رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعاون على أعلى مستوى بين القاهرة وبغداد.. وتنسيق ثلاثى مع الأردن لإطلاق «الشام الجديد»

تعاون بين القاهرة
تعاون بين القاهرة وبغداد

على مدار السنوات القليلة الماضية، وتحديدًا فى الفترة التى أعقبت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، عكفت الدولة المصرية على إعادة التعاون بين الدول العربية، مع إيلاء اهتمام خاص بالعراق، خاصة ما يتعلق بإعادته إلى محيطه العربى.

وتعددت التحركات المصرية فى هذا الإطار، بين اتفاقات مشتركة ثنائية أو متعددة مع دول الجوار، وتبادل الزيارات الرسمية، وتعزيز أواصر التعاون فى مختلف المجالات، وهو ما تكلل بالقمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، التى تكررت بشكل سنوى، تمهيدًا لإطلاق ما يسمى «الشام الجديد».

وفى مارس ٢٠١٦، أجرى الرئيس العراقى السابق، فؤاد معصوم، زيارة إلى القاهرة، وهى الأولى بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، وبحث الرئيسان، وقتها، سبل التعاون والتنسيق بين البلدين فى المجال الأمنى ومكافحة التنظيمات الإرهابية، إلى جانب التحديات الداخلية والإقليمية التى تواجه بغداد.

وفى ٢٤ مارس ٢٠١٩، عُقدت فى القاهرة قمة ثلاثية مصرية أردنية عراقية، بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك الأردنى، عبدالله الثانى، ورئيس وزراء العراق السابق، عادل عبدالمهدى، لبحث التعاون والتنسيق والتكامل بين البلدان الثلاثة.

واستعرض القادة آخر التطورات التى تشهدها المنطقة، وأعلنوا عزمهم التعاون والتنسيق الاستراتيجى فيما بينهم، ومع سائر الأشقاء العرب، لاستعادة الاستقرار فى المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التى تواجه عددًا من البلدان العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمات فى سوريا وليبيا واليمن. 

وبعد نحو شهرين من هذه القمة، بدأت مصر والأردن والعراق اتخاذ إجراءات تنفيذية لزيادة معدلات التجارة والاستثمار، واتفق وزراء التجارة والصناعة فى الدول الثلاث على وضع خطط وآليات جديدة لتنشيط التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى المشترك بما يحقق التكامل، وفق جدول زمنى محدد، وبمشاركة من القطاع الخاص فى كل دولة.

وفى يونيو ٢٠٢٠، شارك وزير الخارجية، سامح شكرى، عبر تقنية الـ«فيديو كونفرانس»، فى اجتماع بين وزراء خارجية مصر والعراق والأردن، لتنشيط مسار التعاون بين الدول الثلاث، والتشاور حول القضايا محل الاهتمام المشترك.

وفى أغسطس ٢٠٢٠، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة الثلاثية بين مصر والأردن والعراق، فى إطار مسار آلية التعاون الثلاثى، التى تناولت سبل تعزيز التعاون الثلاثى المشترك فى مختلف المجالات بين الدول الثلاث، ومستجدات الأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن. وفى أكتوبر ٢٠٢٠، زار وزير الخارجية العراقى، فؤاد حسين، مصر، والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونقل رسالة إليه من رئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمى، تضمنت تقدير العراق للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقى على كل الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون مع مصر. 

وفى الشهر ذاته، عقد وزراء خارجية مصر والعراق والأردن اجتماعًا لآلية التنسيق الثلاثى، فى القاهرة، استكمالًا لبحث الاتفاقيات التى وقع عليها قادة الدول الثلاث، ثم أجرى المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، فى نهاية الشهر، زيارة إلى العراق، على رأس وفد رفيع المستوى ضم مجموعة كبيرة من وزراء الحكومة المصرية.

وعقد الرئيس العراقى اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق، وأشاد بالدعم المصرى القوى والمستمر للعراق، واصفًا الرئيس السيسى بـ«الصديق العزيز على الشعب العراقى وقيادته»، وبأنه «زعامة كبيرة لها ثقلها فى المنطقة».

وفى فبراير ٢٠٢١، عقد وزراء خارجية مصر والأردن والعراق اجتماعًا لآلية التنسيق الثُلاثى، فى القاهرة، لبحث تطورات مسار التعاون المشترك تنفيذًا لتوجيهات القيادات السياسية فى الدول الثلاث، وبعدها بشهر زار وزير الخارجية سامح شكرى العراق، للمُشاركة فى الاجتماع الوزارى للآلية ذاتها.

وفى يونيو ٢٠٢١، زار الرئيس عبدالفتاح السيسى العراق، للمشاركة فى فعاليات القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، مع رئيس الوزراء العراقى، مصطفى الكاظمى، والملك الأردنى، عبدالله الثانى، فى أول زيارة لرئيس مصرى للعراق منذ ٣٠ عامًا.

وفى أغسطس الجارى، زار وزير الدفاع العراقى، الفريق جمعة عناد سعدون، مصر، واستقبله الرئيس السيسى، بحضور الفريق أول محمد زكى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى.