رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حصولها على جائزة غسان كنفاني.. هبه فاروق: الكتابة تختار أصحابها نحن فقط نتبع شغفنا الداخلي

هبة فاروق
هبة فاروق

الكاتبة هبة فاروق، تكتب القصة والرواية، ولدت وتقيم بمدينة الإسكندرية، ناشطة في المجال الأدبي من خلال تقديم ورش للقص للأطفال في بعض المدارس والجمعيات وبعض المحافظات، تعمل في مجال الكمبيوتر، صدر لها من قبل مجموعة قصصية بعنوان (فينوس وميم المذكر)، ورواية قصيرة: (الإله)، فازت بجائزة ساقية الصاوي عن قصة ستارة الست حسنية، وجائزة "غسان كنفاني" عن قصة "تجربة جسدية"، والتي تضمنتها مجموعتها الأخيرة "مغاليق" والتي صدرت عن سلسلة " كتابات جديدة" بالهيئة العامة للكتاب في العام 2018، هبه تعيش منذ ثلاثة أعوام  في حالة من الحزن وشعور طاغ باللاجدوى بسبب بحثها الدائم عن دور نشر تطرح من خلالها أحدث رواياتها " بين مدينتين". 

هبه فاروق الحاصلة على بكالوريوس تجارة و بكالوريوس دراسات إسلامية وعربية وتمهيدي ماجستير في أدب الطفل، الدستور التقتها وكان هذا الحوار..

• بعد أكثر من خمسة عشر عاما في مجال الكتابة، شعرا وقصة وكتابة للأطفال لماذا أنت غائبة عن المشهد الأدبي منذ سنوات ثلاث؟

- توقفت كثيرا عند رقم السنوات وأخذت أتساءل هل أنجزت شيئا يرضيني في مجال الثقافة والكتابة هذا يتحاج مني جلوس طويل مع الذات، أما بالنسبة لسؤالك أنا غائبة لعدة أسباب أولها مشاكلي التي لا تنتهي مع النشر، وثانيها حاولت التفرغ لتحضير الماجستير ومازلت في نفس المرحلة.

أما عن مشاكل النشر، فبالنسية للنشر الحكومي لا يوجد تواصل جيد مع الكاتب، فقد نشرت بنجاح تبعا للهيئة –كتابي مغاليق- وكانت تجربة جيدة ومثمرة، وحاولت بعدها بسنتين إعادة المحاولة، ولكن بدون إرسال العمل لسلسلة معينة، بل اتجهت إلى النشر العام، وحدث أنه بعد غياب قرابة السنة في الفحص، تم رفض النشر دون إبداء أسباب لذلك، وحاولت التواصل مع الجهات المعنية لمعرفة أسباب الرفض دون جدوى، وبعدها حاولت البحث عن دور خاصة تنشر بدون تكلفة مادية على الكاتب، ولكني لم أوفق حتى الآن، لذلك قررت أن أوجه كل طاقتي للرسالة البحثية، على أن أعود - إن شاء الله- مرة أخرى للبحث عن دور نشر، ذلك بعد الانتهاء من تقديم الرسالة.

مشواري الثقافي أطول من مشواري الكتابي، أكتب كثيرا وأنشر قليلا، نشرت ثلاثة أعمال فقط للكبار: فينوس وميم المذكر وهي مجموعة قصصية، والإله وهي رواية قصيرة، ومجموعتي القصصية الأخيرة وهي بعنوان مغاليق، أما نشاطي الثقافي فحافل بالورش للكبار، والكثير من الورش -منذ ٢٠١٥- للأطفال في أماكن متعددة من القاهرة والإسكندرية وكفر الدوار وطنطا ودهب والنوبة، رحلة مع الأطفال أتمنى أن تستمر، وتكون خفيفة علي رغم ثقلها فلا أترك هذا النشاط الثقافي أبدا.

•  ليتك تحدثينا ومن خلال أنشطتك الثقافية المتعددة، كيف ترين علاقة المبدع بالناشر ودور النشر في مصر؟

-علاقة غير متزنة للأسف من خلال تجربتي أتحدث، فهناك صعوبة في التواصل مع دور النشر سواء حكومية أو خاصة، وأغلب من ينشر يعتمد على دور النشر الصغيرة التي لن تضطلع بأمر التوزيع والتسويق الجيد للكتاب.

وبالتفصيل نجد أن النقطة الأولى من التواصل مفقودة، فكثير من الكتاب يرسل كتابه للتقييم ولا أحد من دور النشر يرد مجرد رد بالرفض المسبب، رغم أن هذا لو اعتبرنا العمل يدخل في لجنة فحص جادة تصدر تقييم جاد عن العمل، فلو اطلع الكاتب على هذا التقييم سيكون ذلك مفيدا للعملية الإبداعية ككل، على الأقل سيعرف مشاكله في الكتابة وموقفه من سوق الكتاب، ثانيا لو فرضنا الموافقة على النشر فهو مكلف ماديا جدا بعيدا عن النشر الحكومي ثالثا ليس هناك توزيع جاد للكتاب في محافظات مصر، ولا تقوم دور النشر بالتسويق الإلكتروني جيدا للكتب، غير أن سعر بيع الكتاب المطبوع مرتفع جدا.

ذلك غير المشاكل في اختيار الورق والرسوم وجودة الكتاب والغلاف وغيرها من مشاكل كلها نابعة من عدم الاتصال الجيد بين الكاتب ودار النشر.

•- عن تعدد قفزاتك التي أثبتي فيها جدارة فيما يخص علاقتك بورش الكتابة والنشاط الفني والأدبي.. هل لتعدد مسارات الكاتب دورا في تأخر وجوده أو تدشين عالمه في الحقل الثقافي؟

-كل القفزات هي نوع من البحث عن الذات، مفيد جدا للكاتب ألا يضع حدود لقلمه؛ فليكتب كما يثار عنده الحس الأدبي، وليكن إنتاجه كما يشاء له القلم والإبداع، أشياء كثيرة تتحكم فيما نكتب: فمثلا الشعر مشاعر تلقائية مركزة جدا، لا يمكن أن تُكتب إلا شعرا، أما السرد القصصي فهو مجال للإكثار من الحديث المتتابع، زخات من أفكار متشابكة ومرتبة، تحتاج روية ورسم للعمل وشخصياته وتركيباته وأبعاده المتعددة، والكتابة للطفل هي قمة النضج والتي تحتاج براءة العقل من غيرها من الاهتمامات.

وعن تجربتي الشخصية بدأت بكتابة الشعر ثم تركته لأني لا أظنني شاعرة بالمعنى القديم للشاعر، وتركت قلمي للسرد القصصي والروائي عدد طويل من الأعوام، لأجدني أعود للشعر دون وعي مني أو ترتيب، فقط أتبع مشاعري المتأثرة دائما بكل شيء وبسرعة لا تحتمل أن تكتب قصة، فهي فقط زخات من شعور متراكم ومتفاعل مع الواقع المعاش والحالة الشخصية،  أما عن الأطفال فعالمهم يأخذني دائما من كل شيء، أظنني في يوم قريب سأتوقف عن الكتابة للكبار، وأكتب فقط للأطفال خاصة إنني أعد بحثي الأكاديمي في أدب الطفل والأدب الشعبي، فصار نشاطي الثقافي مع الأطفال في محافظات مصر هو مدخلي للأدب الشعبي وروحه المنبثة في تاريخ أدبنا المعاصر وخاصة الموجه للطفل.

• عن الإسكندرية وأمواج صاخبة من السرد الأدبي هناك، كيف تقيمين تلك التجارب في كافة المسارات الكتابية؟

-الإسكندرية حافلة بأوجه الثقافة، وأعداد من الكتاب الجيدين فعلا، ولكنها جزء من الوطن الكبير، فالكل يعاني من ذات المشاكل.

• من من الرموز أو أجيال الكتابة في مصر أو عالميا، كان له الدور في اختيارك لعالمي الأدب والفن؟

-مسرحيات شكسبير، وروايات يوسف السباعي، والقصص الشعبية من الليالي، وغيرها من المترجم الحافل بالخيال، أنا أعتبر نفسي دودة كتب، القراءة تأخذ الوقت الأكبر من حياتي، وأحب القراءات المتنوعة، وليس فقط لكاتب واحد.

أظن أن الكتابة تختار أصحابها، نحن فقط نتبع شغفنا الداخلي.