رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طاقة مهدرة

بيزنس الطاقة المضروبة.. ضحايا الألواح الشمسية المغشوشة يتحدثون لـ«الدستور»

الألواح الشمسية
الألواح الشمسية

في صباح يوم 7 مارس الماضي، توجه الحاج "إسماعيل سالم" مُزارع في محافظة المنيا إلى أرضه الزراعية ليبدأ يوم عمل جديد، إلا أنه تفاجئ بانفجار شديد أصاب محطة الطاقة الكهربائية الخاصة به، وحطم جميع الألواح الشمسية التي ابتاعها منذ 6 أشهر وبلغت خسارتها أكثر من 600 ألف جنيهًا، دون أن يعلم سبب واضح لذلك رغم أنه يمتلك ضمانًا عليها لمدة ثلاثة أعوام.


"سالم" هو واحد من ضحايا كثيرون، لجأوا خلال الفترة الأخيرة إلى استخدام الطاقة الكهربائية الموجودة في الألواح الشمسية بديلًا عن الكهرباء في منازلهم أو مشاريعهم الخاصة، إلا أنه وقع في فخ أكبر حين طرق أبواب الشركات المتخصصة في بيع وتجارة الألواح الشمسية داخل مصر.


الفخ الذي وقع فيه "سالم" وغيره، هو أن تلك الشركات تبيع ألواح مغشوشة لا يمر وقت طويلًا عليها حتى تنفجر وتفسد، ما يؤدي إلى خسائر ضخمة للمواطنين، "الدستور" تحدثت في التقرير التالي مع عدد من ضحايا تلك الألواح الشمسية.


يروي "سالم" أنه تعاقد مع شركة تدعي إنها رائدة في مجال تجارة وتركيب الألواح الشمسية، بعدما أعطته ضمان أكثر من ثلاث سنوات، ودفع 600 ألف جنيهًا ثمنًا للألواح الشمسية وتركيبها، لم يُمر سوى 6 أشهر على عملية الشراء حتى انفجرت تلك الألواح الشمسية مع ارتفاع درجة الحرار.
والبعض الآخر انكسرت واجهته الأمامية والزجاج المصنوع منه، وبدأت في تسريب المياه وحدوث نوعًا من الماس الكهربائي عند محاولة غسل الألواح.
الألواح انفجرت رغم أن عمرها الطبيعي وفقًا للعقد المبرم يصل إلى أكثر من 25 عامًا، وصُنعت خصيصًا لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهربائية، بيد أنها لم تتحمل ارتفاع درجة الحرارة في الفترة الأخيرة. 


واقعة مُشابهة تعرض لها الحاج "إبراهيم الغندور" في منطقة الواحات، حين تعاقد مع شركة مصرية -تحفظ على ذكر اسمها-، لإنتاج الألواح الشمسية، قامت بتركيب محطة كاملة له على أرضه الزراعية لتحويل الشمس إلى كهرباء ودفع 800 ألف جنيهًا.
بعد ثلاثة أشهر تفاجئ الرجل بالألواح تسرب مياه خارجها، بل نشب فيها ماس كهربائي كاد أن يودي بحياة ابنه الصغير، يضيف أنه ذهب إلى الشركة في مقرها وحاول تكسيرها لاسترجاع حقوقه المالية إلا أن مجهوداته ذهبت بلا جدوى.


فادي ماهر، مدير التسويق والمبيعات بشركة "Cairo Solar" للطاقة الكهربائية، أكد أن أغلب شركات بيع الألواح الشمسية تقوم بتصنيع الألواح في الصين باستخدام مواد رديئة ومن ثم تجميعها وبيعها داخل مصر على اعتبار أنها مطابقة للمواصفات إلا أنها في الحقيقة مغشوشة.


ويوضح لـ"الدستور"، أن الألواح المغشوشة لا تستمر أكثر من عام وبعدها تبدأ قراءات الطاقة تقل وانتاجها يضعف ومن ثم تضرب في صناعة الألواح في مصر وتعطيها سمعة سيئة تلاحقها.
ويشير إلى أن مصر ليس لديها صناعة للألواح الشمسية ولكنها تقوم بتجميع فقط في الخارج وتستخدم مواد ردئية وتدخلها إلى مصر، لافتًا إلى أن هناك 10 شركات عالمية لا بد أن تكون الشركة المصرية تتعامل مع إحداهم في الخارج حتى يكون إنتاجها مضمون، وهناك نحو 32 شركة مصرية فقط حاصلة على تأهيل من هيئة الطاقة المتجددة.


وعن كيفية معرفة الألواح المضروبة من السليمة، وفقًا له لا بد أن يكون "الانفرتر" أو المحول والشاسية صناعات ألمانية أو سويسرية، لأن ما دون ذلك يكون مُصنع بمواد رديئة خارجيًا، كذلك فهناك ضرورة للاعتماد على الألومونيوم وليس الحديد لاتقاء شر الجلفنة والخلط والصدأ.


ويضيف أن من بين المواد الرديئة المستخدمة، كابلات "AC" العادية وليست الخاصة بالطاقة الشمسية التي تستخدمها الشركات، وأيضًا وصلات "MC4" التي تضعف الألواح وتجعلها عرضة لأي ماس كهربائي او تسرب المياه وتقل القراءات وتتعرض للكسر السريع، وكل ذلك يمر في الجمارك دون رقابة.
ويبين أن شركات "بير السلم" انتشرت مؤخرًا بشكل كبير في تلك الصناعة، تقوم بالتجميع والتركيب دون رقابة وبلا تراخيص، مشيرًا إلى أن الشركات تقوم بضرب شهادات التأهيل والجودة والضمان التي تؤخذ من هيئة الطاقة المتجددة والجودة.


لم يختلف الوضع كثيرًا حين أراد "شهاب محمود"، صاحب مزرعة بمحافظة المنيا، تركيب ألواح شمسية لتشغيل مزرعته؛ تخفيفًا من أحمال الكهرباء، فلم يجد سوى مكتب معروف عنه تخصصه في بيع الألواح الشمسية.
قام المزارع بتركيب ألواح تُنتج ٥ وات، معللًا ذلك بأن زيادة عدد الكيلو وات سيزيد من سعر الألواح، غير واضعًا في اعتباره معايير أخرى مثل جودة اللوح وقدرته على تحمل المعدات التي سيتم تشغيلها من خلال تلك الألواح.
وكانت النتيجة أن تلك الألواح لم تقدر سوى على نصف الأحمال الموجودة في المزرعة فقط، ما اضطره للبحث عن مهندس متخصص في المجال لإصلاح ما أفسده هذا المكتب، والذي اكتشف أن غرضه الربح المادي فقط.