رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع التوسع في التطعيم ضد كورونا.. كيف ساهمت اللقاحات في القضاء على أمراض كادت تفتك بالبشر؟

لقاح
لقاح

تتوسع مصر حاليًا في عمليات تلقيح المواطنين واضعة هدفًا أمامها وهو تطعيم 40% من سكان مصر (بما يوازي 40 مليون شخص) مع نهاية العام الجاري، وسجل حتى الآن 10 ملايين بياناتهم على الموقع الإلكتروني الذي خصصته وزارة الصحة، فيما حصل 7.5 مليون مواطن على اللقاح.

وسعت مصر لتنويع مصادر حصولها على اللقاح لأنها الوسيلة الوحيدة لوقف انتشار فيروس كورونا الذي بدأت موجته الرابعة في مصر منذ أسابيع بالتزامن مع بدءها في الكثير من دول العالم، وسط تخوف منظمة الصحة العالمية والعلماء من استمرار كورونا في الفتك بدول العالم إذا لم يتم تلقيح على الأقل 70% من سكان الكرة الأرضية.

وأظهرت الكثير من الدراسات التي تم إجرائها في الدول التي لقحت عدد كبير من مواطنيها تراجع معدلات الوفاة والحالات الخطرة والمتوسطة، ولم تكن قصة نجاح لقاحات كورونا في مواجهة الجائحة هى قصة النجاح الوحيدة في التاريخ، فأنقذت لقاحات كثيرة البشرية من الأمراض المستعصية التى واجهتها، «الدستور» في السطور التالية عرضت القصة الكاملة للقاحات التي قضت على أمراض مستعصية.

محمد محمود أستاذ علم المناعة بجامعة المنوفية، قال إن اللقاحات على مدار التاريخ أنقذت البشرية من أمراض خطيرة ولولاها لتمكنت هذه الأمراض التي قتلت الملايين قبل إنتاج اللقاح من قتلهم جميعًا، بالإضافة إلى أنها حافظت على حياة الإنسان بصحة جيدة، موضحًا أن مرض شلل الأطفال يعد من الأمراض التي أنقذ فيها اللقاح حياة المواطنين.

وأضاف: «عانت مصر طويلًا من فيروس شلل الأطفال الذي أصاب الملايين في مصر والعالم حتى عام 1955 حين اكتشف العلماء أول تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال وكان بالحقن ثم تلاه نوع آخر بالتنقيط في الفم عام 1961، ومنذ ذلك الحين نجحت العديد من الدول في القضاء على المرض عبر تطعيم الأطفال دون الخمس سنوات، وانضمت مصر لقائمة تلك الدول بداية من عام 2006 بإعلان منظمة الصحة العالمية ويونيسف أن مصر خالية من شلل الأطفال بعد آخر حالة تم اكتشافها عام 2004 بفضل التغطية الموسعة في جميع محافظات الجمهورية وإعطاء التطعيم عبر سبع جرعات ضمن جدول التطعيمات الروتينية الإجبارية للأطفال وحديثي الولادة، بالإضافة للجرعات الإضافية عبر الحملات القومية كل فترة».

وتابع: “وفي 2018 دخلت مصر المرحلة الأخيرة للقضاء على المرض تمامًا وضمان عدم ظهور حالات جديدة بسبب أي فيروسات قادمة من الخارج عن طريق تطبيق الاستراتيجية الدولية التي توصي بإضافة جرعة تطعيم بالحقن إلى جرعة التطعيم الفموي في الشهر الرابع للأطفال على أن تبقى الست جرعات الأساسية الأخرى بالفم كما هي”.

ورأى حسام فتحي جراح، عضو بإحدى فرق العزل المواجهة لكورونا، أن اللقاحات أنقذت البشرية وآخرها لقاحات كورونا التي عكفت العديد من الدول على اكتشافاها عقب شهور من انتشار الجائحة، موضحًا أن لقاح كورونا أثبت فاعلية كبيرة في تقليل معدل الوفيات والحالات الخطرة والمتوسطة في الدول التي لقحت ما يزيد عن نص شعبها، موضحًا أن اللقاح رغم أنه غير قادر على منع العدوى إلا أنه حولها إلى مجرد دور برد عادي لا يؤثر كثيرًا في المصاب به.

يذكر أنه في القرن الثامن عشر ميلاديًا لعبت اللقاحات دورًا فعالأ في القضاء على وباء أدى  إلى وفاة نحو ثلث المصابين به من البالغين، وثمانية من بين كل 10 أطفال وهو الجدري، حتى اخترع الطبيب الإنجليزي إدوارد جينر، أول تطعيم ضد الجدري، وأدى التطعيم الجماعي إلى القضاء التام على المرض على ظهر الكوكب.

وفي منتصف القرن العشرين أودت الحصبة هي الأخرى بحياة ما يقدر بـ 2.6 مليون شخص كل عام، معظمهم في الأطفال، حتى ظهر في عام 1963، أول تطعيم ضد الحصبة، وأنقذت عشرات الملايين من البشر من الموت.