رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف عرفة يرد على «عبد الله رشدي»: لماذا يريد الرجل وترفض المرأة؟

شريف عرفة
شريف عرفة

الاغتصاب الزوجي، القضية الأكثر إثارة للجدل في الفترة الأخيرة، بعد تناولها في مسلسل «لعبة نيوتن»ـ ثم تعقيب الداعية الديني عبد الله رشدي الرافض لمصطلح الاغتصاب الزوجي، ردا على ذلك طالب الكاتب شريف عرفة، المتخصص في علم النفس الإيجابي، على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك من عبد الله رشدي أن يقرأ كتابه الأحداث، «لماذا يريد الرجل وترفض المرأة»ـ بالتأكيد سيدرك حجم الخطأ الذي صدره للمتابعين برفضه لذلك المصطلح.

"لماذا يريد الرجل وترفض المرأة؟" الكتاب الأجرأ للكاتب شريف عرفة، صدر عن دار نشر "الدار المصرية اللبنانية"، والذي صادف صدوره، قبل شهور من عرض مسلسل لعبة نيوتن.

وفي كتابه يوظف شريف عرفة أدوات علم النفس الايجابي لتحليل واحدة من أكبر الأزمات التي يعاني منها الرجل الشرقي، والمرأة الشرقية أيضا؛ وهى التعامل مع الجنس باعتباره مسألة (عيب) يخشى الناس الخوض فيها علانية، وتشتهر الجلسات السرية بكل ما لذا وطاب من الحديث عن الجنس، لكنه حديث مفعم بالأخطاء التي أصبحت من كثرة ترديدها حقائق في الذهنية الشعبية، لكنها حقائق تنتهي بالعلاقة الأسرية إلى ساحات المحاكم في الغالب!

هل  تعاني من رغبتك الجنسية الدائمة في مقابل رفض المرأة، وأقصد بها الزوجة هنا؟ هل تشعر في نهاية العلاقة بالسعادة الحقيقية؟ وهل تأكدت من الطرف الآخر إن كان يرغب في استمرار العلاقة بالشكل الذي حددته أنت في بدية الزواج؟ هل تأكدت من صحة المعلومات الغزيرة التي ألقاها الأصدقاء على مسامعك فيما يخص الخبرات الجنسية وأنت مقبل على الزواج؟ هل فكرت ولو للحظة أن تسأل من ألقى عليك تلك المعلومة من أين جاء بها؟ 

السؤال الأخطر هنا، هل ترغب فعلا في تجنيب نفسك استلام دعوى خلع بعد شهور من زواجك؟ إجابات عديدة لأسئلة تراودك وأخرى لم تفكر فيها أوردها شريف عرفة في واحد من أهم كتبه بالفعل، التي تميز بها عرفه خلال السنوات الأخيرة، كتب تدرك أهمية علم النفس الايجابي، والتنمية الذاتية، وتطوير الشخصية، وتهرب من سيطرة خرافات تلبست عقولنا لسنوات، عن حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة!

الكتاب الصادر مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية، جاء في 380 صفحة وعشرون فصلاً، تناولت حياتنا الجنسية بالكامل، تناولا جديدا على تلك النوعية من الكتب، التي رسخت في الذهنية العربية أنها للاثارة الوهمية وتحقيق المبيعات وفقط، غير أن المؤلف في ذلك الكاتب دلل على كل كلمة تضمنها كتابة بالعديد من الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة التي وضعت جانبا الخرافات المتعلقة بتلك المسألة.

في كتابه عن الدار المصرية اللبنانية هرب شريف عرفه من التعامل مع المسألة بمنطق الناصح الأمين، أو منطق رجل الدين الذي يقول افعل ولا تفعل، لكنه عرض المعلومة العلمية مصحوبة برأي علم النفس الايجابي، وترك للقارئ استجلاب حقيقة المسألة بنفسه، وفي نفس الوقت لم يتجاوز عرفه تقاليد واعراف ودين المجتمع الذي يخاطبه؛ نستطيع أن نقول أن شريف عرفه قدم السهل الممتنع في كتابه، بتقديمه للعديد من الاجابات المتعلقة بمسألة مهمة مثل العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، تاركا الوصول للنهاية المنطقية للقارئ وفقط، مراهنا على فطنة القارئ، وأنه مؤكد يرغب بالفعل في علاقة سعيدة بالمرأة التي يحبها!

تعامل عرفة مع ثنائية العلاقة في كتابه، بوضع فصليين متوازيين لكل إجابة، عن الرجل مرة، وعن المرأة أخرى، يتخللهما العديد من الفقرات عن رأي ورؤية علم النفس الايجابي، والأبحاث العلمية حول المسألة، متبعا أسلوبا تصاعديا غاية في الذكاء في تناوله لقضية بمثل تلك الحساسية، قضية لماذا يريد الرجل وترفض المرأة؟؛ فهو يبدأ من نقطة الصفر في المسألة بطرح سؤالا بديهيا، لماذا نمارس الجنس؟ ثم يقدم تعريفالغريزة الرجل، وغريزة المرأة، وماذا يجذب الرجل، وماذا يجذب المرأة؟ ثم تتوالى الأسئلة والاجابات، مخترقا جميع ممنوعات الحديث في تلك المسألة، مزيلا تلال من الغبار شابت كل ما له علاقة بالمسألة الجنسية في العلاقة بين الرجل والمرأة.

عن الكتاب يقول أحمد عكاشة، الرئيس الأسبق للجمعية العالمية للطب النفسي: "أبدع المؤلف في كتابه، مرجعية الكتاب علمية مبسطة، ليدرك القارئ أن العلاقة الزوجية والجنسية غالبيتها عقلية وعاطفية أكثر منها ارتواء جنسي، وحينما يصف المؤلف كل مكونات العلاقة الجنسية فهو يستخدم كلمات حضارية ليس لها علاقة بالشائع من ألفاظ تخدش الحياء.. إن الكتاب تطبيق ثقافي معرفي لعلم النفس الإيجابي سيفيد الكثير من القراء".

كلمات عكاشة وصفت مناطق قوة الكتاب بالفعل، فأنت تقرأ كتاب بمرجعية علمية، لكنه في نفس الوقت يصلح أن يقرأه الجميع بسبب تقديمه بشكل مبسط، أو ما نستطيع أن نطلق عليه السهل الممتنع، وهى المسألة التي برع فيها المؤلف في جميع كتبه السابقة.

لا ينكر الكتاب حقيقة المتعة الجنسية وأهميتها، بل وضرورتها لحياة سعيدة بالفعل، لكنه يضعها في إطارها الصحيح، حتى لا يريد الرجل وترفض المرأة في يوم من الأيام، وحتى تكون العلاقة أكثر امتاعا، وسعادة، ولا تتحول إلى الاغتصاب الزوجي، ورغم حساسية موضوع الكتاب إلا أن المؤلف لم يسقط في هاوية الكلمات المبتذلة الشائعة في وصف تلك العلاقات، بل استخدم كلمات حضارية علمية أوصلت المعلومة بشكل صحيح وواضح دون أدنى ابتذال، وهي مسألة مهمة في عملية ضحض الخرافات التي اشتغل عليها المؤلف في كتابه؛ فالعلاقة الجنسية التي ترسخ في أذهاننا أنها مسألة حساسة أخلاقيا وأصبحنا نستخدم في جلساتنا السرية كلمات مبتذلة في عملية وصفها جاء عرفة بكتابه ليوضح للقارئ أنها علاقة سامية بالفعل، وليست مبتذلة، مؤكدا في كتابه أننا سقطنا لسنوات في بئر الخرافة الذي سيطر على كل ما يتعلق بتلك المسألة!

غلاف الكتاب

لماذا يريد الرجل وترفض  المرأة
لماذا يريد الرجل وترفض المرأة