رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيفلين بوريه.. الراحلة السويسرية التى جعلت قرية تونس بالفيوم قبلة للزائرين

 إيفلين بوريه سيدة
إيفلين بوريه سيدة الفخار

يخلف رحيل بعض الشخصيات، أثرًا كبيرًا فى وجدان الكثيرين، بعدما يتركون بصماتهم فى الحياة ومع الناس، فهناك شخصيات لا تنسى بقدر ما قدموه لمجتمعاتهم، وهو ما ينطبق على الفنانة السويسرية إيفلين بوريه، التى رحلت عن عالمنا أمس عن عمر ناهز 82 عامًا، بقرية تونس بالفيوم، والتي أوصت بأن تكون مستقرها الأخير بعد وفاتها المنية.

الاستقرار فى قرية تونس

تركت إيفلين بوريه، بلادها في ستينيات القرن الماضي، ومنها جمعها قصة حب بالشاعر الغنائي الراحل سيد حجاب, وقدمت إلى قرية تونس في رحلة معه إلى الفيوم، حيث جذبها المكان بطبيعته الساحرة وقررت الاستقرار فيه.

مشروعها

لم تأتى إيفيلن من بلادها، لتقبع فى مكان مريح لتعيش فيه مع زوجها وفقط، ولكن كانت أحلامها فى تنمية أهل هذه المنطقة كبيرة للغاية، فأوحت لها طبيعة المكان الساحرة، البدء فى مشروعها الثقافي، فمن مشاهدتها للهو الأطفال بالطين وتشكيلهم مجسمات مختلفة وإبداعية للحيوانات، قررت فتح مدرسة لتعليم الصغار من أبناء وبنات القرية صناعة الفخار والخزف.

أطلقت اسمًا مصريًا أصيلًا لهذه المدرسة، فأسمتها "جمعية بتاح لتدريب أولاد الحضر والريف على أعمال الخزف"، حيث منحت ما دراسته من الفنون الزخرفية في جنيف، إلى قرية تونس، منذ أن جاءت إلى مصر في عام 1960 حيث تعاونت مع السيد رمسيس ويصا واصف في دورات تدريبية لعمل الفخار للأطفال الذين يعيشون في الريف وأيضًا قدمت دورات تدريبية أخرى في صعيد مصر.

ومع نجاح مشوعها واقبال أهل المكان ومريدى هذه الحرفة اليدوية ، فأصبحت قرية تونس المجهولة مزارًا سياحيًا للكثير من الجنسيات، ومعرضًا للفنون اليدوية.

أبناءها يكملون مسيرتها

انفصلت السيدة إيفلين عن زوجها سيد حجاب بعد زواج دام 5 سنوات، ومن ثم تزوجت من السيد "ميشيل باستوري"، وأنجبت أنجيلو، والذي يتولى حاليا مسئولية إدارة مدرسة الفخار التي أسستها، كما تعاونه فى العمل بهذا المشورع التنموى ابنتها ماريا، التى استقرت فى مصر وتزوجت أيضا من مصري وأنجبت ابنين.

 

رائدة التنمية

وفى تصريحاتها لوسائل الإعلام، تحدثت بوريه عن أهمية الحرفة اليدوية، قائلة" "بعض طلاب المدرسة قاموا بتأسيس ورش فخار مستقلة توفر مصدر دخل لهم و تجذب عددا كبيرا من الزوار" كما أنها شعرت بإنجاز حقيقى حينها عبرت عن ذلك: "شهرة قرية تونس ادت الى عمل العديد من المبادرات وأدت إلى افتتاح فنادق وبيوت ضيافة جديدة".

ونعت السفارة السويسرية بالقاهرة بوريه، قائلة: "ببالغ الحزن والأسى تودع السفارة السويسرية في مصر رائدة في خدمة المجتمع الإبداعي وتنمية المجتمع وأحد أعمدة الجالية السويسرية في مصر، السيدة إيفلين بوريه رحمها الله".

سيدة الفخار

أيضًا نعتها الدكتورة غادة والي، مديرة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات، قائلة: "فقدت مصر اليوم  أحد  محبيها الذين أخلصوا لها، وفقد العاملين في التنميه أحد رواد التنميه  رحلت ايفلين  بوريه ( ١٩٣٩-٢٠٢١)، سيده  الفخار".

وتذكرت غادة والى مواقف مؤثرة مع الفنانة الراحلة : "في  نوفمبر ٢٠١٩ أثناء الاعداد  لمعرض ديارنا   للحرف اليدويه والتراثيه  طلبت من إداره التوثيق المرئي ومخرجنا المتميز مهند دياب السفر لقريه تونس في مركز يوسف الصديق أحد أفقر مراكز محافظه الفيوم وعمل فيلم عنها وكنت أشعر أنني لم أقم بواجبي في تكريمها التكريم الذي تستحقه فقد غيرت هذه السيده السويسريه التي عشقت الفيوم وعاشت فيها من ١٩٧٩ وجه قريه تونس وجعلتها قبله الزائرين وعلمت المئات وأكسبتهم مهنة وطورت صناعة الفخار على مدى ٤٠ عاما" مضيفة: "دعمتها وزاره التضامن في البدايات وكانت أهل للدعم والثقه وأسست أكثر من ٢٠ مدرسة فخار..شكرا ايفلين .... لن ننساك".