رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرواية الفائزة بجائزة الجونكور «الحياة أمامك» فى نسختها العربية

غلاف رواية بؤساء
غلاف رواية بؤساء بليفيل

تصدر قريبا عن منشورات الجمل، النسخة العربية لرواية "بؤساء بليفيل" أو الحياة أمامك، للكاتب الفرنسي رومان جاري، ومن ترجمة صالح الأشمر.

 

وكان رومان جاري قد كتب أربع روايات باسم مستعار "إميل أجار" وإحدى رواياته فازت بجائزة الجونكور سنة 1975 عن روايته "الحياة أمامك" مما يجعله الوحيد الذي يفوز بهذه الجائزة مرتين وهو شيء مرفوض بالجائزة، رفض إميل أجار استلام الجائزة فبدأت الشكوك حول شخصية إميل ليظهر ابن أخ رومان كشخصية مثلت دور إميل أجار.

 

ومما جاء في رواية "الحياة أمامك"، للكاتب رومان جاري: "ذات مساء صعد السيد والومبا وجماعته إلى منزلنا عندما كانت السيدة روزا في فيبوبة، وقد جلست مستديرة العينين في كنبتها. كانوا نصف عراة ومزينين بعدة ألوان مع وجوه مرسومة كشئ رهيب لتخويف الشياطين الذين يجلبهم العمال الأفارقة معهم إلي فرنسا. جلس اثنان علي الأرض وبأيديهم طبولهم والثلاثة الآخرون شرعوا في الرقص حول السيدة روزا في كنبتها. وكان السيد والومبا يعزف علي آلة موسيقية خاصة بهذا الاستخدام طوال الليل وكان ذلك أفضل ما يمكن أن يري في الليل".

 

وعن رواية "الحياة أمامك" يقول الناقد إبراهيم العريس:  "حكاية "الحياة أمامك" هي حكاية الفتى العربي موم والكهلة اليهودية روزا. وهذه الأخيرة التي مرّت خلال صباها بمعسكرات الاعتقال النازية، تعيش الآن على أمجاد "النضالات" التي خاضتها في الحيّ الموبوء الباريسي الذي تقيم فيه لصالح البائسات من فتيات الهوى. إنّها تعيش وحيدة في اقترابها من سن الشيخوخة، تتولّى إدارة مأوى تلتقط فيه اليتامى الذين تخلّى عنهم أهلهم ولا يدرون مَن يعينهم، فتتولّى هي ذلك، حاميةً إيّاهم من غائلة الجوع والتشرّد، كما من تعسّف الحماية الاجتماعية الرسمية ومن القوّادين الذين قد يسرعون بدورهم إلى التقاطهم. وهي تفعل ذلك من جديد ذات يوم حين تعثر على مراهق مسلم في الرابعة عشر، لكنه يبدو لصغره وخجله في العاشرة. تولع روزا بالفتى وتعامله بغير ما تعامل أيّاً من محميّيها الآخرين".

 

وأضاف: "وفي الحكاية التي يرويها الفتى مومو نفسه لنا نحن القرّاء، يقول لنا الفتى/ الراوي كيف أنه وهو المحروم من أمّ لم يعرفها منذ الطفولة، سرعان ما يجعل من روزا أمّاً بديلة له ويقاسمها العيش والعاطفة والتشوّق إلى الحياة التي لا تزال مطروحة أمامه. ومومو الذي يبدأ وعيه يتفتّح على الحياة برفقة روزا، يعرف بالطبع أنها كانت إلى سنوات قريبة، فتاة هوى "تدافع عن نفسها بجسدها" بحسب تعبيره، لا يعير هذا الواقع أدنى اهتمام. فروزا بكل ما تمثّله هي الأم الوحيدة التي بقيت له في حياتها وكما تقوم هي برعايته، سيتولّى هو رعايتها في أيامها الأخيرة هي التي تعيش مرضاً وموتاً بطيئَيْن. بالتالي سيكون بالنسبة إليها الابن الوحيد الذي لم تنجبه وسيرافقها حتى موتها ليكون الوحيد الذي سيبقى يبكيها عند قبرها".