رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تقدم مصر للمركز الـ30.. ما أهمية البحث العلمي وهل «كورونا» حافز له؟

كورونا
كورونا

من خلال المؤشر العلمي شيماجو المتخصص في تصنيف الدول وفق النشر العلمي الدولي والذي يعتبر هو المرجع الرئيسي للدول في قياس مدى تقدمها في البحث العلمي وفي أي مرحلة تقف الآن، مصر احتلت المرتبة الأولى على مستوى إفريقيا في النشر العلمي الدولي وتفوقت على كل دول القارة السمراء بإجمالي 32323 بحث دولي.

واستطاعت مصر أن تصل إلى المركز الـ30 خلال عام 2020 من إجمالي 234 دولة حيث تقدمت 4 مراكز بعدما كانت في المرتبة 34 في عام 2019.

وهذا الإنجاز الهائل الذي حققته مصر كانت له مقدمات كثيرة منها  إعلان جامعة ستانفورد الأمريكية قائمة أعلى ٢٪ من علماء العالم الأكثر استشهادًا في مختلف التخصصات، وضمت أسماء ٣٩٦ عالمًا مصريًا من مختلف الجامعات والمراكز البحثية؛ فى مختلف المجالات الأدبية والفنية والعلمية. 

ـ البحث العلمي يخلق ثقافات ومعرفة جديدة

يقول الدكتور كمال عبدالنبي، أستاذ فيزياء الجوامد التجريبية بقسم الفيزياء فى كلية العلوم بنين بأسيوط جامعة الأزهر، والذي تم إدراجه  ضمن قائمة جامعة ستانفورد الأمريكية لأعلى ٢٪ من علماء العالم، إن البحث العلمي يحقق الكثير من المنافع للمجتمع الإنساني في شتى المجالات الصناعية والحيوانية والزراعية،  وبالتالي فإنه يعود على المجتمع بفوائد كثيرة وتقدم تكنولوجي يواكب التطور والحداثة التي نعيش فيها بحيث تسهم في توفير احتياجات البشرية. 

وأوضح عبدالنبي، في تصريح لـ"الدستور"، أن تطور الصناعة في الكثير من دول العالم لم يك ليتم لولا الابحاث العلمية التي تواكبها لمعرفة كل جديد، كذلك تطور الزراعة باستخدام الطرق الرى الحديثة وباستخدام الخلايا الشمسية فقط، كذلك التطور في أصناف الزراعة نفسها.

وعن أهمية البحث العلمي للفرد والمجتمع، أشار إلى أن البحث العلمي يخلق ثقافات ومعرفة جديدة  حيث ترفع الأبحاث العلميّة فُرصه من مستوى المعرفة والوعي العام لدى الباحث والمجتمع، كما تكمن أهمية البحث العلمي باعتباره أحد مصادر زيادة براءآت الاختراعات في شتى المجالات وإنجاح الكثير من الأعمال والمشاريع التجارية والصناعية والزراعية.

واستكمل أن البحث العلمي يساعد في تنمية اقتصاد الدول، وفي تقديم رؤية عن المستقبل واتجاه سير المجالات المعرفيّة وكيفية تطويرها، ومساعدة الناس على فهم ورؤية الكون بشكل أوضح، ومساعدة الباحث العلمي على تفعيل العقل للتعرّف على ما يحدث في أماكن مخفيّة عن الأنظار.

وكان قد تم تكريم الدكتور كمال ضمن قائمة علماء العالم عن مجموعته البحثية التي كانت تركز على تحضير العينات الزجاجية بجميع أشكالها، وبالطرق المختلفة، سواء فى صورة مجسمة أو أغشية رقيقة، وتحضير الأغشية الرقيقة ودراسة خصائصها الكهربية والكهروحرارية والكهروضوئية. 

ـ كورونا كان السبب في تشجيع البحث العلمي بقوة 

وقال الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز القومي للحق في الدواء، إنه يمكن القول إن مصر استطاعت تحقيق هذه المكانة المتميزة في مجال البحث العلمي نتيجة البنية التحتية المؤهلة والمتوفرة بالفعل مع موجود علماء واطباء وباحثين على قدر عالي من العلم، موضحًا أنه رغم أزمة كورونا والتداعيات السلبية له الا أنه كان سببًا في تشجيع مجال البحث العلمي وتحفيزه لمحاولة معرفة طفرات الفيروس وسلالاته وطرق الوقاية منه ومكافحته حتى إيجاد العلاج النهائي له. 

وأوضح أن البحث العلمي هو القادر على تنمية البشرية ومواكبة التقدم وتحقيق التطور والازدهار المطلوب الذي تسعى له أي دولة، فلا يكفي أي تقدم تشهده الدولة في كل المجالات إذا لم يك هناك تقدم وازدهار في مجال البحث العلمي، والدليل على ذلك كم الابحاث العلمية المنتشرة في العالم أجمع لمحاولة تحجيم وإنهاء جائحة كورونا.

وأشار إلى أن البحث العلمي هو ما ساعد في إيجاد لقاح لكوفيد يقي منه حتى إيجاد العلاج النهائي الذي سيأتي هو الأخر من خلال البحوث العلمية المتطورة والمواكبة مصر تملك البنية التحتية والعلماء أهلتها لهذه المكانة في البحث العلمي، كذلك البحوث العلمية المتعلقة بإيجاد طرق الكشف بدقة عالية عن فيروس كورونا أي الكواشف مثل المسحة التشخيصية PCR  ولكن تكون أكثر تقدمية وسهولة في اكتشاف الحالات المصابة.

تقدم ترتيب مصر على مستوى مجالات العلوم المختلفة، ففي العلوم الزراعية والبيولوجية احتلت مصر المرتبة الـ22 عالميا بدلا من الـ28، وفي الكيمياء، أصبحت مصر في المرتبة الـ20 بدلا من الـ22، وفي الطاقة احتلت مصر المرتبة الـ21 بعدما كانت في المرتبة الـ24، وفي مجال العلوم الهندسية احتلت مصر المرتبة 23 بعدما كانت في المرتبة الـ28، وفي العلوم الطبية احتلت مصر المرتبة الـ25 بعدما كانت في المرتبة الـ27، وفي العلوم الفيزيائية احتلت مصر المرتبة الـ30 بعدما كانت في المرتبة الـ33.