رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزها «تباريح العيش».. تعرف على جديد دار خطوط

غلاف كتاب بربرية
غلاف كتاب بربرية العالم المعاصر

صدرت حديثًا عن دار خطوط وظلال للنشر٬ مجموعة جديدة من الترجمات الحديثة من اللغات المختلفة إلي اللغة العربية. ومن بينها: سيرة بول أوستر بعنوان "تباريح العيش سيرة الشباب"، ترجمة محمد الفحايم.


يندرج هذا النّصُّ ضمن سلسلة من الكُتب الأوطوبيوغرافية التي ألّفها بول أوستر، وهي ابتكار العزلة (1982) . و المفكرة الحمراء( 1993)، وتباريح العيش (1996 ) ومذكرات الشتاء(2013)، ورِحْلاتٌ في المنطقة الدّاخلية ( 2014 ).

 

يحتلّ "تباريح العيش" مكانة أساسية في مسير الكاتب، إذ يصف لنا الظروفَ المادية الصعبة التي خبرها الكاتب شابّاً، وطفولته في كنف عائلة كانت قضية المال مثارَ شقاقٍ فيها، ثمّ مراهقته واستقلاله عن الأسرة  في كسب عيْشه، و تفاصيل محاولاته الأدبية الأولى في النقد والشعر والمسرح والرواية، ومعاناته مع النشر، والخيبات التي احتملها.

download
تباريح العيش

يذكر هذا النصُّ الكثير من الأشخاص الذين أثّروا في الكاتب وآزروه، سواء أكانوا من المشاهير في دنيا الأدب والفنّ والسّينما، أمْ من الناس البسطاء. وتظل قضيةُ المال مرتكزَ الكتابِ ومدارَه، وعليه فإن الكاتب استطرد في سرد حياة العوز التي عاشها٬ ما جعل أحد النقاد يقول: "يُقدّم بول أوستر واحدةً من السِّيَر الذاتيةِ الأكثر أصالةً، والأكثر جسارةً، سيرةٍ لم يسبق لكاتبٍ أنْ كتبها. أيُّ امرئٍ تجرّأ على أنْ يرويَ حياته مِن منظور المال. 


قبل أن يعرفَ بول أوستر الشُّهرة، وينْعمَ بالاِستقرار، عاش سنواتٍ عجافاً، احتمل فيها غائلةَ العَوز والضَّنك. يروي الكاتب تباريحَ عيشه في هذا النص الذي يمكن وسْمُه بسيرة الشباب.

 

وفي الفلسفة صدرت النسخة العربية لكتاب "ديكارت وسبينوزا"، تأليف ليون شيستوف وترجمة إسكندر حبش. باريس، العام 1937. لم يكن الفيلسوف الروسي ليون شيستوف، يُدرك بالطبع، أن الحياة قررت أن تغادره بعد سنة. كان كلّ شيء يسير وفق النظام اليومي المعهود. من هنا، جاء قراره بإعادة طبع الترجمة الفرنسية من كتابه "أثينا وأورشليم"، الذي كان يُعدّ بمثابة وصيّته الفكرية.

193426110_320660632902239_8127759952760786210_n
ديكارت وسبينوزا

جاءت هذه الترجمة لتسدّ ثغرة أساسية في تكوين مشهد واضح عن المفكر والفيلسوف الذي كان عليه؛ ولتجعل قراءته ممكنة، بعد أن غاب هذا الكتاب، لفترة طويلة، عن رفوف المكتبات. مع العلم أن "أثينا وأورشليم" لم يصدر بلغته الأصلية، الروسية، إلا في العام 1951. سنة واحدة بعدها، وغادر الوجود، لكنه لم يغادر – في العمق – تاريخ الفلسفة، على الأقل من حيث تأثيره على كلّ من جان-بول سارتر وألبير كامو وموريس ميرلو – بونتي وجورج باتاي وغيرهم. ناهيك على أنه هو من أدخل فلسفة إدموند هوسرل والظواهرية إلى الفكر الفرنسي المعاصر.

 

كتاب "بربرية العالم المعاصر .. حوارات ومساجلات ومطارحات عالمية"، ترجمة سعيد بوخليط. ويتضمن الكتاب ثلاثون لقاء تقريبا، تضمنتها مواعيد هذا الكتاب الحواري، اهتدت بالقارئ وجهة منصة فكرية راقية؛متعددة الجنسيات والهويات والمشارب، في غاية الثراء قدر عمق التيمات والمفاهيم الواردة، التأم حول طاولتها قصد خلق للتساؤل والسجال وتبادل وجهات النظر، العديد من الفلاسفة والأدباء والشعراء والفنانين والاقتصاديين والمؤرخين والابستمولوجيين. نذكر منهم :مهدي عامل، نعوم تشومسكي، تزفيتان تودوروف، بوريس سيرولينك، مصطفى صفوان، هشام جعيط، أورهان باموق، محمد يونس، بيتر سلوترديك، جوليا كريستيفا، روني بوفريس، بوب مارلي، مارسيل جوشيه، إيف بونفوا، سمير أمين، نجيب محفوظ، إدوارد سعيد، محمد بنيس، محمد أركون، مالك شبل، ريجيس دوبري، عبد اللطيف اللعبي، أمين معلوف. 

بربرية العالم المعاصر


جوهر الإشكال ولبّ النقاش

مقالات مختارة بعنوان "سلطة اللسان" تأليف شيموس هيني وترجمة أسامة إسبر. وشيموس جستين هيني  شاعر ومسرحي ومترجم أيرلندي حاصل على جائزة نوبل في 1995. صدر له أكثر من عشرين كتاباً في الشعر والنقد والترجمة.

من أعماله الشعرية موت عالم طبيعة وكان هذا أول كتاب مطبوع له، شمال وباب يفضي إلى الظلام، المقاطعة والدائرة، أرض مفتوحة، عمل ميداني، ومستوى الروح، حفر بالإضافة إلى العديد من الكتب المترجمة. وصفه الشاعر الأمريكي روبرت لويل بأنه أعظم شاعر أيرلندي منذ ييتس، وكان هناك إجماع على أهميته بين معاصريه من النقاد والشعراء العالميين.

يقدم شيموس هيني في هذا الكتاب درساً لمن يخلطون بين الشعر والسياسة، للذين لا يحتفون بالشعر من منطلقات فنية جمالية مترافقة مع الموقف من الحياة بل يتعاملون معه كبوقٍ و يُسيئون قراءته من منظور مواقفهم السياسية ويخلطون بين السياسة والفن ولا يعرفون أن يحددوا الشعرية في بعدها الجمالي.

يضم الكتاب بين دفتيه مقالات نقدية حول شعراء كبار من بلدان مختلفة، من بريطانيا وإيرلندا والولايات المتحدة ومنطقة الكاريبي وروسيا وأوربا الشرقية، وفيها يقدم لنا شيموس هيني قراءته كشاعر وناقد ملم بتاريخ الشعر الأوربي والأمريكي والعالمي ويرصد تجلي الشعرية بالمعنى الجمالي الفني لدى الشعراء الذين يدرسهم دون أن يغفل السياق الاجتماعي والسياسي لحقبتهم، وبهذا المعنى ينظر إلى القصيدة على أنها نتاج لحقبة بالمعنى السياسي والاجتماعي والسيري، ونتاج للشعرية بالمعنى الفني، بالتالي إن الشاعر المؤثر في عصره هو الذي يجمع بين البعدين، أي لا يضحي بأحدهما على حساب الآخر.