رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لبنان: دعوات لوأد الفتنة الطائفية بين عنقون ومغدوشة بصيدا

لبنان
لبنان

كثفت القوى السياسية والشعبية والدينية والقيادات الأمنية والأجهزة الحكومية من جهودها لوضع حد لتصعيد التوتر بين بلدتي عنقون - ذات الغالبية المسلمة - ومغدوشة - ذات الغالبية المسيحية – المتجاورتين بمنطقة صيدا بمحافظة جنوب لبنان.
وقام عدد من شباب بلدة عنقون اليوم بقطع الطريق الواصل بين البلدين ودخول عدد من المنازل عنوة في مغدوشة والاعتداء على الأهالي، وتحطيم عدد من السيارات وإشعال النيران في الأشجار وعدد من الحدائق، وذلك ردا على قيام عناصر من مركز شرطة مغدوشة بالبحث عن المتورطين في أعمال العنف التي شهدتها إحدى محطات الوقود في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وانتشرت وحدات من الجيش اللبناني والقوى الأمنية؛ لفرض الهدوء في المنطقة ومنع التصعيد خصوصا بعد قيام عدد من شباب عنقون بالاعتداء على أحد المزارات.
وأدعى البعض أن الاعتداء على منطقة مغدوشه نفذه شباب منتمون لحركة أمل التي يترأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إلا أن الحركة نفت ذلك جملة وتفصيلا معتبرة أنه أمر غير مقبول على الإطلاق، ولا يمت إلى أدبيات العيش المشترك التي لطالما تمسكت بها الحركة، مؤكدة أنها بذلت الكثير في سبيل حماية مغدوشة والإبقاء عليها أيقونة في الجنوب.
وأعلنت حركة أمل أنها تتابع مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية والقيادات الشعبية بمغدوشة التطورات الجارية ولن تقبل باستمرار التصعيد.
وفي السياق ذاته، زار مفتي صور وجبل عامل المسئول الثقافي المركزي في حركة أمل الشيخ حسن عبدالله بلدة مغدوشة، وذلك بناء على طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث عقد لقاء مع راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد في منزل النائب الدكتور ميشال موسى بحضور رئيس بلدية مغدوشة رئيف يونان لإحتواء التوتر ومنع تحولها لفتنة طائفية.
من جانبه، عبر التيار الوطني الحر (الفريق السياسي لرئيس الجمهورية) برئاسة النائب جبران باسيل عن قلقه من الأحداث التي وصفها بالمفتعلة بمغدوشة، مدينا التعدي على الآمنين.
وأبدى التيار الوطني الحر ثقته بالوعي الذي يتحلى به أهل المنطقة وبالتآخي الذي يحرصون عليه كعامل أساسي لتجاوز ما يحدث.
من جانبه، قال سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية إن التوتر المتفاقم بين مغدوشة وعنقون سببه أزمة البنزين التي خلفتها الحكومة ورئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أنه لم تتخذ أي إجراءات رسمية لتخفيف التوتر بين البلدتين إلى أن انفجر الوضع اليوم بتعديات بالجملة على منازل وأفراد في بلدة مغدوشة.
ودعا إلى القبض على المعتدين من البلدتين؛ حفاظا على السلم الأهلي.
وفي هذا الصدد، علق سامي الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية، قائلا إن ما حدث من أعمال عنف مؤسفة سرعان ما تحول إلى طائفي، موجها الشكر للجيش اللبناني على التدخل الحاسم.
وطالب الجميل من الجميع الوعي وعدم الانجرار خلف العصبيات القاتلة التي لا تفيد سوى مصالح المافيا وهيمنة الميليشيا – على حد وصفه.
وحكوميا، وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب بضرورة ضبط الأوضاع وإنهاء التوتر في بلدتي مغدوشة وعنقون بنطاق منطقة صيدا بمحافظة جنوب لبنان.
وأكد دياب- في بيان، اليوم- أنه تابع الوضع في بلدتي مغدوشة وعنقون وأجرى اتصالات بوزيرة الدفاع زينة عكر والقيادات العسكرية والأمنية لضبط الوضع وإنهاء التوتر.
وكانت أعمال عنف بين مجموعة من شباب بلدتين بصيدا قد اندلعت، مساء أمس الأول، بسبب قيام عدد من أهالي عنقون بمحاولة فتح إحدى محطات الوقود في مغدوشة بالقوة، وذلك بعد أن أغلقت أبوابها بسبب الفوضى العارمة التي تحدثها طوابير السيارات والدراجات النارية والراغبين في الحصول على الوقود بالبلدة، مما أسفر عن إصابة عدد من المشاركين في أعمال العنف من البلدتين.