رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عن بدايات ليوناردو دافنشي.. رسم شيطان فهرب والده من البيت

دافنشي
دافنشي

في 15 أبريل 1452، ولد ليوناردو دافنشي وهو فنان ومخترع إيطالي كثير المعارف عاش في عصر النهضة، ويشتهر بإنجازاته العلمية واختراعاته، غير أن شهرته العالمية جاءت من لوحاته ورسوماته وأشهرها لوحة الموناليزا، والتي تعد أشهر لوحة رسمت لشخص في العالم، وكذلك لوحة "العشاء الأخير" التي تعد أكثر لوحة دينية أعيد رسمها في التاريخ كافة.

في مجلة الحياة التشكيلية كتبت صفية داوود ١٩٨٣مقالاً بعنوان "ليناردو دافنشي.. حياته وفنه"، قالت فيه عن بداياته إن دافنشي كان يمارس رسم المنظور، وكان علم المنظور لعبة جديدة مدهشة عجيبة أصبحت محور الحديث بين الفنانين وتلامذتهم في مراسم فلورنسا الكبيرة، ولم يكن ليوناردو قد جاوز الـ13 عامًا عندما دفعته مهاراته الفنية ليحاول شئ صعبًا.

أضافت في مقالها أنه "جاء أحد الفلاحين من جيران عائلته يحمل قطعة خشب مستديرة وطويلة اقتطعها من شجرة تين سقطت فوق أرضه قائلا لوالد ليوناردو:
هل تعرف رساما في فلورنسا يصنع لي هذه القطعة من الخشب لتصبح درعا، أنها من خشب طيب. وكانت إجابة الوالد أنه سيدبر الأمر في هذا الشأن، ثم نسي الأمر كله واستقرت قطعة الخشب في المنزل، حتى لاحظ ليوناردو أنها بدأت تتلون فتناولها ثم دهنها بالزيت، وتأكد أنها قد سويت تماما، لم يكن ليوناردو مهتما بها على وجه خاص، لكنه كان صبيا يحب أن يعمل بيديه، على نحو ما يعمل بعقله، ومشاهده والده وهو يعالجها فقال: إنك دائم الرسم فلماذا لا تحاول صنع شيء مفيد، أنظر إذا كان يمكنك تزيين هذا الدرع بشكل مناسب؟.. وكان ذلك تحديا، إذ لم يكن الأب والابن على وفاق في هذه الفترة".

وأكدت صفية داود أن ليوناردو الشاب أخذ قطعة الخشب إلى غرفته، ثم اعتكف على وضع تصميم لرسمته، وكان يجمع كل مخلوق غريب وصغير يقع نظره عليه، في الغابة أو في الجدول، من ضفادع وثعابين وخفافيش وما إليها. وسرعان ما أخذ التفسخ يصيب أجسام الحيوانات الميتة، لكنه كان منهمكا في رسمه إلى حد أنه لم يلق بالا للرائحة الكريهة.

وتابعت "كان يستخدم ملامح مختلفة في رسم الحيوان الوحشي المخيف، الذي كان يرسم على الدرع، في نقل عينا قبيحة من حيوان وفكين كريهين من آخر، وأذنا من ثالث، وأخذ يرسم شيطان يتنفس النار، أتم الرسم ثم انزل الستار على نافذة حجرته، لم يعد ينفذ منها غير شعاع ضئيل يقع على الرسمة، ونادى أباه ليرى".

واستطردت "وقد استغفل والده الذي اعتاد على الرسومات العادية للفنانين، الذين لم يدركوا قواعد رسم المنظور، وظن أن هذا الوحش الشيطاني حقيقة حية، وأنه في طريقه إليه، لدرجة أنه استدار وأخذ يعدو بعيدا، هاربا، وعقله مشدوها لهول ما رأى، وكان هذا انتصارا ليوناردو، فلم يعد الوالد يحط من شئنه، وقد اشترى والده درعا رخيصا من فلورنسا للفلاح، وباع درع ليوناردو بمبلغ ضخم".

واختتمت صفية:"داود كلامها مؤكدة اقتناع الوالد بموهبة ابنه، وضرورة أن يبعث ابنه إلى مراسم فلورنسا ليتعلم الفن، وانتقل هو وعائلته إلى فلورنسا التي كانت مركزا للفن والدي والثقافة".

دافنشي هو فنان ومخترع إيطالي كثيرُ المعارف عاش في عصر النهضة، ويشتهر بإنجازاته العلمية واختراعاته وبأنه كان رسامًا ونحاتاً وأديباً ومعمارياً وموسيقياً ورياضياتياً ومهندساً وفلكياً وجيولوجياً ونباتياً وإحاثياً وخرائطياً. ويقالُ عنه إنه أبُ الهندسة المعمارية وعلم الإحاثة (أي المتحجرات أو الأحياء القديمة)، ويعدّه الكثيرون أعظم رسَّام في التاريخ، ولو أن قلَّة من رسوماته تبقى في زمننا الحاضر.