رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غزة تنهض من تحت الركام.. أهالى القطاع ينقلون لـ«الدستور» أجواء التهدئة

غزة
غزة

بدأت الحياة تعود بشكل تدريجى لطبيعتها فى قطاع غزة فى اليوم الثانى للتهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى التى تمت برعاية مصرية، ودخلت حيز التنفيذ منذ فجر الجمعة.

"الدستور" تواصلت مع بعض الأهالى من مختلف أنحاء القطاع، للتعرف على أجواء وتفاصيل اليوم الثانى للتهدئة وكيف بدأت الحياة تعود لطبيعتها.

فادى عبدالهادى: مصر كانت ومازالت سند للشعب الفلسطينى

أكد فادي عبد الهادي مواطن فلسطينى من مخيم خان يونس فى قطاع غزة، أن مصر كانت وما زالت سند مهم للشعب الفلسطينى وقضيته سواء دورها في الحروب وجهدها لوقف العدوان والقصف على قطاع غزة، أو دورها فى متابعة القضايا المختلفة ومنها الانقسام الفلسطينى والدعم والاسناد لاتمام المصالحة.

وتابع عبدالهادى لـ"الدستور"،  "في اليوم الأول للتهدئة خرجت للاطمئنان على بعض الأصدقاء والجيران، وشاركت في تشييع شهداء النفق وخاصة أن منهم أبناء حارتنا ومنطقتنا، إذ تمكنا من إخراجهم من تحت الأنقاض".

وأردف: "استطعنا لأول مرة منذ 11 يوما النوم بشكل آمن دون الخوف من القصف أو الغارات، وسوف أكمل ما بدأته أمس من زيارات وتفقد أحوال الأصدقاء والجيران والأقارب والمعارف، فنحن بخير رغم الآلام".

وأكد عبدالهادى أن الامور أفضل ونعمل جميعا حتى تعود الحياة مرة أخرى لطبيعتها لننهض من جديد.

وأِشار عبد الهادى إلى أن الحياة تعود تدريجيا لطبيعتها لكن العامل النفسي والاثار النفسية لدى الكثير من الناس والاهالي وخاصة الاطفال ما زالت موجودة، مستدركا" نعمل أجواء معينة منها الخروج والتنزه مثلا كإحدى الطرق للتغلب على تلك الاثار وخاصة فى نفوس أطفالنا".

فادي عبدالهادى

محمد الأغا: الحياة لمن يعيد النهوض من تحت الركام

فيما قال محمد الأغا مهندس صوت من خان يونس، بدأ أهالى غزة يلملمون جراحهم ويتفقّدون ما جرى خلال 11 يومًا من العدوان، يواسون أهلهم ومعارفهم بالشهداء الذين ارتقوا، ويحاولون تضميد جراح الجرحى الذين أصيبوا.

وأضاف الأغا لـ"الدستور"، "بدأنا نعود شيئًا فشيئًا إلى المنازل المهدمة، ونحصر الخسائر والأحلام والأماكن التي طالها القصف، والشوارع التي تعمد الاحتلال تدميرها، وذكرياتنا، ذكريات المكان، التي بدأت تتغير شيئا فشيئا، بدأنا ننظم حملات تطوعية لتنظيف الشوارع وإزالة الركام وحصر الخسائر الفادحة".

وأضاف الأغا أن فعاليات مجتمعية بدأت تنفذ للمساهمة في التخفيف من أثر العدوان على الناس.

وفي اليوم الثاني من انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال الأغا "لم ولن يعود شيئًا كما كان في السابق، ملامح المدينة تغيرت، ذاكرة الناس هُدمت، والحياة كل الحياة، لمن يعيد النهوض من تحت الركام".
أحلام عيد: غزة ستحيا من جديد تماما كطائر العنقاء 

ومن مخيم الشاطئ، قالت أحلام عيد صحفية فلسطينية، "مشاهد صادمة في أرجاء مدينتنا البائسة، أول ما يتبادر إلى ذهنك وانت تجول في شوارع غزة، يا إلهي ما هذا العدو الوحشي الذي نواجهه وما كل هذا التعطش للدماء!".

وتابعت عيد فى تصريح خاص لـ"الدستور"، "رائحة الموت في كل الأزقة وأصوات نحيب النساء، ظننت للحظة أن العدوان انتهى ولكن ما يوجد على أرض الواقع يدحض هذه الكذبة التي نواسي بها أنفسنا، فنحن أمام معركة أخرى قد بدأت للتو، معركة وأد الجراح، وكعادتها ستنجو غزة وستحيا من جديد تماما كطائر العنقاء، ستعود أقوى وأجمل وأكثر بهاء".

أحلام عيد


محمود عليان: غزة تعرضت لأبشع عدوان مر بتاريخ البشرية

فيما قال محمود عليان موظف من الشيخ رضوان، إن شعورنا فى اليوم الثاني بعد العدوان كان شعور حزين ومؤلم، وخاصة أن البيوت مهدمة بالشكل الرهيب جراء القصف.

أضاف عليان فى تصريح لـ"الدستور"، أن هناك حالة من الحزن تسيطر علينا بسبب عوائل الشهداء والحزن على الاسر التي استشهدت بالكامل، وعلى الاطفال الذين سقطوا شهداء، فمدينتنا تعرضت لأبشع عدوان مر بتاريخ البشرية.

وأشار عليان إلى أن الحياة الاعتيادية بدأت بجلب متطلبات الأهالى من حيث الاحتياجات الضرورية، أيضا بدأت حملات لتنظيف اثار الدمار بالمنازل وبدأت بالتنظيف للبيوت والمؤسسات التي لم تتعرض للقصف المباشر.

وتابع عليان "الاثار النفسية للعدوان الإسرائيلى ستبقى موجوده وبالتحديد استشهاد الأطفال الأكثر ألما ووجعا".

محمود عليان

زكريا بكر: الأمور فى الميدان هادئة

قال زكريا بكر، رئيس اتحاد لجان الصيادين بقطاع غزة ومسؤول وحدة الرصد والتوثيق للجرائم الإسرائيلية بحق الصيادين، ما زالت الامور فى الميدان هادئة، فى اليوم الثانى من التهدئة واتفاق وقف اطلاق النار برعاية القاهرة.

وتابع بكر فى تصريح خاص لـ"الدستور"، "مازال شعبنا يحاول تضميد الجراح بإقامة بيوت عزاء للشهداء والبحث عن المفقودين، وخاصة أنه يوم امس تم انتشال ١٨ شهيد وطفلة من تحت الانقاض".

وأكد بكر أن حجم الدمار والخراب كبير جدا جدا قياسا بالحروب السابقة وما زالت الناس تتفقد الخسائر وزيارة الشهداء والجرحي".

وحول قرار عودة الصيد مرة أخرى فى اليوم الثانى للتهدئة، قال بكر ما زال الاحتلال يمنع الصيادين من دخول البحر، لكن ما تم صباح اليوم هو قرار من الداخلية بقطاع غزة لعودة الصيد مرة أخرى.

وأشار بكر إلى أن هناك تخوف من الصيادين من ممارسة الصيد، وخاصة أنهم سيكونون فريسة لقوات الاحتلال، لافتا إلى أن هناك عمليات صيد للمراكب الصغيرة فى المناطق القريبة من الشواطئ وبعيدة عن الحدود".

وأوضح بكر أنه قام بزيارة لمواقع البيوت المدمرة لمواساة الأهالى ولتفقد أحوال الأهل والأصدقاء.

زكريا بكر