رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف: الدولة المصرية تتخذ من مواجهة الفساد خطًا ثابتًا وحاسمًا

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

ألقى الدكتورمحمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد "السلطان فرج بن برقوق" بحي منشأة ناصر بالقاهرة ، بحضور اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، واللواء إبراهيم عبدالهادي نائب محافظ القاهرة، واللواء محمد عبدالجليل رئيس حي منشأة ناصر، والشيخ خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة.

وفي بداية خطبته أشار وزير الأوقاف، إلى تحذير النبي (صلى الله عليه وسلم) من أكل السحت؛ حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أيما جسم نبت من الحرام فالنار أولى به"، ويقول أيضًا (صلى الله عليه وسلم): "لا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتْ النَّارُ أَوْلَى بِهِ"، أوضح لنا الحلال من الحرام قائلًا: "إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ" إلا أن بعض الناس تأخذهم الدنيا فيتغافلون عن الحرام والفساد، مع أن الأديان كلها قائمة على الصلاح والإصلاح لا على الفساد والإفساد، حيث يقول سبحانه: "فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" فلم يكتف بعدم الإفساد بل أسهم في الإصلاح .

وأوضح وزير الأوقاف أن هناك ثلاثة أدواء تدمر أي دولة وأي مجتمع هي: الإرهاب، والفساد، والإهمال، ومقاومة الفساد أحد أهم دعائم وركائز أي حكم رشيد، وهو ما تتخذ منه الدولة المصرية في عهدها الراهن خطًا ثابتًا وحاسمًا، وإذا أفلت المفسد والمختلس من حساب الخلق فلن يفلت أبدا من قبضة الخالق، لأن الله سبحانه وتعالى لا يحب الفساد ولا المفسدين ولا يُصلح عمل المفسدين، حيث يقول سبحانه: "وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ"، ويأتي التأكيد بأن واسمية الجملة، حيث يقول سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”، ويقول سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ"، وهناك فرق بين الفساد والإفساد، تقول فسد الطعام إذا لم يعد صالحًا للأكل، وفسد الشراب إذا لم يكن يصلح للشرب، وفسد الثوب إذا لم يكن صالحًا للبس، فالفساد يحدث وأشد منه الإفساد، ويُقال للإنسان الذي يفعل الفساد فاسد، فإذا أسرف في الفساد قيل له مُفسد، لأن زيادة المبني زيادة في المعنى، والمفسد أيضًا من يحمل غيره على الفساد أو يسهل الفساد لغيره.

واستطرد وزير الأوقاف خلال خطبته بعض أنواع الفساد، منها: “الاختلاس”، حيث يقول الحق سبحانه: "وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"، وكذلك الاحتكار، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "المحتكر ملعون"، ومنها الرشوة أيًا كانت فيقول (صلى الله عليه وسلم) : لَعنَ اللهُ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي والرائش"، وفي كل الروايات بدأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالراشي قبل المرتشي، لأن المرتشي قد يكون فاسدًا أو مفسدًا، أما الراشي فهو مفسد بلا جدال، لأنه يحمل الآخر على الإفساد ، كما أن الغش من أشد أنواع الفساد، الغش في الطعام، والشراب والدواء، وغش المصنوعات، والأدوية، وفي كل شيء، لأن الغش يهدد السلم والأمان الاجتماعي، ويجعل الناس في قلق واضطراب.

 وأضاف أن “من أنواع الغش وأكثرها خطرًا على المجتمعات الغش في الامتحانات، لأنه إذا كان الغش في الطعام قد يؤذي عددًا من الناس، فالغش في الامتحانات يدمر جيلًا أو أجيالًا أو قد يدمر أممًا ويقذف بها إلى التخلف العلمي والتكنولوجي، فمن أشد أنواع الفساد الغش في الامتحانات لأنها تعطى من لا يستحق ما لا يستحق وتقدم غير الأكفاء، فالغش في الامتحانات يدمر الأمم، وكل هذه الأدواء تفتك بالمجتمعات ولا يمكن لأمة أن تنهض ما لم تتخلص من الفساد وما لم تواجهه بكل حسم، مبينًا أن مواجهة الفساد ليست مسئولية جهة وحدها، فمواجهة الفساد مسئولية شرعية ووطنية ومؤسسية ومجتمعية، وواجب على كل منا أن يطهر نفسه ويصلح من حوله، وأن يواجه الفساد، وألا يسهم فيه وألا يرضى به، وإن وجده فواجب عليه أن يبلغ السلطات المختصة حتى تتخذ الإجراءات المناسبة، لأن الله لا يحب المفسدين”.

وأكد  أن “أخطر أنواع الفساد على الإطلاق وأشدها فتكًا بالمجتمعات والدول فساد الأخلاق، وفساد الضمائر، وفساد الذمم، فإذا فسدت الأخلاق والضمائر والذمم لم تقم للأمم والمجتمعات قائمة، ولن يكون هناك أمان، لا إيماني، ولا مجتمعي”.