رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستفيدو مركز شباب «تحيا مصر» فى الأسمرات: «لا يقل عن أى نادٍ كبير»

 مركز شباب «تحيا
مركز شباب «تحيا مصر»

تعمل الدولة من خلال مبادرة «حياة كريمة» على بناء المواطن، ليس فقط بتوفير فرص عمل وسكن للارتقاء بمستوى معيشته، وتقديم الخدمات له من خلال مراكز حكومية مطورة، بل أيضًا من خلال بنائه بدنيًا وفكريًا، عبر العديد من الخطوات العملية، على رأسها تطوير مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، لإتاحة الفرص أمام الجميع؛ لممارسة الرياضات المختلفة.

وتبنت مبادرة «حياة كريمة» خطة لإعادة تأهيل وتطوير عدد كبير من مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، تتضمن تركيب نجيلة صناعية بمستوى متميز، وتطوير الإضاءة والمبانى بشكل يجذب شباب مصر لتفريغ طاقاتهم فى الرياضة.

كما عملت المبادرة على إنشاء وتطوير عدد من مراكز الشباب فى المدن والأحياء الجديدة، وأبرزها حى «الأسمرات»، الذى شهد تأسيس مركز «تحيا مصر» ليصبح متنفسًا لجميع الأطفال والشباب؛ ليمارسوا فيه الرياضات المختلفة، ويكونوا روابط مجتمعية وثقافية.

فى التقرير التالى، يتحدث عدد من مستفيدى مركز شباب «تحيا مصر» فى الأسمرات، لـ«الدستور»، عن تجاربهم مع ذلك المتنفس الذى يتيح لهم ممارسة الرياضة بكل أنواعها.

فى البداية، قال إبراهيم محمد محمد، موظف فى شركة خاصة، إنه اشترك لأبنائه الثلاثة فى مركز شباب «تحيا مصر» بمنطقة «الأسمرات»، منذ عام ونصف العام، ليمارسوا لعبتىّ «البوكس والكونج فو»، على يد مدربين على أعلى مستوى.

وأضاف: إن ممارسة الرياضة تنعكس إيجابيًا على صحة الأطفال ومستواهم الدراسى، وتساعدهم أيضًا على تحسين سلوكهم فى الحياة بشكل عام، من خلال تقبلهم مبدأ الهزيمة فى الرياضة بصدر رحب، كما أنها تساعدهم على اكتساب روح التحدى وبذل مجهود لتحسين الأداء.

وقال محمود حنفى، أحد سكان حى «الأسمرات»، إنه اشترك لطفله بفريق كرة القدم بمركز «تحيا مصر»، مشددًا على أن ممارسة الرياضة بالنسبة للأطفال استثمار لوقتهم، وتنمية لصحتهم بدنيًا وعقليًا، وحماية لهم من الوقوع فى المخاطر.

وأضاف: إن تطوير مراكز الشباب يسهم فى تزويد هذه الشريحة بالمهارات المختلفة، إضافة إلى ‏استثمار طاقاتهم ‏وتوجيهها لصالح المجتمع، مشيرًا إلى أن المراكز أصبحت مثل النوادى الكبيرة من حيث الإمكانات والاهتمام بالأطفال، وتطوير البرامج والأنشطة والمشروعات المقدمة.

وكشف عن أن كل هذه الإمكانات فى مركز الشباب متاحة بالمجان، ويحق للأطفال المشتركين الجمع بين أكثر من لعبة دون أى رسوم، طالما أن المدير الفنى للنادى ومدرب اللعبة وافقا على أن إمكانات الطفل الجسمانية تسمح له بذلك، مختتمًا بالقول: «المركز يعتبر أيضًا متنفسًا للأهالى ومكانًا للخروج والتنزه».

وكشف محمد شحاتة، من سكان الحى، عن أنه اشترك لأطفاله الثلاثة فى مركز الشباب، وانعكس ذلك إيجابيًا على مستواهم الدراسى والسلوكى وأصبحوا مدركين قيمة الوقت، من حيث تقسيم الوقت بين الرياضة والمذاكرة، من شدة تعلقهم بالتمارين والمدربين.

وشدد على أن الاشتراك فى المركز لا يضيف أى أعباء مادية على الأسرة، متابعًا: «نعيش داخل الأسرة حالة التزام كبيرة بممارسة الرياضة، والأبناء يحرصون على الذهاب إلى المركز فى مواعيد كل تمرين».

وأشار إلى أن انتقاله من منطقة عشوائية لهذه المساكن التى تليق بالمصريين كان له تأثير إيجابى على نفسية وسلوك الأطفال، لأن تحسين المعيشة يبنى الإنسان بشكل أفضل، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، وينعكس بالفعل على الشخص وسلوكه. ونوه إلى أن وجود مساحات خضراء فى جميع الشوارع مريح نفسيًا، ووجود أماكن آمنة للأبناء لممارسة الرياضة يجعل الحياة أكثر راحة، مضيفًا: «توفير سكن يليق بالمصريين يعد إنجازًا، كما أن توفير جميع سبل الراحة والرفاهية لسكان هذه المناطق يعتبر معجزة».

واختتم بأن «الرئيس أوفى بكل وعوده للمصريين، وما زال يفى بوعود أخرى، ونثق فى أنه قادر على تنفيذها»، مطالبًا جميع السكان فى هذه المناطق بالحفاظ عليها وتجنب الإهمال والسلوكيات الخاطئة.

وقالت ياسمين أحمد، إن أبناءها يمارسون الرياضة فى مركز «تحيا مصر»، وهو أمر أسهم فى ترشيد سلوكياتهم وجعلهم أكثر التزامًا بدروسهم، ما رفع من مستواهم الدراسى بشكل عام، مشيرة إلى أنهم أصبحوا ملتزمين وحريصين على كل الحصص الرياضية لتحسين مستواهم، وأصبح لديهم هدف فى تحقيق بطولات وإنجاز كل التعليمات التى يلقنها لهم المدرب.

وكشفت عن الإمكانات المتوفرة فى مركز الشباب، قائلة إنه ينافس الأندية الكبيرة سواء فى الإمكانات أو التدريبات أو أماكن انتظار الأهالى لأطفالهم، متابعة: «المكان يليق بالمصريين، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى».

ووصفت وجود أماكن لممارسة الرياضة للكبار والصغار بالأمر المهم، لأنه يسهم فى بناء الإنسان، وهو ما حدث لأطفالها، بعدما انعكس ذلك على زيادة قدرتهم فى التحصيل الدراسى وإحراز تقدم فى المدارس.

ونوهت إلى وجود مساحات خضراء فى كل مكان، إلى جانب توافر أماكن للجلوس والمشى، معتبرة أن هذا «أمر مريح للنفس ومحسن للسلوك».

بدوره، قال جمال محمد، المدير الفنى لمركز شباب «تحيا مصر»، إن المركز يضم جميع الألعاب الرياضية بالمجان، ويتوفر به كل الإمكانات والأجهزة المطلوبة لممارسة هذه الألعاب، لافتًا إلى وجود إقبال كبير من السكان على الاشتراك لأبنائهم فى الألعاب الرياضية، وهم ملتزمون فى حضور جميع التمرينات؛ ما يعكس رغبتهم الملحة فى التعلم وتحقيق إنجاز رياضى.

وأضاف: إن النادى ملتزم بجميع الإجراءات الاحترازية، منذ بداية أزمة فيروس «كورونا»، بداية من تعقيم الأدوات الرياضية المستخدمة والملاعب، وتقليل عدد المتدربين، والحفاظ على المساحة الآمنة بين كل طفلٍ وآخر.

وتحدث عن إمكانية خلق بطل أوليمبى من أطفال مراكز الشباب، قائلًا: «هناك أطفال متدربون مبشرون للغاية لكى يكونوا أبطالًا ويرفعون اسم مصر عاليًا»، لكنه أشار إلى بعض المعوقات، التى تتمثل فى أن المركز ما زال تحت التأسيس وغير مشهر باتحاد الرياضة، ولا يجوز للاعبيه الاشتراك فى البطولات الرسمية، لذا يحتاج اللاعب بعد صقل مهاراته إلى البحث عن مركز رسمى ومشهر والانضمام له، للمشاركة فى البطولات وتحقيق إنجازات.

وقال إسماعيل المهر، كابتن فريق كرة القدم فى المركز، إن عدد المشتركين من أبناء حى «الأسمرات» يصل حتى الآن إلى ٤ آلاف فى الألعاب المختلفة، وهو ما يعكس مدى نجاح التجربة.

وعن المشكلات التى تواجه المكان، قال إن عدد المدربين أصبح لا يتناسب مع أعداد اللاعبين بعد هذا الإقبال على المركز، مشددًا على أن الرياضة تهذب الروح والأخلاق، وهو ما اتضح بشكل كبير على اللاعبين من تعديل سلوكهم داخل الملعب وخارجه مع زملائهم، خاصة فى تقبل الخسارة.

وأشار إلى أن كثيرًا من الأطفال المشتركين فى فريق كرة القديم موهوبون بالفطرة، ويحتاجون دعمًا أكبر من الدولة، لتعزيز هذه المواهب والاستفادة منها فى الفرق والنوادى الكبرى.