رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا نيقولا أنطونيو يربط بين عيد التجلي وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي

الانبا نيقولا انطونيو
الانبا نيقولا انطونيو

أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، المتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريحات حول عيد التجلي.

قال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشئون العربية، في بيان، عبر حسابه الرسمي بفيسبوك: إن في الاصحاح الأول من سفر الرؤيا يقول يوحنا: "رَأَيْتُ... شِبْهُ ٱبْنِ إِنْسَانٍ... وَوَجْهُهُ كَٱلشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا... فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ ٱلْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي لاَ تَخَفْ".

وأضاف: "قوله (الآية 13) أنه رأى "شِبْهُ ٱبْنِ إِنْسَانٍ". يشير إلى يسوع المسيح من حيث مجده الإلهي؛ ولأنه لا يمكنه القول أنه رأى الديان الذي لا يُرى. بالنسبة للفكر اليهودي فإن "ابن الإنسان" فهو الله الديان، لهذا عندما سمع اليهود يسوع المسيح يقول عن نفسه إنه ابن الإنسان فهموا أنه يشير إلى نفسه على أنه هو الديان معادلًا نفسه بالله واتهموه بالتجديف (مت 63:26-65).

وتابع: "قول يوحنا (الآية 16) عن المسيح "وَوَجْهُهُ كَٱلشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا". هي رؤيته له في مجد إلوهيته، أي رؤيته للمجد غير المخلوق للثالوث القدوس في الطبيعة البشرية للمسيح الكلمة. ذلك كما سبق في حادثة التجلي على الجبل ليوحنا نفسه هو وبطرس ويعقوب ويوحنا أخيه أن رأوا يسوع المسيح في مجد إلوهيته ووجه يضيء كالشمس، بأن "تَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ" (مت 1:17 و2). إن نور يسوع المسيح الذي رآه يوحنا في (مت 1:17و2) والذي رآه هنا أيضًا في الآية (16) هو نور غير مخلوق، ونعمة طبيعية، واستنارة وقوة. وهذا النور غير المخلوق هو مجد طبيعي ساطع لله، الآب والروح في الابن المولود الوحيد الجنس، بكلام آخر إنه مجد الإلوهية الطبيعي. كما أن هذا النور، الذي هو قوة الله غير المخلوقة والذي ينبثق دون أن يتجزأ من الجوهر الإلهي، يظهر من خلال محبة الله للبشر الذين تألهوا بالنعمة مُطَهِّرين أذهانهم (النوس)، كبطرس ويعقوب ويوحنا. وهذه الرؤية للنور غير المخلوق ملازمة لتأله الإنسان بالنعمة وشركته مع الله ومعرفته له.

وأردف: "قول يوحنا عن المسيح (الآية 17) "فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ ٱلْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي لاَ تَخَفْ". قوله "فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ"، بمعنى أنه بعد أن رأى المسيح في مجد إلوهيته سقط على وجهه عند رجليه على الأرض كميت من رهبته. هذا كما حدث في حادثة التجلي مع التلاميذ الثلاثة "سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا" (مت 17: 6). وقوله "فَوَضَعَ يَدَهُ"، يشير إلى سيادة المسيح وسلطانه.

واختتم: "الصورة هنا بقول يوحنا "فَوَضَعَ يَدَهُ ٱلْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي لاَ تَخَفْ". تُظهر كأنما المسيح يبث فيه روح الطمأنينة، كما تشير إلى حنان المسيح نحوه وإلى تقويته وطمأننته، تلك الطمأنينة التي يهبها لجميع المؤمنين به. هذا أيضًا كما حدث في حادثة التجلي مع التلاميذ الثلاثة "فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا" (مت 7:17).