رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سياحة وهمية».. منتحلو الصفة يصطادون ضحاياهم عبر facebook

النصب الإلكتروني
النصب الإلكتروني

قبل أيام قليلة، استطاعت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات من ضبط وقائع نصب بشأن انتحال صفة الشركات السياحية والاستيلاء على أموال المواطنين، بعد أن استقبلت بلاغات عدة من أشخاص تم النصب عليهم من قبل منتحلي صفة الشركات السياحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كان المتهم قد أنشأ عددًا من الصفحات على موقع "فيسبوك"، ليعلن من خلاله عن رحلات سياحية داخل البلاد، والتحصل من ضحاياه على مبالغ مالية، وأسفرت جهود فريق البحث أن الشخص مرتكب تلك الوقائع لديه معلومات جنائية، ويقيم بدائرة قسم شرطة مصر القديمة بمحافظة القاهرة.

"الدستور" تواصت مع أحد الأشخاص الذين وقعوا ضحية لمنتحلي صفة الشركات السياحية، بعد أن دفعوا مبالغ مالية مقابل السفر داخل البلاد، ليكتشف في النهاية تعرضه لعملية نصب محكمة، بهدف الاستيلاء على أكبر قدر من الأموال.

في ديسمبر الماضي، تواصل الشاب العشريني، عمر هاشم، من قاطني محافظة الجيزة مع صفحة متخصصة في تنظيم الرحلات السياحية، من أجل قضاء أسبوع في مدينة دهب، برفقة أصدقائه، الذين شجعوه على التواصل مع تلك الصفحة خصيصًا، بسبب سعرها المختلف عن باقي الشركات السياحية الأخرى.

تعجب الشاب في البداية من سعر الرحلة الذي أعلنت عنه الشركة في منشور خاص: "استغربت إزاي 5 أيام في دهب بـ700 جنيه بس"، في حين أن الشركات الأخرى كانت تطلب مبالغ تتجاوز الـ1000 جنيه لقضاء 4 أيام 3 ليالي فقط، غير شاملة الخدمات الخاصة، فقط الإقامة والتنقلات.

حاول صاحب الصفحة المذكورة إقناع "هاشم" بالمميزات المتاحة في برنامج الرحلة، وإضافة خدمات أخرى سعرها كان متقاربًا للغاية من ثمن البرنامج بأكمله، وحين سأله عن سبب اختلاف الأسعار لديهم، قال: "إحنا بننافس الشركات التانية بأسعارنا، ولو دخلت الصفحة هتلاقي ناس كتير بتشكر في شغلنا".

بالفعل توجه الشاب لقراءة التعليقات حول الخدمات التي تقدمها الشركة، وتبين أن هناك عدد كبير من الأشخاص الذين تعاملوا معهم من قبل، وتحدثوا أيضًا عن جودة الخدمات الترفيهية التي توفرها الشركة، لكنه لم يكن يعلم حينها أن تلك الحسابات وهمية، ما هي إلا طُعم لاصطاياد ضحاياهم.

في النهاية، اقتنع "هاشم" ببرنامج الرحلة، واتفق مع الشخص الذي يراسله عبر "فيسبوك"، بإرسال ثمن الرحلة عبر خدمة "فودافون كاش"، حتى يأتي موعد السفر بعد أسبوعين من الحجز، وفي يوم السفر حاول الشاب أن يتواصل مع الشركة، ليجد جميع أرقامهم غير متاحة، وأيضًا صفحتهم على "فيسبوك" تم حذفها.

لم يجد الشاب وسيلة لاسترداد حقه إلا تقديم بلاغ رسمي لمباحث الإنترنت، حول ما حدث معه من عملية نصب واضحة، مثبتًا ذلك بـالمحادثات التي دارت بينه وبين منتحلي صفة الشركات السياحية المزيفة.
 

بدأت تلك الممارسات الإجرامية منذ سنوات عدة، ففي 2019، تمكنت مباحث الأموال العامة،من ضبط مسجل خطر، لاشتراكه مع زوجته، في إنشاء صفحات وهمية لشركة سياحية على مواقع التواصل الاجتماعي، واستغلالها في الاحتيال بزعم تنظيم رحلات سياحية وترفيهية داخل البلاد.

واستطاع المجرمون حينها حجز غرف فندقية بفنادق سياحية بالعديد من المدن، وقاما بإيهام ضحاياهما بأن الشركة حاصلة على ترخيص من وزارة السياحة لممارسة ذلك النشاط، وبعد سفر ضحاياهما إلى تلك المدن الساحلية، اكتشفوا عدم وجود حجوزات بأسمائهم، لكنهم وقعوا ضحية النصب بالفعل بعد أن أرسلوا للمتهمان الأموال المتفق عليها عن طريق إحدى شركات تحويل الأموال، والتي بلغت أكثر من 163عملية تحويل مالي.

ومن الجانب القانوني، فقد  حدد قانون العقوبات فى الباب العاشر منه، العقوبات المقررة لاختلاس الألقاب والوظائف، ونصت المواد (من 155 وحتى 159) على عقوبة كل من انتحل صفة الغير، لأى غرض بدعوى النصب أو السرقة أو لإنهاء مصالح خاصة، وتصل للحبس والغرامة.

وتصل العقوبة إلى حبس 3 سنوات، وغرامة تقدرها المحكمة على حسب كل حالة على حدة فى حال انتحال شخص لاسم شخص آخر.