رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير الريدي يوثق رحلته بعد افتتاح مكتبة مصر العامة بعزبة البرج

السفير الريدي
السفير الريدي

قال السفير عبد الرؤوف الريدي رئيس مجلس إدارة مكتبات مصر العامة، إنه عندما افتتح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء مكتبة مصر العامة بمدينة عزبة البرج بدمياط، تذكر  مشهد عمره خمسة وستون عاما ولكنه بقي محفورا في ذاكرته حتى الآن، يوم أن غادر في أول رحلة له خارج مصر إلى نيويورك ليكون ملحقا دبلوماسيا ببعثة مصر لدى الأمم المتحدة وكان ذلك في الأسبوع الأخير لشهر سبتمبر 1955، وكانت تلك بداية الرحلة الدبلوماسية له في فبراير عام 1960، ثم سافر مرات عديدة سواء إلى آسيا سفيرا في باكستان،  أو في أوروبا مرتين كلاهما في جنيف إلى أن عاد من آخر منصب شغله أي منصب سفير مصر لدى الولايات المتحدة نوفمبر 84 – يوليو 92 ثم سافر بعد ذلك  سواء للاشتراك في ندوات أو مؤتمرات أو إلى غير ذلك من نشاط فكري في إطار زيارات نظمها المجلس المصري للشئون الخارجية أو إلى غير ذلك من مؤتمرات.

وأضاف السفير الريدي أنه ولأسباب شخصية بحتة، قد توقف سفره في هذا الإطار منذ ظهور وباء كوفيد 19، ولكن لم يكن هناك لأي من هذه السفريات طعم السفرة الأولى، وعبر الأعوام الخمسة والعشرين الماضية بدأت رحلة ملأت حياته لم يكن يتوقعها بل ولم تخطر على باله قبل أن يبدأها، وتلك هي رحلته الثقافية التي بدأت في عام 1994 باختياره رئيسا لمجلس إدارة مكتبة مصر العامة وهو عمل تطوعي ليس له أي مقابل مادي ولكنه أصبح يملأ عليه حياته واليوم حين يستعرض ما تم في هذه الرحلة الثقافية في مجال المكتبات العامة وكيف أننا نستعد اليوم لافتتاح المكتبة العشرين من مكتبات مصر العامة، وافتتاح هذه المكتبة ذات الرقم العشرين ليمثل له إنجازا استثنائيا،فهذه المكتبة في بلدته التي تركها وهو ابن السابعة عشر ليعود إليها وهو في أواخر الثمانينات من عمره لافتتاح هذه المكتبة المتفردة.

وقال الريدي: عندما ذهبت إلى عزبة البرج للمشاركة في افتتاح مكتبتها شعرت وكأنني عائد من الرحلة الكبيرة التي بدأت بنيويورك في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 1955، حيث قال :عندما تركت عزبة البرج آنذاك كان الحال غير الحال، واليوم أعود لأجد المياه الجارية وقد ملأت المواسير والكهرباء ملأت بنورها البيوت والمحلات والشوارع،واليوم أعود وقد انتشرت المدارس الابتدائية في عزبة البرج والبلاد المحيطة بها،ولم يعد أبناء عزبة البرج محتاجين للسير على الأقدام إلى المدرسة بدمياط عندما تهطل الأمطار وتتعطل الطرق وبالمدينة العتيدة دمياط توجد جامعة واحدة،يرأسها ابن من أبنائها بعد أن أصبح علما في مجاله العلمي،كما أعود لأرى رأس البر في البر الغربي وقد تحولت إلى مدينة عامرة بالمرافق أعود لأرى سفن الصيد وقد تحولت جميعها من سفن تعمل بالشراع لسفن تعمل بالموتور، وكذلك الحال بالنسبة لسفن النقل، بل لتكون هناك ميناء جديدة وممتازة تقارن مواني البحر المتوسط،تؤمها سفن الحاويات وتتوافر فيها صناعات هامة في مجال غاز البحر المتوسط وتسييله ونقله.

وتابع الريدي: لم تعد دمياط مجرد مدينة تاريخية بل أصبحت مدينة تصنع التاريخ وأعود للتفكير في كيف كانت البداية بداية قصة مكتبة مصر العامة بدمياط التي تتفرع عنها اليوم مكتبة عزبة البرج،فكم كانت دمياط محظوظة بعدد من المحافظين المثقفين الموهوبين والذين يحلمون بأن ينشروا الثقافة في دمياط،حيث يرد إلى ذهني هنا ثلاثة محافظين الدكتور عبد العظيم وزير الذي بدأ التعاون معه لإنشاء مكتبة دمياط،ثم جاء المحافظ المبدع الدكتور محمد فتحي البرادعي الحائز على درجة الدكتوراه من كلية Beaux Art بباريس وليكون هو المحافظ الذي أسس مكتبة عزبة البرج ليختار الموقع المطل على النيل وبصدر قرار التخصيص ويرسم بريشته العبقرية الكيان المعماري لهذه المكتبة، ثم تأتي الدكتورة منال عوض لتكون هي المحافظ الذي أتم هذه المكتبة وأخرجها إلى حيز الوجود وكم هي محظوظة مكتبة عزبة البرج والبلاد المجاورة لها محافظا يضع أساسها ومحافظا يتمها ويستكملها ويعقد اتفاقا مع منظمة الأمم المتحدة لإقامة هذه الحديقة البديعة حولها.