام السياسي في المغرب بأنه "الزلزال الذي سوف يكسر ظهر جماعة الإخوان في العالم العبي."

وأضاف أنه بعد مرور عقد من الزمان تمكين الشعب المغربي اخيرا من "كشف زيف الشعارات الشعبوية التي ترددها حزب العدالة والتنمية". 

فيما نقل المعهد عن الكاتب الليبي ميلاد عمر المزوغي، ما كتبه: "الإخوان المسلمون في شمال إفريقيا لم يهتموا بشعوبهم. قاموا بأبشع الأعمال، أفرغوا خزائن بلادهم وأفقروا شعوبهم ، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والجريمة ... يخطئ الناس أحيانًا في اختياراتهم بسبب عدم وضوح الرؤية ، ويقدم المرشحون معلومات كاذبة ، لكنهم بالتأكيد صححوا خطأهم في أول فرصة ، فالانتخابات البرلمانية المغربية عبرت بصراحة عن أن الشعب المغربي لم يستسلم للإخوان، هذا التنظيم الذي يمثل نبتة شريرة أكلتها الفاسقة ".

وقال الكاتب والمحلل السياسي السعودي فهد الشقران ، إن سقوط الإخوان المسلمين في المغرب يعود إلى "انتشار الفساد الفاضح الذي أثار الغضب الشعبي"، وأشار إلى أن العديد من الناخبين في المغرب يرون في جماعة الإخوان تنظيم انتهازي يحمل العديد من الشعارات الفارغة من أجل الاستفادة من الحكومة في أسرع وقت ممكن.

الإخوان تجيد الهدم والتدمير وليس البناء

 وقد ظهر ذلك في مستوى الفساد الهائل الذي تسبب فيه الاخوان في المغرب، والفشل في مكافحة البطالة ، وعدم وجود استراتيجية لمحاربة الفقر، مضيفا "إنهم يجيدون التدمير ، لكنهم يفشلون في البناء".

وتابع الشقران "بعد عقد من حكم الإسلام السياسي في تونس والمغرب، لم يجن الإخوان سوى الفساد والاستخفاف بمؤسسات الدولة ومؤسساتها وسرقة أرواح الناس وأموالهم".

فيما قال الكاتب الفلسطيني حافظ البرغوثي، وفقا لما نقله المعهد: "لطالما زعمت أحزاب الإخوان أنها لم تتح لها الفرصة للحكم من أجل تنفيذ برامجها. لكنهم تولوا الحكم في المغرب لمدة عشر سنوات ولم يحققوا أي إنجازات للمغاربة الذين خدعهم فقط الشعارات الدينية ".

وبحسب البرغوثي فإن "التجربة تثبت أن أحزاب الإخوان ماهرة في الهدم وليس البناء ، والدليل أنهم يحكمون دون أن يقدموا لمن يحكمون أي خدمات غير الانتصارات الوهمية والفساد".

وتابع الكاتب الفلسطيني إن تونس تخلصت من الاخوان لأنهم دمروا الاقتصاد و سرقوا أموال الشعب، وأضاف أنه في المغرب ، ظل الإخوان المسلمون في السلطة لسنوات عديدة ، مما أغرق البلاد في أزمة اقتصادية واجتماعية، وواصل " "هم يركزون على مصالحهم الحزبية أولا ويخدمون أنصارهم فقط، وهذا هو سبب الانهيار السريع لجماعة الاخوان المسلمين التي ليس لها تاريخ إلا في الهدم  والتدمير".