رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الشريحة الأشد فقرًا».. كيف علق اللاجئين على بيان منظمة الأونروا وعودة المعونات؟

عودة المعونات
عودة المعونات

أعلنت منظمة الإغاثة الأونروا أن المساعدات النقدية للاجئين الفلسطينيين من سوريا، والمساعدات الفصلية للاجئين المسجلين في شبكة الأمان الاجتماعي سوف تصرف في أقرب وقت ممكن في شهر مايو، وسيتم صرف المساعدات عبر شركة خدمات مالية إما بالدولار الأمريكي أو ما يعادله حسب سعر الصرف بالسوق.

ووجهت منظمة الأونروا بالشكر إلى المستفيدين من اللاجئين لصبرهم وتفهمهم وأعربت عن أسفها في بيان رسمي، للتأخير الناجم عن تغيير العقد مع المصرف وإنجاز ترتيبات مالية آخرى، من شأنها أن تسمح للأونروا بتحقيق أفضل سعر صرف لصالح اللاجئين لقاء الأموال التي يتم تأمينها لمساعدتهم.

ووعدت المنظمة بإصدار بيان في القريب العاجل مفصل يتضمن التفاصيل المتعلقة بكيفية سحب المستحقات والشركة المالية المتعاقدة معها وأماكن سحبها حتى يستطيع اللاجئين صرف تلك المستحقات والمعونات التي يتلقوها من المنظمة.

ويعيش لاجئوا فلسطين وسوريا في لبنان وبعض الدول الآخرى داخل المخميات معاناة شديدة منذ جائحة فيروس كورونا، إذ يعتمدون على المساعدات المالية التي تأتي لهم من منظمات الإغاثة الدولية ويوفرون بها أقل إجراءات الآمن للوقاية من الوباء العالمي.

لكن مرت تلك المساعدات بالعديد من قرارات الوقف، وتردت أوضاعهم منذ إعلان وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين الأونروا تعليق عمليات توزيع المساعدات الإغاثية النقدية على اللاجئين حتى إشعار آخر، وسحب الأموال التي ترسل لهم من مراكز تحويل الأموال.

موسى أحمد، لاجىء فلسطيني، عمره 29 عامًا، يعيش في مخيم عين حلوة جنوب لبنان، قال: “الإغاثة النقدية التي نأخذها من الأونروا هي بدل للإيجار بالمخيم الذي نعيش فيه، وبدل التغذية لكل اللاجئين النازحين من سوريا وفلسطين في لبنان”.

أضاف: "المساعدات تأخرت منذ شهرين، وإعلان الأونروا وقف المساعدات تم الإعلان عنه مؤخرًا، إلا إننا نعاني منذ فترة طويلة بسبب انقطاع المساعدات، لأن النازحين يعتبرون تلك المساعدات هي المورد الأساسي لهم خاصة مع الشلل الاقتصادي الذي أصاب العالم جراء فيروس كورونا".

تابع: "كما أن لبنان تم غلق فيها كل الطرق وارتفع سعر الدولار ثم جاءت الجائحة التي لها بالغ الآثر على المخيمات، أقله هو توقف كامل للعمل للاجئين الفلسطيين بالمخيمات اللبنانية، وأدى ذلك إلى دخول عائلات كاملة تحت خط الفقر الشديد، وتبلغ مساعدة الأرنروا للعائلة الفلسطينية المكونة من 3 أفراد 270 ألف ليرة لبنانية شهريًا وهي موحدة ولا تزيد".

أشار: "ومنذ ظهور فيروس كورونا وتقوم الأونروا بعمليات توزيع لكنها غير كافية بعد الإعلان عن التعاقد مع شركة BOB Finance ، والتي لا تضخ مساعدات بالشكل الكافي في مكاتبها بلبنان، وتتأخر في توفير المساعدة المالية الشهرية التي يسحبها النازحين من المكاتب كل شهر". 

ياسر حربي، لاجىء فلسطيني ثلاثيني العمر، يعيش في مخيم عين الحلوة أيضًا، رأى أن وقف المساعدات هو أمر كان متوقع بسبب الجائحة الاقتصادية التي يمر بها العالم أجمع في الوقت الحالي، والتي بالتأكيد آثرت بشكل بالغ على المساعدات المالية والغذائية للاجئيين.

أضاف: "منظمة الأونروا حرمت النازحين من أبسط حقوقهم التي اعتادوا على أخذها دون أي مشكلة سجلت لهم منذ قدومهم إلى لبنان، ولا بد من وجود آلية خاصة بالنازحين تخولهم لأخذ مستحقاتهم على وجه السرعة ، حتى وأن تطلب ذلك تغيير شركةBOB Finance ، التي توزع المساعدات عبر مكاتبها في لبنان".

تابع: "المساعدات وقفت في وقت أعلن فيه لبنان منع خروج اللاجئيين من المخيمات الخاصة بهم، في انتظار عودة المساعدات مرة آخرى، وأصبحنا بلا عمل نتيجة الغلق الكامل الذي تقوم به لبنان تقويضًا للجائحة بعد تخطي الإصابات حاجز الألف إصابة".

وتعد مؤسسة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) هي وكالة غوث وتنمية بشرية تعمل على تقديم الدعم والحماية، تقدم لها المفوضية الأوروبية 3 مليون يورو لتقديم المساعدات النقدية الطارئة للاجئين الفلسطينيين المتضررين من الصراع في سورية ويعيشون في الخيم في لبنان.

أبا جاد كردي، 32 عامًا، أحد المقيمين في مخيم عرسال داخل لبنان، قال: "منذ تسع سنوات وأنا في لبنان مع عائلتي، لكن لم تمر علينا أزمة مالية مثل الحالية، بسبب فيروس كورونا ووقف المساعدات المتدفقة في المصارف من غذاء وشهرية".

أضاف: "هناك تقصير شديد من قبل مؤسسة الأونروا اتجاه كل اللاجئين وبالأخص المهجرين من سوريا إلى لبنان، الوضع لم يعد يحتمل ويجب وضع حد لكل من يتاجر بمعاناتنا مهما صرخنا في وجه تلك القرارت والأوضاع التي تتخذ بدون التفكير في أوضاع اللاجئين لاسيما في ظل جائحة مثل تلك التي نمر بها".

تابع: "الأونروا في وقت سابق اعترفت أن المهجرين من سوريا إلى لبنان بأنهم الشريحة الأشد فقرًا وضعفًا، وليس لهم أي سبيل مادي سوى الأونروا، وإذا استمر الحال بهذه القسوة مع انتشار فيروس كورونا والاستعداد أكثر من قبل الحكومة لمكافحة الفيروس منع التجوال وغلق الطرق، فلم يعد أمامنا أي عمل".