رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التوراة والحضارة المصرية» يكشف تناقضات العهد القديم وسر العداء للمنطقة العربية

طلعت رضوان
طلعت رضوان

في كتابه "التوراة والحضارة المصرية"٬ والصادر حديثا عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر٬ ومن المقرر أن يشارك الكتاب في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب٬ يكشف مؤلف الباحث طلعت رضوان٬ عن أن بعض المنظمات الصهيونية تشن حملة ضد كل من ينتقد سياسة إسرائيل التوسعية٬ والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى٬ وتــُـصدرهذه المنظمات نشرات دورية تضم أسماء من ترى أنهم من أعداء السامية٬ وهؤلاء الكــُـتاب قد يتعرّضون للملاحقة القضائية إذا زار أحدهم دولة أوروبية تخضع للإبتزاز الصهيونى.

هذا الموضوع يـُـثير مسألة الأنيميا المصابة بها الثقافة السائدة فى مصر، لذا لم يوضّح أحد من المرتعبين من هذا الإدعاء أصل تعبير السامية، إذْ أنه غير علمى، بمراعاة مرجعيته الدينية، حيث يعود إلـــى أسطورة توراتية تقول أنّ أبناء نوح هم سام وحام ويافث٬ وأنّ نوح بعد أنْ سكر تعرى٬ وأنّ حـــام رأى عورة أبيه، فغضب نوح على حام ورضى عن سام٬ ووفق النص التوراتى: "وقال مبــــــارك الرب إله سام" (تكوين9).

ويوضح "رضوان": ذكرتْ الموسوعة العربية الميسرة أنّ تعبير(سام) يشمل حالـيًا: العرب والأكاديين من قدمـــاء البابليين والأشوريين والكنعانيين والفينيقيين واليهود، خاصة أنّ لغات هذه الشعوب انحدرتْ مــــــن أصل لغوى واحد هو اللغة السامية (ص 948) ويوضّح هذا الأصل السامى، التشابه بين اللغتيْن العربية والعبرية، فنجد كلمة نبى (عربى) يقابلها نابى (عبرى) وسلام يقابلها شالوم٬ وسلام عليكم يقابلها شالوم عليخم إلخ..فى حين أنّ اللغة المصرية يُـصنّـفها علماء اللغويات ضمن الفرع الحامى لدى البعض أو الحامى/ السامى لدى آخرين.

أما عن الجغرافيا يستطرد "رضوان":  فإنّ مصر تقع فى الركن الشمالى الشرقى من أفريقيا، فى حين تقع سوريـا (كمثال) جنوب غرب  آسيا..وكتب عالم المصريات الكبيرسليم حسن: "إنّ سكان بلاد النوبة ومصر يـُـنسبون إلـــى الجنس الحامى..وأثبتتْ بحوث علماء (علم الإنسان) الذين فحصوا الجماجم البشرية، أنّ كلٍ من المصرى والسودانى ينتسب إلى سلالة واحدة هى السلالة الحامية" موسوعة مصرالقديمة ج 10- ص "ز" فى التمهيد ومن ص 3- 6.

وعن الاختلاف بين الثقافتيْن المصرية والعبرية، عقد المفكر السورى الكبير "فراس السواح" مقارنة بين الديانتيْن الآتونية والموسوية، فكتب مشيرا في كتابه "مغامرة العقل الأولي": "تــُـصرالديانتان ولأول مرة فى التاريخ على وحدانية الإله. إلاّ أنّ وحدانية أخناتون أعم وأشمل، لأنه يرى آتون إلهًا للأمــم كلها، بينما بقيتْ اليهودية فترة طويلة من تاريخها، على الاعتقاد بيهوه إلهًا للشعب اليهودى، يتجلى فى المعارك والانتصارات، لاكما يتجلى آتون فى الأزهار والأشجار وجميع أشكال النماء والحياة."

يؤكد "رضوان": لعلّ هذا الفارق الجوهرى بين المصرية والعبرية٬ هوالذى جعل كثيرين من المفكرين يكتبون عن مصر بصفتها مهد الحضارة..وأنّ المصريين يزيدون كثيرًا عن سائرالناس فى التقوى. هيرودوت يتحدث عن مصر.

أعتقد أنّ الأسئلة المسكوت عنها فى الثقافة السائدة هى: من الذى يستحق المُطاردة القضائية؟ الذى يدافع عن الحق أم العصابات الصهيونية التى احلتْ أرض فلسطين؟ ولماذا تسكت الثقافة السائدة عن سطو الصهيونية على الحضارة المصرية بالإدعاء أنهم بناة الأهرام، كما قال بيجين وغيره كثيرون والزعم بـأنّ أخناتون هو موسى٬ ووضع ثلاثة أهرامات على إحدى الفضائيات الإسرائيلية٬ والترويج لأكذوبة أنّ الآلات الموسيقية التى تركها جدودنا المصريون القدماء، صناعة يهودية٬ وهل العلماء الذيـــــن استشهدتُ بكتاباتهم فى فصول كتابى٬ وبعضهم يدين بالديانة الموسوية، من أعداء السامية؟ أم أنهم انحازوا للغـة العلم؟ ورفضوا أية مرجعية دينية٬ وإزاء استمرار الصراع الحضارى بين الثقافتيْن المصرية والعبرية، ألا يحق للمصريين المؤمنين بمصرتكوين جمعية أهلية تتابع كتابات وتصرفات كل مــن ينطبق عليه (معاداة المصرية)؟ أم أنّ على المصريين المؤمنين بمصر الحضارة والتعددية، إنشاء رابطة: (الجالية المصرية فى مصر)؟ وحيث أنّ العهد القديم به الكثير من التناقضات ومليىء بالعداء لكل دول المنطقة..وبصفة خاصة فلسطين ومصر.

download (1)
download (1)