رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. 3 محرمات لم يتجه إليها حلمي سالم في شعره

حلمي سالم
حلمي سالم

9 سنوات مرت على وفاة الشاعر والناقد حلمي سالم، الذي رحل عن عالمنا في 28 يوليو لعام 2012، بعد معاناة مع مرض السرطان، وشيعت جنازته بقريته الراهب بمحافظة المنوفية، ويعتبر من أبرز شعراء مصر في سبعينيات القرن العشرين.

لم يكن وصف النقاد لحلمي سالم بأنه رأس حربة جيل السبعينيات من فراغ، إذ لعب دورا حقيقيا ومجربا ومجددا، ولا يكف عن البحث عن شعره ونفسه، كما كان نموذجا للمثقف المناضل، الذي يدافع عما يقول في شجاعة وإخلاص، وكان لا يمل ولا يقنع بحل وسط أو بالوقوف في منتصف الطريق، وهذا ما أكده الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي متحدثا عن تجربة حلمي سالم الإبداعية.

وفي مقال لحلمي سالم بمجلة "فصول" بعددها رقم 3 الصادر بتاريخ 1 يوليو لعام 1992، تحدث عن اختياره الشعري قائلا: إنه اختيار فني، اجتهد فيه أن أصوغ رؤى الفكرية والاجتماعية والإنسانية في صياغات فنية جديدة، لا تكرر نفسها ولا تكرر الآخرين، وبالطبع. فأنا أنجح في ذلك المسعى مرة وأفشل مرات، وتابع: للشاعر حرية أن يبدع كما يقتضي إبداعه، لا كما يرى له السابقون أو المعاصرون، وهذه الحرية البديهية لا يعترف بها للشاعر الكثيرون من الأوصياء على العرش.

واستطرد: أن كثيرا من النقاد والمثقفين والقراء يعترفون للشاعر بحرية أن يطرح آراءه ضد السلطة الحاكمة وضد الاستعمار والصهيونية، وضد استبداد الظالمين والثيوقراطيين، لكنهم لا يعترفون له بحرية أن يقول كل ذلك بالطرائق الفنية التي يقترحها هو، وبالتشكيلات الجمالية التي توافق سعيه وجموحه وتمرده، وهناك كذلك قمع القيم التقليدية الراسخة التي لا يجوز خدشها، على رأس هذه القيم الثالوث المقدس "السياسة والجنس والدين"، تقول لنا سلطة القيم التقليدية الراسخة إن هذه المحرمات الثلاثة حرز حريز لا يصح الاقتراب منها أو التصوير الشعري.

وأضاف: «ففي الأولى يواجهك سيف السجن، وفي الثانية يواجهك سيف العيب، وفي الثالثة يواجهك سيف الحرام، وفي ظني أن الشعر لم يخلق إلا لاجتراح هذه المحرمات الثلاثة خصوصا، حيث لا عيب ولا حرام في الشعر، مثلما أن لا حرج في العلم».