رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

3 أمثال.. قصة تولستوي التي تحوى ثلاث قصص ومقال وبعض من الحكمة

تولستوى
تولستوى

ثلاثة أمثال، هي إحدى قصص الكاتب الروسي الكبير ليو تولستوى، التي تتميز بشيئين مهمين أولهما أنها قصة تحتوى على ثلاثة قصص، وثانيهما أن تولستوي أعقب كل قصة بسطور مقالية يربط فيها بينه وبين بطل قصصه الثلاثة.

أما القصة الأولى فكانت بعنوان "الشيلم "
والشيلم هو اسم عشب ضار نبت في مرج يسكنه الفلاحين الذين قاموا بحشه فمر بهم شيخ وقور فأمرهم أن يقتلعوا عشب الشيلم من جذوره حتى لا ينبت مرة أخرى، تلك هي الوسيلة الوحيدة التي تساعد في التخلص منه أما الحش فيزيده انتشارا. غير أن الفلاحين لم يطيعوه واستمروا على نفس المنوال لسنوات فزاد الشيلم أو العشب الضار حتى ملأ الأرض والبيوت، فمر بالفلاحين رجل صالح ذكرهم بما قاله الشيخ. فنهروه ووبخوه وقالوا إنه مدع وكاذب. إلى هنا انتهت القصة الأولى وهى الشيلم. ليبدأ المقال فيقول تولستوي أنا مثل هذا الرجل الصالح لقد نصحت إلى الناس أن يقابلوا السيئة بالحسنة، حتى ينتهى الشر مثلما قال المسيح من قبل، غير أن الناس اعتبروني كذاب وأحمق.

أما في القصة الثانية والتي تحمل اسم "مواد غذائية مغشوشة " تحدت تولستوي عن سيدة جاءت من بلد بعيدة وأقامت في بلد بها تجار غشاشين، يخلطون اللبن بالماء والزبد البلدي بالزبد الصناعي ويخلطون القمح بالذرة. فلما استخدمت هذه المواد وعلمت انها مغشوشة، ذهبت إلى السوق ووبخت التجار وقالت إن بضاعتكم  الرديئة يجب أن تلقى في النهر أو تحرق، فنادوا على الناس وقالوا هذه العجوز المجنونة تريد أن تحرق أكلكم، فوبخوها ولما حاولت أن تقنعهم ازدادوا في تقريعها. إلى هنا انتهت القصة الثانية مواد غذائية مغشوشة التي هي جزء من القصة الكبيرة ثلاثة أمثال. وهنا يتدخل تولستوي بالكتابة المقالية ويقول أنا مثل هذه العجوز أردت أن نتوقف عن الفن والأدب المغشوش لأنهما ينتجان فكرا مغشوشا فعارضني الجميع.

أما القصة الثالثة فهي "مسافرون تائهون" وتحكى عن مجموعة ضلت الطريق المعبد ومشت في الطريق الشائك. فانقسم الفريق إلى فريقين الأول يقول نكمل السير والثاني يقول بل نتفرق حتى نجد الطريق المعبد، فوقف رجل بينهما وقال بل يجب أن نقف برهة لنفكر بهدوء ونعرف من خلال الشمس كيف يكون الطريق الصحيح، فسخر الفريقان من وجهة نظره. وهنا تتدخل الكتابة المقالية فيقول تولستوي أنا هذا الرجل الذى سخر منه الجميع لأنه أراد للعالم أن يفكر قبل أن يتحرك.