رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من «اتفاق العُلا» إلى «زيارة الدوحة».. أبرز محطات المصالحة بين مصر وقطر

وزير الخارجية سامح
وزير الخارجية سامح شكري ونظيره القطري في الدوحة

منذ إعلان المصالحة العربية بين قطر ودول الرباعي العربي عقب توقيع اتفاق العُلا في الخامس من يناير الماضي، شهدت العلاقات المصرية-القطرية تحسنًا تدريجيًا شهرًا تلو الآخر، بدايةً من استئناف العلاقات الدبلوماسية وعودة حركة الطيران بين البلدين، وحتى تبادل الزيارات الرسمية بين وزيري خارجية القاهرة والدوحة.

وفي أول زيارة رسمية يجريها وزير الخارجية المصري إلى قطر منذ إعلان المصالحة، التقى سامح شكري، أمس الإثنين، نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الذي أعرب عن سعادته باجتماعه مع نظيره المصري في الدوحة.

 وفي السطور التالية، تستعرض «الدستور» أبرز المحطات التي شهدتها العلاقات المصرية-القطرية منذ إعلان المصالحة الخليجية، وحتى زيارة وزير الخارجية إلى الدوحة اليوم.

توقيع اتفاق العُلا

في الخامس من يناير 2021، قام وزير الخارجية سامح شكري، بالتوقيع على «بيان العلا» الخاص بالمصالحة العربية، خلال أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ 41، التي استضافتها المملكة العربية السعودية في مدينة العُلا.

وذكر بيان وزارة الخارجية، آنذاك، أن هذا يأتي في إطار الحرص المصري الدائم على التضامُن بين دول الرباعي العربي وتوجههم نحو تكاتُف الصف وإزالة أية شوائب بين الدول العربية الشقيقة، ومن أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، وهو ما دأبت عليه مصر بشكل دائم؛ مع حتمية البناء على هذه الخطوة الهامة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة انطلاقًا من علاقات قائمة على حُسن النوايا وعدم التدخُل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وتابع البيان: «تُقدّر مصر وتثمّن كل جهد مخلص بُذل من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، وفي مقدمتها جهود دولة الكويت الشقيقة على مدار السنوات الماضية».

 

زيارة وزير المالية القطري للقاهرة

وبعد ساعاتٍ قليلة من إعلان المصالحة، وصل وزير المالية القطري علي شريف العمادي إلى القاهرة قادمًا على رأس وفد بطائرة خاصة من الدوحة، للمشاركة في حفل افتتاح فندق «سانت ريجيس» على كورنيش نيل القاهرة والمملوك لشركة الديار القطرية، وذلك بحضور الدكتور محمد معيط، وزير المالية، ووزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين.

وبهذه المناسبة صرح وزير المالية القطري قائلا: «إن دولة قطر باستثمارها عن طريق شركة الديار القطرية في هذا المشروع المتميز تؤكد بشكل عملي على التزامها بالمساهمة في دعم القطاع السياحي لدوره الحيوي في التنمية الاقتصادية وإيجاد فرص العمل، ويمثل هذا المشروع إضافة جديدة للاستثمارات القطرية في مصر التي تتجاوز الخمسة مليارات دولار في مختلف المجالات».

 

استئناف العلاقات الدبلوماسية

وفي 20 يناير 2021، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أنها تبادلت مذكرتين رسميتين مع نظيرتها القطرية اتفقتا بموجبها على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد مقاطعة دامت 3 سنوات.

وقالت وزارة الخارجية في نص بيانها آنذاك: «اتصالًا بالخطوات التنفيذية في إطار تنفيذ الالتزامات المُتبادلة الواردة ببيان العُلا، تبادلت جمهورية مصر العربية، اليوم 20 يناير، ودولة قطر مذكرتيَّن رسميتيَّن، حيث اتفقت الدولتان بموجبهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما».

اجتماع مصري قطري في الكويت

وفي 23 فبراير 2021، عقد وفدان رسميان من مصر وقطر، بدولة الكويت، اجتماعهما الأول لوضع آليات وإجراءات المرحلة المستقبلية بعد بيان قمة العُلا.

ووفقًا لبيان وزارة الخارجية آنذاك، رحب الجانبان بالإجراءات التي اتخذها كلا البلدين بعد التوقيع على بيان العُلا كخطوة على مسار بناء الثقة بين البلدين الشقيقين، كما بحث الاجتماع السبل الكفيلة والإجراءات اللازم اتخاذها بما يُعزز مسيرة العمل المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين، وبما يحقق تطلعات شعبيهما في الأمن والاستقرار والتنمية.

وأعرب الجانبان عن التقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة على استضافتها للقمة الخليجية الأخيرة التي توجت بإصدار بيان العُلا.

كما تقدّم الجانبان بالشكر لدولة الكويت الشقيقة على استضافتها للاجتماع الأول بينهما، وأعربا عن التقدير لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، على الجهود التي قادتها بلاده لرأب الصدع وحرصها على تعزيز العمل العربي المشترك.

اجتماع رفيع المستوى

وفي الثالث من مارس الماضي، في أول اجتماع رفيع المستوي عقب التوقيع على اتفاق «العلا»؛ التقى سامح شكري وزير الخارجية، نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على هامش أحد الاجتماعات الوزارية لجامعة الدول العربية.

الاتصال الأول منذ المصالحة

وفي 12 أبريل الماضي، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول اتصال هاتفي من الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، للتهنئة بحلول شهر رمضان المُبارك.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية آنذاك، أن الرئيس السيسي، عبر خلال الاتصال عن شكره لأمير دولة قطر على تهنئته بهذه المناسبة المباركة، داعيًا الله عز وجل أن يُعيدها على شعبي البلدين الشقيقين وكافة الشعوب العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات.

وزير خارجية قطر يزور القاهرة

وفي 25 مايو الماضي، أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، زيارة رسمية إلى القاهرة، التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، حيث عقد الوزيران جلسة مباحثات مصرية - قطرية لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.

واستهدف لقاء وزير الخارجية سامح شكري، ونظيره القطري، بقصر التحرير، مناقشة ما شهدته أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين من تطور إيجابي في أعقاب التوقيع على "بيان العُلا" في يناير 2021، والتأكيد على أهمية البناء على تلك الخطوة الهامة عبر اتخاذ مزيد من الإجراءات والتدابير التي تهدف لتعزيز الأجواء الإيجابية خلال الفترة المُقبلة. 

كما التقى وزير خارجية قطر، خلال زيارته للقاهرة، الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث نقل له رسالة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، تضمنت توجيه الدعوة للرئيس السيسي، لزيارة الدوحة، والإعراب عن التطلع لتعزيز التباحث بين البلدين حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأنها، بما يخدم تطلعات الدولتين.

وزير خارجية مصر يزور الدوحة

وتوجه وزير الخارجية سامح شكري، مساء أمس،  إلى العاصمة القطرية الدوحة حاملاً رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بشأن التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية القطرية في أعقاب التوقيع على "بيان العُلا".

والتقى وزير الخارجية سامح شكري، اليوم، نظيره القطري في لقاء مُنفرد مطول بينهما، أعقبه جلسة مباحثات رسمية بحضور وفديّ البلدين. 

وصَرَّح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزيرين أعربا خلال اللقاء عن الارتياح لما شهدته العلاقات المصرية القطرية من تطورات إيجابية في أعقاب التوقيع على«بيان العُلا» في 5 يناير 2021، واتفقا على أهمية المضي قُدمًا في اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للبناء على ما تحقق من خلال إعادة تفعيل أطر التعاون الثنائي المختلفة والاستمرار في عقد آليات المتابعة القائمة سعيًا نحو تسوية جميع القضايا العالقة بين البلدين خلال الفترة المُقبلة.

من جانبه، نوه وزير الخارجية القطري، خلال الاجتماع، بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا أن هذه التطورات تصب في مصلحة تعزيز أمن واستقرار المنطقة.