رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سلمت إياديكم لا ترفعوها».. عمال النظافة يتحدثون عن مخاطر عملهم

عمال النظافة
عمال النظافة

"لو رفعنا إيدنا يوم واحد، محدش هيقدر يمشي في شوارع القاهرة"، ذلك كان التعليق الأخير لإدارة الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة التي تعمل على رفع نحو 18 ألف طن يوميًا من القمامة داخل الحواري والأزقة، بجانب رفع أعمال "الردش"، فالدور الكبير الذي يقع على عاتق عمال النظافة ضروريًا للغاية، وبالأخص خلال الفترة الحالية التي تشهد أزمة فيروس كورونا.

يتاجهلون خطر الإصابة بعدوى المرض، يتصدون لمخاطر الوباء المتفشي في شوارع القاهرة، يلتزمون الصمت أثناء تأدية عملهم، فقط يكتفون بجمع القمامة، وبالأخص الخطرة منها، التي تحوي كمامات مستهلكة، وعبوات كحول فارغة، وبواقي المستلزمات الطبية التي لا تخلو من أي منزل في وقتنا الحالي.

في السطور التالية، نعرض حكايات عمال النظافة في شوارع القاهرة، والمخاطر التي تهدد حياتهم طوال الوقت، بعد الاختلاط بجميع وسائل انتقال عدوى فيروس كورونا، وكيفية التصدي لها وإزالتها دون ترك أثر، مع مراعاتهم لآليات الوقاية الجيدة من هذه الأدوات الخطيرة.

عبد الحميد علاء، أحد عمال النظافة في محافظة القاهرة، وتحديدًا في منطقة السيدة زينب، يتجه يوميًا لأداء عمله الذي يعتبره بطولي، وأيضًا دورًا كبيرًا في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد، بل إنه استجمع كل تركيزه في الفترة الماضية، منذ ظهور الوباء في مصر، لينجز عمله على أكمل وجه.

يقول علاء خلال حديثه مع "الدستور"، إنه يبحث بشكل متواصل داخل أزقة الشوارع الصغيرة، عن المخلفات التي يمكن أن تسبب ضررًا واضحًا لنقل عدوى المرض، مثل الكمامات التي تم استخدامها من قبل، وألقي بها في الشارع، وهذا الفعل يُعد أكثر درجات الخطورة في مهنتنا، فالتلامس بشكل مباشرة مع هذه الأدوات ينقل العدوى مباشرة.

وبالفعل أصيب عدد من عمال النظافة خلال الفترة الأخيرة بفيروس كورونا، إثر اختلاطهم بالأدوات الناقلة للعدوى خلال تأدية عملهم، رغم كافة الإجراءات الاحترازية التي يتخذونها قبل الذهاب إلى العمل، فهم يقضون 8 ساعات من التجول في الشوارع والحواري، باستقلال سيارة خاصة بالجمع.

وبالانتقال إلى زميله في العمل، محمد سالم، حدثنا طبيعة وظيفتهم، قائلًا: "كُل منا يحمل حقيبته على ظهره، ويبدأ في أعمال جمع القمامة، والبحث الكثيف عن بواقي الأدوات الطبية المستعملة، لجمعها ووضعها داخل السيارة الخاصة بنا، ثم نقلها إلى المكان الذي نتخلص فيه منها".

واستكمل: "نجتمع سويًا في الصباح لتجهيز الأدوات المستخدمة في العمل، من تعقيم السيارة ووضع عبوات الكحول بها، لتأمين الوضع العام داخل السيارة كل فترة وجيزة، ثم ارتداء الكمامات الطيبة، والقفازات التي يمكنها التلامس مع الأدوات الخطرة، حتى نتابع عملنا الدوري بالأماكن المحددة لنا".

اختتم العامل حديثه، ناعيًا رفقائه في العمل، ببالغ الحزن والآسى، الذين خطف الفيروس أرواحهم، وكانوا خير قدوة ومثل لجميع العاملين في مهنة النظافة، آملًا أن تنتهي فترة الوباء، ويحل الأمان على منازل مصر.