رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة لـ«الدستور»: مرحلة انتقالية فى أفغانستان تتراوح بين 6 أشهر وعام يقودها «جلالى»

الباحثة ماري ماهر
الباحثة ماري ماهر

قالت ماري ماهر باحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الأمر لم يستغرق ساعات في يد طالبان حتى عادت بالبلاد إلى مشهد ما قبل السابع من أكتوبر 2001، بعد سقوط العاصمة كابول دون مقاومة تذكر واستيلاء الحركة على القصر الرئاسي بعد فرار الرئيس أشرف غني، ليجعل من نفسه رمزًا لانهيار الدولة في أفغانستان. 

وأضافت «ماهر» في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الولايات المتحدة قدمت دليلًا دامغًا على فشلها في تحقيق الأهداف التي حددتها إدارة جورج دبليو بوش عام 2001 وهي محاربة الإرهاب وتثبيت الاستقرار، لتترك خلفها جيشًا تعصف به الاختلالات الهيكلية، ونظامًا سياسيًا هشًا، ومشاعر شعبية معادية للدور الأمريكي الذي دمر حياة عشرات الآلاف من المدنيين، وعنفًا إرهابيًا غير مقيد، وعدم استقرار سياسي، وفساد حكومي، وإنتاج مخدرات على نطاق واسع. 

وتوقعت «ماهر»: حتى الآن ليس واضحًا بشكل قاطع الآلية التي سيتم بموجبها انتقال السلطة، لكن المصادر تشير إلى مرحلة انتقالية تتراوح مدتها بين ستة أشهر وسنة يقودها وزير الداخلية السابق علي أحمد جلالي البالغ من العُمر 81 عامًا، ويشير الاختيار إلى رغبة الحركة في إرسال رسالة طمأنة إلى المجتمع الدولي في محاولة لانتزاع اعتراف دولي بحكمها وتجنب العزلة الدولية والإقليمية، وهو ما يتضح من السيرة الذاتية لجلالي؛ فهو حاصل على الجنسية الأمريكية عام 1987 وأقام في ولاية ماريلاند، وعمل منذ أكتوبر 2005 أستاذًا في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني بواشنطن، كما درس في كليات القيادة العليا والأركان في كل من روسيا وبريطانيا، علاوة على توليه منصب السفير الأفغاني في ألمانيا سابقًا.

كما أنه يتمتع بخبرات سياسية وأمنية، حيث ألف العديد من الكتب والمقالات عن القضايا السياسية والعسكرية والأمنية في أفغانستان وآسيا الوسطى بثلاث لغات هي الإنجليزية، والباشتو، والداري، كونه محللًا سياسيًا وعسكريًا متعدد اللغات.

وتشير خلفيته التعليمية والسياسية إلى كونه رجل دولة، فقد حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة العسكرية الأفغانية عام 1961، ويحمل شهادة دبلوم من دورة مشاة الجيش الأمريكي المتقدمة في فورت بينينج، بولاية جورجيا الأمريكية عام 1964، وماجستيرًا في العلوم العسكرية من كلية الأركان في كابول في عام 1966، وتخرج في كلية الأركان البريطانية عام 1967.

ولدى «جلالي» دراية بالتحديات الداخلية كونه شغل عدة مناصب مهمة، منها وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية عام 2003 واستمر في المنصب حتى سبتمبر 2005، وحينها أنشأ قوة مدربة قوامها 50 ألف عنصر من الشرطة الوطنية الأفغانية و12 ألفًا من شرطة الحدود للعمل بفعالية في مكافحة المخدرات والإرهاب والتحقيق الجنائي لمكافحة الجريمة المنظمة والمعابر الحدودية غير القانونية. فضلًا عن قيادته حملة تسجيل الناخبين على مستوى البلاد للانتخابات الرئاسية في 2004، والانتخابات البرلمانية في 2005.

وأشارت «ماهر» إلى أنه ليس من الواضح حاليًا ما إذا كانت ستلتزم طالبان بمدة المرحلة الانتقالية المُعلنة والذهاب بعدها إلى صناديق الاقتراع لتشكيل نظام سياسي معبر عن كل أطراف العملية السياسية، وما إذا كان النظام سينحصر بشكل كامل في يد الحركة أم سيتبنى صيغة لتقاسم السلطة. 

وأوضحت «ماهر» أن من المرجح أن تبادر روسيا والصين وباكستان أيضًا بقيادة مبادرة إقليمية لمنع تحويل أفغانستان لبؤرة توتر، حيث إن أي فشل في إدارة العملية السياسية يُنذر باندلاع حرب أهلية واسعة النطاق في أفغانستان، تتجاوز تأثيراتها منطقة الشرق الأقصى إلى الشرق الأوسط في عودة جديدة لموجات إرهاب الثمانينيات والتسعينيات.