رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أموال إفريقيا التاريخية.. الملح والقطن والنحاس والأصداف

إفريقيا
إفريقيا

كانت العملات القديمة فى غرب إفريقيا، فى فترة ما قبل الاستعمار، تُصنع من مصدرين رئيسيين، فإما أن تكون من المواد المحلية مثل النحاس والحديد والملح، بعد تصنيعها لتصبح قابلة للتداول، وإما تتكون من بعض المواد المستوردة من تجار المحيطين الهندى والأطلسى، ومن البحر المتوسط. 

وعلى مدى ألف عام على الأقل من تطوير الأسواق المحلية والتجارة داخل القارة، وعبر المحيطات، طوّر الأفارقة الأموال دون أى نوع من السيطرة الحكومية على عمليات صنعها أو استخدامها.

وأقدم إصدار رسمى فى إفريقيا فى مجال النقود كان باستخدام وتداول ذهب غرب إفريقيا عبر موانئ القارة وعلى طول مسارات الصحراء، واستخدام مثقال الذهب كمقياس مستقر إلى حد ما فى أسواق إفريقيا، أسوة بالوضع فى الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وكان استخدام الذهب يكثر فى التجارة الدولية.

فى الوقت نفسه، كانت ألواح الملح تستخدم فى التجارة الإقليمية، ورغم أن الملح كان سلعة فإنه فى أوقات وأماكن معينة كانت ألواحه تُعتمد كسعر صرف لتحديد قيمة العملات الأخرى، وإن ظل الغرض النهائى منه هو الاستهلاك.

ووفقًا للرحالة ابن بطوطة، فى القرن الرابع عشر الميلادى، فإن شحنات الملح كان يمكن أن تتساوى مع نصف أوقية من الذهب، لذا كان الأفارقة يستخدمون الملح كوسيلة للتبادل، تمامًا كما يستخدم الذهب والفضة فى أماكن أخرى، بعدما يتم تصنيعه وتقطيعه إلى ألواح وشرائها وبيعها.

كما كانت الملابس المستوردة تعد أيضًا عملة فى المناطق الصحراوية وغرب إفريقيا، وكانت عملة القطن أو «البيسا» وحدة قياسية من القماش يبلغ طولها ١٥ مترًا وعرضها ١.٥ متر. 

وفى غرب إفريقيا، أيضًا، كانت أصداف «الكورى» من المحيط الهندى تعد جزءًا من منظومة العملات، وبحلول القرن الرابع عشر كان استخدامها قد امتد إلى إمبراطورية مالى وإلى تمبكتو، ثم تم اعتمادها فى القرن السادس عشر كعملة معمرة، يكاد يكون من المستحيل تزويرها.

ومع ظهور تجارة الرقيق، كانت الأصداف تستخدم ضمن عملات أخرى فى التبادل بين الأوروبيين والمجموعات الساحلية فى غرب إفريقيا مقابل العبيد.