دراسة: شعور الشخص بصغر السن يحميه من الشيخوخة

كشفت دراسة جديدة صادرة عن جمعية علم النفس الأمريكية (APA)، أكبر منظمة علمية نفسية في الولايات المتحدة، أن كبار السن الذين يشعرون بأنهم أصغر سنًا من عمرهم الفعلي يتمتعون بمزايا وفوائد صحية؛ تشمل مهارات تفكير أقوى واحتمالات أقل لزيارة المستشفى، وعمر أطول بشكل عام. 

وتقول الدراسة، التي نشرت في مجلة "علم النفس والشيخوخة" ، أن الشعور بروح الشباب وشعور كبار السن بأنهم أصغر سنًا مما هم عليه في الواقع، يمكن أن يحميهم من التدهور الصحي وظهور علامات الشيخوخة والتقدم في العمر، مقارنة بأقرانهم الذين يشعرون بعمرهم الفعلي. 
وأوجدت الدراسة أن مدى شعور الشخص بالعمر من الداخل ، والذي حدده مؤلفو الدراسة على أنه "العمر الشخصي" للفرد، قد يدعم تمتعه بصحة أفضل لما يحمله من تأثير في مكافحة الإجهاد والتعب العام، في كل من البالغين في منتصف العمر وكبار السن.

ويقول فريق البحث أن الشعور بالإجهاد، وخاصة الإجهاد المزمن طويل الأمد ، يؤدي إلى إحداث فوضى في الجسم وعملياته، بينما الشعور بأن الشخص أصغر سنًا مما هو عليه  بمثابة "حاجزا قويا " ضد الآثار الجانبية الأكثر ضررًا المرتبطة بالإجهاد والتوتر، والذي بدوره يؤدي إلى التدهور العام في الصحة. 

وقام باحثون من المركز الألماني لعلم الشيخوخة، بتحليل البيانات الخاصة بأكثر من 5000 شخص فوق سن الأربعين ، والتي تم جمعها على مدار ثلاث سنوات، وقام كل شخص بملء سلسلة من الاستطلاعات التي تسأل عن مستويات التوتر اليومية لديهم ، و "صحتهم الوظيفية" - التي تشير إلى قدرة الفرد على المشي ، وممارسة الرياضة، إلى جانب أنشطته اليومية المفضلة.

 وطرح الباحثون على جميع المشاركين في الدراسة سؤال: "ما هو عمرك الذي تشعر به؟"
و أظهرت نتائج الدراسة أن المشاركين الذين أفادوا بأنهم يشعرون بأنهم أصغر من عمرهم الفعلي أثبتوا مستويات ضعيفة في علامات التوتر والإجهاد العام والتدهور الصحي، مشيرة إلى أن الشعور بالشباب يتعلق بالاعتقاد بأنه لا يزال بإمكان الشخص عيش حياة منتجة ونشيطة حتي وان كانت أعمارهم كبيرة.

 
َوحذر الدكتور ماركوس ويتشتاين، المؤلف الرئيسي للدراسة، من خطر الإجهاد في تدهور الصحة الوظيفية ، لا سيما بين الأفراد الأكبر سنًا ، مشددا على دور الدعم الصحي والتخفيف من الإجهاد في سن أصغر لتجنب الشعور بمزيد من أعراض الشيخوخة عند الكبر.