رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقارير دولية: إثيوبيا تستقبل «عامها الجديد» وسط صراعات وحروب تهدد وجودها

إثيويبا
إثيويبا

استقبلت إثيوبيا العام الإثيوبي الجديد، وسط صراعات وحروب داخلية تعصف البلاد، أدت إلى تزايد الدعوات الموجهة للحكومة الإثيوبية لبدء مفاوضات السلام ووقف النزاع الدموي الذي تفاقم وأخذ ينخر في نسيج البلاد حتى انجرفت إلى حالة من الفوضى والدمار ومجاعة تهدد وجودها. 

حرب تيجراي انتشرت كالنار في الهشيم 

وحذرت مجلة "وورلد كرنش" الفرنسية الناطقة بالإنجليزية، من خطورة تفاقم الصراع في تيجراي بإثيوبيا، وسط تزايد تقارير التعذيب والقتل والاغتصاب الجماعي، وغيرها من الانتهاكات ضد المدنيين في الإقليم الشمالي المحاصر، مضيفة أن "إثيوبيا على وشك الانهيار بسبب هذه الحرب التي انتشرت كالنار في الهشيم في البلاد". 

وقالت المجلة في مستهل تقريرها: "جميع الأخبار التي تصل إلى المجتمع الدولي عن الحرب الأهلية في إثيوبيا مروعة للغاية، فالعديد من النساء في تيجراي يتعرضن للسجن لأسابيع وللاغتصاب الجماعي عدة مرات وبحضور أفراد أسرتهن، كما وردت تقارير كشفتها منظمة العفو الدولية عن تعذيب بعض الجنود للنساء بإدخال أشياء صلبة كالحجارة والمسامير في أعضائهن التناسلية". 

وأضافت" الاتهامات بارتكاب هذه الانتهاكات موجهة بأغلبية ساحقة إلى الجنود الإثيوبيين والإريتريين الذين يقاتلون الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي من أجل السلطة في الولاية الواقعة في أقصى شمال إثيوبيا"، مشيرة إلى أنه بالرغم من رفض الحكومة الإثيوبية تلك الاتهامات، اعترفت وزارة شؤون المرأة في الحكومة بأن حدوث مثل هذه الجرائم كالاغتصاب أمر" وارد حدوثه بلا شك".

وتابعت أن إثيوبيا الآن عالقة في حروب أهلية على جبهات متعددة، منوهة إلى تلك الحروب من شأنها أن" تهدد وجودها كدولة" ، في ظل قتل الآلاف من المواطنين وطرد ما يقرب من مليوني مواطن من ديارهم، لافتة إلى أن قوات تيجراى حققت مكاسب في المنطقة الشرقية من عفار، المجاورة لتيجراي، والتي تمر من خلالها الطرق الرئيسية المؤدية إلى جيبوتي المجاورة ، وهي شريان حياة حيوي لدولة غير ساحلية مثل إثيوبيا.

واستكملت: "خارج المناطق الشمالية من تيجراي وأمهرة ، امتد القتال بشكل متزايد إلى ولاية أوروميا - الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إثيوبيا - حيث تحرز جماعة (جيش تحرير أورومو) ، التي أعلنت عن تحالفها عسكريا مع قوات تيجراى في الفترة الأخيرة الماضية، تقدمًا كبيرا، وهي تهدد الآن بإغلاق طرق التجارة إلى كينيا. 

وذكرت المجلة أنه بجانب الانتهاكات الحقوقية التي ترتكبها الحكومة ضد المدنيين في تيجراي، فإن إثيوبيا عرضة للمجاعة لعقود طويلة بسبب منع النظام منظمات الإغاثة من إمداد المنطقة بالمساعدات اللازمة. 

واختتمت المجلة تقريرها بأنه مع تصاعد التوترات الطويلة الأمد بين الجماعات العرقية والقبلية في إثيوبيا، واستمرار الحكومة في حض مواطنيها على المشاركة في الحرب وحمل السلاح، فأن البلاد أصبحت معرضة لخطر الانهيار، حيث يقارن المراقبون بالفعل الوضع الحالي في أديس أبابا بالفترة التي شهدت تفكك يوغوسلافيا حطمتها العرب العرقية في الماضي.

مسؤول في الكنيسة الكاثوليكية يدعو الحكومة إلى وقف الحرب 

 دعا مسؤول في الكنيسة الكاثوليكية الإثيوبيين إلى مساعدة المحتاجين والمشردين  بسبب النزاع في تيجراي، كما دعا السلطات في إثيوبيا إلى البدء في مفاوضات السلام وإرساء المصالحة لدرء الصراع الذي دخل شهره العاشر وتسبب في مقتل الآلاف ونزوح الملايين من منازلهم. 

ويحتفل ملايين المسيحيين في إثيوبيا بالعام التقليدي الجديد في ضوء النزاع المسلح في منطقة تيجراي. 

ودعا الكاردينال الكاثوليكي برهانييسوس سورافييل، الحكومة الإثيوبية إلى السلام ووقف الحرب في المنطقة الشمالية والامتناع عن رسائل الكراهية ضد عرقية تيجراي. 

وناشد زعيم  الكنيسة الإثيوبي إلى ضرورة وقف النزاع تيجراي ووقف نزيف الأرواح، مشيرا إلى آلاف المدنيين لقوا مصرعهم منذ بدء الصراع، وفقًا للأمم المتحدة. 

ونقل المسؤول الديني عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قوله "الوضع الإنساني في تيجراي خطيرا

 لقد حان الوقت لكي يدرك كل المعنيين أنه لا يوجد حل عسكري للصراع".

والتقويم الإثيوبي يختلف في عدد شهوره عن أي تقويم آخر، إذ يتضمن العام الإثيوبي 13 شهرا، وينقسم الشهر إلى 30 يوما باستثناء الشهر الأخير.