رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«موت وخراب ديار».. شركات نقل الموتى تتلاعب بذوى ضحايا كورونا

نقل موتى كورونا
نقل موتى كورونا

اختلفت أساليب الاستغلال في الآونة الأخيرة منذ ظهور فيروس كورونا في مصر، فهناك من تلاعب بحياة المرضى، وباع لهم الوهم بهدف الحصول على أكبر قدر من الأموال، وهناك أيضًا من هم أكثر إجرامًا، وتلاعبوا بجثامين ضحايا الفيروس، ليبيعوا لذويهم توابيت مغشوشة، غير مخصصة لموتى المرض.

تواصلت "الدستور" مع شركات بيع التوابيت ونقل الموتى، الرسمي منها والخفي أيضًا، لرصد الارتقاع الكبير في الأسعار خلال الفترة الأخيرة، بعد أن قضى الفيروس على حياة العديد من المواطنين.


شركة توابيت ونقل موتى: نستخدم توابيت مبطنة بالزنك لموتى كورونا

وبالتواصل مع الخط الساخن لإحدى الشركات المخصصة في بيع صناديق الموتى، أوضح لنا محمود الخولي، عامل في شركة "بي اسيستنس"، أن صناعة التوابيت شهدت انتعاشًا ملحوظًا في ظل جائحة كورونا، ما جعل بعض الشركات والسماسرة يستغلون ذوي الموتى، ويفرضون عليهم أسعارًا باهظة نظير بيع الصناديق.

وأكد "الخولي" أن شركته لا تقف تعاملاتها داخل مصر فقط، بل تنسق أيضًا مع سفارات الدول الخارجية لتصدير التوابيت إليهم، وبالفعل نجحت في ضم عدد كبير من العملاء الواثقين في منتجات الشركة، بعد أن تصدر القلق الشديد أذهان المواطنين في ظل جائحة كورونا.

وعن أسعار التوابيت، قال "الخولي" في حديثه لـ"الدستور"، إن السعر التجاري الذي تتعامل به الشركة حاليًا هو 1200 جنيه للتوابيت المتنقلة داخل محافظة القاهرة فقط، فالسعر يختلف حين يتم توريد التابوت لمحافظة أخرى، لكن الفارق لا يكون كبيرًا فالشركة تضيف مبلغ قدره 200 جنيه فقط نظير الانتقالات، ومبلغ آخر قدره 100 جنيه مقابل توفير أدوات التعقيم والكمامات الطبية لسائقي الشاحنات.

وأضاف: "هناك أطباء في مستشفيات عزل يتواصلون معنا لشراء التوابيت المخصصة لموتى كورونا، وهي التوابيت التي تكون مبطنة من الداخل بالزنك حتى تمنع انتقال عدوى الفيروس إلى الأشخاص الحاملين للتابوت، وكانت آخر المستشفيات التي تعاملنا معها هي مستشفى قها للعزل، حين اتصل بنا الطبيب محددًا طلبه لتابوت مبطن بالزنك، على النقيض الآخر هناك أشخاص عدة لا يستوعبون مثل تلك الأمور، ويكونوا ضحايا الشركات المستغلة للوضع الحالي".


استغلال ذوى الموتى

وعلى الوجه الآخر تأتي الصفحات غير المعلوم هويتها على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تسوق توابيت لموتى كورونا بأسعار باهظة، وبالفعل يقع ضحيتها العديد من المواطنين الذين لا يدركون مدى استغلال الأمر، أو خطورته من جانب استخدام توابيت ليس لها علاقة بموتى الفيروس.

ومن خلال رقم الهاتف الذي أعلنت إحدى الصفحات عن تخصيصه للتواصل مع مديريها لحجز التوابيت أو نقل الموتى، تواصلنا مع أحد العاملين الذي ألبغنا في بداية الحديث أن التابوت سعره 3 آلاف جنيه، في حين تسليمه داخل محافظة القاهرة أو الجيزة، ليكون سعره 3500 جنيه في حالة نقله إلى محافظة أخرى.

وبسؤاله عن تفاصيل التابوت المخصص لموتى كورونا، ادعى أن الصندوق معتمد من وزارة الصحة فقط، دون التحدث عن أي تفاصيل أخرى تخص تبطين التابوت بمادة معينة تمنع انتقال العدوى من المتوفي إلى الأحياء، ولكي يطمئن ضحيته أكثر أبلغ بأنه استطاع بيع أكثر من 100 تابوت خلال أخر شهرين فقط في ظل جائحة كورونا.

اتفق محرر "الدستور" بعد ذلك على شراء 3 توابيت بمبلغ قدره 9 آلاف جنيه، وأرشد الشخص المتحدث للتوجه إلى مكان تواجد الشركة في منطقة حلمية الزيتون، لدفع المبلغ المتفق عليه، واصطحاب سيارة نقل التوابيت إلى مكان المتوفين، قائلًا في نهاية حديثه: “لو عايز عربية تنقل الموتى لمكان الدفن هتكلفك 1000 جنيه”، إلا أن الصفقة لم تتم بعد أن أثبتنا تورط هذه الشركة في استغلال المواطنين، وبيع صناديق موتى لهم ليست لها علاقة بموتى كورونا، بل ضاعفوا أسعارها بهدف استغلال ذوي ضحايا الفيروس.