رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة: سقوط كابول ليس سهلًا مثل باقى مدن أفغانستان

طالبان
طالبان

عقب سيطرة حركة طالبان على العديد من المناطق الحيوية والرئيسية في أفغانستان ولا سيما العديد من عواصم الأقاليم، أمام تراجع حكومة أفغانستان، قالت ماري ماهر، باحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه لم يمر سوى أربعة أشهر على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن في 14 أبريل سحب القوات العسكرية من أفغانستان في موعد أقصاه 11 سبتمبر المقبل، حتى انخرطت طالبان في هجوم مكثف للسيطرة على المناطق الريفية ومراكز المقاطعات وعواصم الأقاليم والمنافذ الحدودية والطرق، مما أدى إلى اختلال توازن القوة النسبي بين الحركة والحكومة الأفغانية. 

وأشارت في تصريحات خاصة لـ«الدستور» إلى أن الحركة سيطرت حتى الآن على ثلث مساحة البلاد و12 عاصمة من عواصم المقاطعات البالغ عددها 34 بما في ذلك ثاني وثالث أكبر مدينتين بعد العاصمة كابول هما هرات وقندهار.

وتابعت ماهر: «أمام هذا التمدد، تمثل العاصمة الأفغانية كابول الجائزة الكبرى التي تضع الحركة عينها عليها، ورغم أن التوقعات السابقة، بما في ذلك الصادرة عن مسئولي الإدارة الأمريكية، جعلت سقوطها في مرحلة متقدمة جدًا، إلا أنها باتت اليوم على بُعد حوالي شهر واحد من السقوط، وتبدو المفارقة هنا أن هذا التقدير صادر عن مسئولين رفيعي المستوى بإدارة بايدن، ويأتي مخالفًا لتوقعات سابقة، لكن تلك التطورات كانت ماثلة أمام أعين المتخصصين، كونها نتيجة حتمية لانسحاب أمريكي متعجل دون ضمانات حقيقية، أو التوصل لاتفاق سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية».

وأضافت أنه على الرغم من ذلك، فمسألة سقوط كابول لن تكون سهلة أو على غرار بعض المدن وعواصم المقاطعات التي تسقط دون مقاومة تذكر من القوات الحكومية الأفغانية، ويرجع ذلك إلى رمزيتها كونها العاصمة السياسية ومقر الحكومة الرسمي.

 

الباحثة ماري ماهر

ولفتت إلى أن السيناريو الأرجح هو لجوء طالبان لاستراتيجية التطويق والعزل عبر قطع طرق الإمداد الرئيسية، وقد أدى الاستيلاء على مدينة غزنة إلى قطع طريق سريع رئيسي يربط كابول بالمقاطعات الجنوبية في البلاد، فضلًا عن تقييد وصول السلع والإيرادات للعاصمة بما يستنزف قوة الحكومة، قبل الدخول في معركة حاسمة مع القوات الأمنية للسيطرة على العاصمة.

وتابعت: وبالفعل توضح خريطة المناطق التي تسيطر عليها طالبان مدى تطويق كابول في الشمال والجنوب والغرب، ويبقى الطريق الآمن الوحيد للخروج هو شرق جلال آباد وباكستان، وهو ما ستركز عليه الحركة مستقبلًا.

واختتمت تصريحاتها قائلة: في كل الأحوال سيؤدي سقوط العاصمة إلى انتهاء شرعية النظام الحالي الذي يحظى بدعم دولي ضعيف حاليًا، وعودة حركة طالبان إلى الحكم مرة ثانية بعد 20 عامًا من إسقاط حكمها على يد القوات الدولية عام 2001، وهو أمر يرتب جملة من التحديات الداخلية والخارجية، أهمها على الإطلاق تصاعد احتمالية إشعال حرب أهلية، وتدفق اللاجئين على دور الجوار المباشر وغير المباشر، وانهيار المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي انتزعتها المرأة الأفغانية، وانهيار أوضاع حقوق الإنسان، وتنامي مخاطر عودة نشاط تنظيم القاعدة الإرهابي المتحالف مع حركة طالبان.

أما خارجيًا، فقد يقوض هذا الوضع مكانة البلاد وينتهي بها إلى العزلة، كونه سيكون خاضعًا لمدى الاعتراف الدولي بحكومة طالبان وإمكانيات التعاون معها، ما ينذر بقطع صلة قرابة 40 مليون أفغاني مع العالم.