رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحقيقات إيطالية حديثة تكشف أسباب كارثة كورونا

كورونا في ايطاليا
كورونا في ايطاليا

يفحص المدعون الإيطاليون أدلة جديدة تشير إلى انتشار فيروس كورونا في البلاد قبل أسابيع من اكتشاف أول حالة رسميًا مع استمرار التحقيقات الجنائية في تفشي المرض الأكثر فتكًا في أوروبا.

وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، يقول محامو عائلات ضحايا فيروس كورونا إن السجلات الطبية لرجل في الخمسينيات من عمره تم إدخاله إلى مستشفى مصاب بإلتهاب رئوي ثنائي في نهاية يناير 2020 في «بيرجامو» مقاطعة «لومباردي» التي تضررت بشدة خلال الموجة الأولى من الوباء، "يمكن أن يغير الجدول الزمني للوباء في إيطاليا".

وقال كونسويلو لوكاتي، الذي يمثل العائلات في قضيتين قانونيتين، "إن تأثير هذا الإهمال المحتمل هو أنه كان من الممكن تجنب العديد من الوفيات، وإذا كان هذا اختيارًا جاء من أعلى، مثل خيار سياسي، فهذا يعني أن الناس قتلوا بسبب السياسة أكثر من الفيروس."

ووفقًا للسجلات الطبية خرج المريض من المستشفى في 17 فبراير، أي قبل أربعة أيام من تأكيد أول إصابة مؤكدة محليًا في إيطاليا في كودوجنو، وهي بلدة في لومباردي جنوب ميلانو.

وقبل قضية كودوجنو ، كان سائحان صينيان من ووهان، وصلا إلى ميلانو في 23 يناير قبل نقلهما إلى المستشفى في روما بعد أسبوع، وكان هما المريضان الوحيدان المؤكدان المصابان بالفيروس في إيطاليا.

وكانت إيطاليا أول دولة في العالم الغربي يغمرها الوباء، ولديها أعلى عدد من الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا والتي وصلت الى (127649 حتى يوم الأحد) في أوروبا بعد المملكة المتحدة.

وفي وقت التشخيص في كودوجنو، كان اختبار فيروس كورونا يقتصر على أولئك الذين سافروا إلى الصين في غضون 14 يومًا قبل ظهور الأعراض الأولية. 

ولكن وفقًا للإرشادات التي نشرتها وزارة الصحة في 22 يناير 2020، كان من المفترض أيضًا إجراء الاختبارات على أولئك الذين "لديهم مسار مرضي غير معتاد وغير متوقع، خاصة إذا أعقبه تدهور مفاجئ بغض النظر عن مكان إقامتهم أو تاريخ السفر.

وظهرت على مريض برجامو أعراض "سعال مصحوب بحمى" قبل أيام من نقله إلى المستشفى في بلدة سيرياتي ، بحسب السجلات الطبية. 

وأظهر التصوير المقطعي المحوسب لرئتي المريض أن "الرئة اليسرى مظللة بسمك متني يشبه الزجاج المطحون"، وعكست نتائج الفحص ميزات فيروس كورونا في المرضى الذين لديهم دليل سريري أو إشعاعي على الالتهاب الرئوي.

ويحتاج المدعون العامون في بيرجامو الآن إلى التحقق مما إذا كان اختبار كورونا قد تم إجراؤه على المريض، كجزء من تحقيقاتهم في الإهمال الجنائي من قبل السلطات الإيطالية في التعامل مع الوباء. 

وإذا لم يتم إجراء اختبار، فسوف يحتاجون إلى تحديد ما إذا كانت إرشادات الوباء المحددة من قبل وزارة الصحة قد انتهكت من قبل هيئة الصحة المحلية.

ونفى ٥ مديرين صحيين في منطقة لومباردي ومدير سابق بوزارة الصحة يخضعون للتحقيق من قبل المدعين ارتكاب أي مخالفات.

سيتم تقديم الدليل الجديد أيضًا في الجلسة الأولى للمحكمة المدنية في روما يوم الخميس في قضية رفعتها نفس المجموعة من العائلات حيث يطالبون بتعويض إجمالي قدره 100 مليون يورو من الحكومة الإيطالية.

وقالت لوكاتي إنها مقتنعة بأن الأدلة التي تم جمعها حتى الآن تمثل "دليلاً قوياً على الإهمال المنهجي".

وأضافت أن تُظهر السجلات الطبية كيف انتشر فيروس كورونا دون أن يتم اكتشافه لمدة شهر واحد على الأقل في إيطاليا بسبب عدم الامتثال للإرشادات الخاصة بـ المراقبة الوبائية.