رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة أمريكية: النظام الإثيوبي تسبب في أسوأ أزمة مجاعة حدثت بالعالم منذ عقد

تيجراي
تيجراي

أدانت صحيفة "لاس فيجاس صن" الأمريكية، واقعة الجثث الطافية في مياه نهر "سيتيت" في السودان على الحدود مع إثيوبيا وهي لأشخاص فروا من الحرب في تيجراي، حيث تم قتلهم على يد القوات العسكرية الموالية للحكومة الإثيوبية، حسبما أكد مراقبون دوليون، لافتين إلى أن تلك الواقعة من شأنها أن تزيد من الضغط الدولي على النظام الإثيوبي. 

 

وذكرت الصحيفة، في تقرير على موقها الإلكتروني، إن النظام الإثيوبي تسبب في "أسوأ أزمة جوع حدثت في العالم منذ عقد" بسبب حصاره لإقليم تيجراي، حيث يواجه مئات الآلاف من المدنيين ظروف المجاعة، ومنعه تقديم الطعام والمساعدات لملايين من سكانه. 

 

واستنكرت الصحيفة استخدام الحكومة الإثيوبية لغة "لا إنسانية" في الإشارة إلى قوات تيجراي، حيث وصفتهم بأنهم "أعشاب ضارة" يجب اقتلاعها و"سرطان" يجب محاربته، مشيرا إلى أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة قد حذر من أن مثل هذه اللغة اللاإنسانية  تمثل مصدر قلق بالغ، لأنها توحي برغبة النظام في الإبادة الجماعية لجميع سكان الإقليم الشمالي. 

 

وأشارت إلى أن مشهد الجثث الطافية هو مشهد جديد على الأنظار، حيث أن بعض هذه الجثث عثر عليها بأعيرة نارية في أجسامهم، والأخرى كانت لأشخاص أيديهم مقيدة، مضيفة: "أصبحت الجثث متدفقة في كل مكان، فيما كانت الجثث التي عثر عليها في السودان منتفخة، وجافة اللون ومشوهة، بعضها وجد فيها قطع في الأعضاء التناسلية وفي العينين، وبعضها وجد فقد في الأطراف".

 

أودى بحياة الآلاف من المدنيين

وتابعت: "إحدى تلك الجثث كان لشخص موشوم باسم شائع بلغة التيجراينية والآخرى لديها علامات على الوجه شائعة بين التجريين، مما يثير قلقًا جديدًا بشأن الفظائع التي ترتكب في هذه المنطقة من إثيوبيا"، مشيرا إلى أن تلك المذبحة هي الأحدث في  في حرب استمرت تسعة أشهر وأودت بحياة الآلاف من المدنيين وتنتشر الآن في مناطق أخرى من إثيوبيا.

 

ونقلت الصحيفة عن جاري يوهانيس، أحد التيجرايين الذي ساعد في دفن العديد من الجثث التي عُثر عليها الأحد الماضي، تأكيده  "إنهم من تيجراي"، مضيفا أن معظمهم عثر عليهم وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم. 

 

عمليات طرد جماعي لسكان تيجراي

ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن قوات تيجراي استعادت في يونيو الماضي الكثير من الأراضي مع انسحاب القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة معها بعد تعرضهم لهزيمة مدوية على يد التيجرايين، إلا أن غرب تيجراي لا يزال يخضع لسيطرة السلطات الحكومية من منطقة أمهرة المجاورة لإثيوبيا، مضيفا أنه حسب أقوال أحدى الشهود العيان لوكالة أسوشييتد برس، هناك عمليات طرد جماعي تتم في الإقليم بشكل كبير.

 

وتابعت الصحيفة "فر أكثر من 60 ألف مواطن من تيجراي إلى السودان، حيث بقي الآلاف في مخيمات مؤقتة على مسافة قصيرة من النهر على أمل سماع أخبار". 

 

وقال تيودروس تيفيرا، وهو جراح من بلدة تيجراي القريبة من هوميرا، لوكالة أسوشييتد برس: "في الأسبوع الماضي، تم دفن 43 جثة حول هذا النهر". ويعتقد هو ولاجئون آخرون أن الجثث ألقيت في نهر حميرة الذي شهد بعضا من أسوأ أعمال العنف منذ بدء الحرب في نوفمبر الماضي.

 

وأضاف تيودروس: "بعضهم بتر أطرافهم وأرجلهم، كان هناك رجل دفناه، وأعضائه التناسلية مقطوعة بالكامل، هذه هي نوع الصدمة التي نراها في غرب تيجراي ".