رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ورثنا الصنعة أبا عن جد».. «الدستور» مع صناع السجاد اليدوي

صناعة السجاد اليدوى
صناعة السجاد اليدوى

«رأس مالهم هو أصابع أيديهم وذهنهم الذى يفكر ويقرر ألوان النسيج أثناء العمل، وحرفتهم التى أوشكت على الاندثار كانت القصور نتج كنوزا توزاي الذهب والمقتنيات الثمينة التى تُزين القصور والأماكن المرموقة».

وقضت عدسة «الدستور» يوما مع عمال صناعة السجاد اليدوي، للتعرف على حرفتهم وهويتها، وأهمية الهذه الصناعة ومطالب العاملين بها للحفاظ عليها من الانقراض.

وفى منزل بسيط بقرية كفر الحمام دائرة مركز الزقازيق، بمحافظة الشرقية، تكمن حجرة صغيرة تحوى “نول” لغزل السجاد بطول و عرض الحائط، يجلس بجواره رجلا قضى حياته فى هذه المهنة، واستهل حديثه قائلا “من يفهم قيمة هذا السجاد اليدوى، يقدمه كهدايا موازية للمشغولات الذهبية، فهو ذو قيمة كبيرة وسعر مرتفع، لاسيما أنه مصنوع من الحرير والصوف الأصلى”.

صناع السجاد اليدوي

وقال مصطفى عطية السيد من صناع السجاد اليدوى، الذى ورث الصنعة أبا عن جد، إن قديما كانت قرية كفر الحمام معروفة بهذه الصناعة، وكان كل رب منزل يمتهن هذه المهنة، يقوم بتعليم أطفاله وزوجته صناعة السجاد اليدوى، وكان كل منزل لا يخلو من النول الخشبى الكبير وخيوط الصوف أو الحرير، وعرات الأيادى التى تغزل السجاد اليدوى.

واستكمل مصطفى الحديث بينما هو مستمر فى شغله على النول الخشبى، وبجواره نجله "يوسف" الذى تعلم تصنيع السجاد وراثة عن والده:«بدأت الحرفة فى الانقراض، لا سيما مع انتشار الموكيت والسجاد المصنوع رخيص الثمن، وغزوه الأسواق، واحتفاظ السجاد اليدوى بقيمته المالية المرتفعة، إلى جانب تدهور السياحة»، لافتا إلى أن السائح يعلم تماما قيمة السجاد اليدوى ويقدره، لذلك كان الإقبال كبيرا عليه فى وجود السياحة، والطبقة الراقية فقط من المصريين هى من تُقدر السجاد اليدوى وتعرف قيمته وثمنه.

صناع السجاد اليدوي

وتابع أنه خرج من مدرسته صغيرا، وتعلم حرفة صناعة السجاد اليدوى حاله حال أغلب أطفال القرية فى ذلك الوقت، واستمر على هذه الحرفة التى كانت مصدرا لرزقه ورزق العديد ممن يعملون معه، إلى أن تدهور الوضع مع تدهور السياحة، وتوقف بشدة تزامنا مع اجتياح فيروس كوونا للعالم.

وعن أنواع السجاد اليدوى، أكد مصطفى عطية أن خيوط صوف السجاد هو صوف غنم خالص، يتم تصنيعه وصبغه، أو خيوط الحرير وهى الأغلى ثمنا، ويتم رسم نموذج السجاد، ثم نقله على أوراق خاصة بصنايعى السجاد اليدوى، يحوى هذا الورق مربعات صغيرة، يتم تعليقها أمام من يقوم بالغزل والنسج ليمشى وفقا لها، ويمكنه التلاعب بالألوان وتغييرها حسب الرغبة، مؤكدا أنه لا يفهم هذا الرسم وكيفية السير عليه إلا صنايعى السجاد اليدوى.

صناع السجاد اليدوي

والتقط أطراف الحديث «يوسف كفافى» ممن يمتهنون حرفة تصنيع السجاد اليدوى، شارحا أجزاء النول الخشبى الضخم، الذى يضم يتكون من 8 أجزاء عروق خشبية، معلق عليها خطوط التصنيع بالطول، ومغزول عليها سجادة يدوية قيمة، لم تكتمل بعد، مؤكدا أن جودة هذا النوع من السجاد يكمن فى خاماته، فهو لا يتعرض للحرق بسهولة أو التلف، على عكس الخامات الدارجة الواردة من المصانع وقيمته تزداد مع مرور الزمن.

 

صناع السجاد اليدوي

وقال إن هذه الصناعة الثمينة مهددة بالانقراض، لا سيما مع تدهور السياحة وغلاء المعيشة مما جعل الغالبية العظمى من الأهالى يقبل على شراء منتجات التصنيع الرخيصة، وعدم تقدير الأجيال الجديدة لهذه الصناعة وقيمتها.

وناشد صناع السجاد السدوى  الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية بالنظر فى ملف هذه الصناعة وإعادة إحيائها، مثل زراعة وصناعة البردى، التى كانت محط أنظار المسؤلين وتم العمل على دعمها وحازت مكانة متتطورة، كما ناشدوه بالاهتمام بخامات الصناعة وإقامة المعارض لها، حفاظا عليها من الانقراض، مؤكدين أنها ستكون سببا فى دخل قومى كبير حال تطويرها.

 

صناع السجاد اليدوي
صناع السجاد اليدوي
صناع السجاد اليدوي
صناع السجاد اليدوي