رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيب: إجراء الفحوصات أمر ضروري

فتيات عانين أمراض مستديمة لإهمالهن اختبارات الزواج

مقبلين على الزواج
مقبلين على الزواج

في محاولة لتقليل نسب الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب، أدرجت وزارة الصحة 3 فحوصات للفتيات قبل الزواج تشمل (الإيدز، الزهري، وفيروس بي) بحيث يمكن إجرائها فى المستشفيات بشكل سريع للمقبلين على الارتباط.

كما تم تخصيص ملف للفحوصات الصحية الخاصة بزواج الأقارب التي سيتم ربطها بمجمع الوثائق الحديث بالعاصمة الإدارية الجديدة، بما يضمن تطوير وتنمية الخصائص السكانية للأسر المصرية.

«الدستور» في السطور التالية تتناول أهمية إجراء الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج، ويؤكد الدكتور محمد سمير، استشاري الأمراض الوراثية، لـ«الدستور»، ضرورة إجراء فحوصات ما قبل الزواج، مشددًا على أهميتها للاكتشاف المبكر للأمراض وعلاجها، وكذلك للحد من الأمراض الوراثية من أجل إنقاذ الأجيال القادمة من الأخطار الصحية التي قد يكون سببها مرضًا وراثيًّا مصدره الأب أو الأم، وتقديم الإرشادات والنصائح الطبية والنفسية للتثقيف الصحي لراغبي الزواج، وأيضًا تسجيل البيانات الناتجة وتحليلها إحصائيًّا، بهدف الخروج منها بنتائج ودراسات تفيد الأجيال المتتالية.

يضيف سمير أن إلزام المقبلين على الزواج بإجراء هذه الفحوصات يوفر الكثير من النتائج الإيجابية، كتشخيص أمراض القلب والكلى والكبد والأمراض التناسلية وعلاجها قبل حدوث مضاعفات، وكذلك اكتشاف ما إذا كانت المرأة مصابةً بضيق الحوض أو بأي تشوهات خلقية قد تعوق الولادة.

وتابع أنه من بين الأمراض الوراثية التي يمكن تجنُّبها إذا تم الفحص بشكل جدي قبل الزواج هي أمراض مثل الأنيميا المنجلية، وهى نوع من الأنيميا الوراثية التي تشكل الإصابة بها خطرًا على الأجيال القادمة، وتنتج هذه الأنيميا عن تغيُّر شكل خلية الدم الحمراء بحيث تصبح هلالية ولزجة، ما يجعلها تتعثر في الأوعية الدموية الصغيرة بصورة تبطئ أو تمنع تدفق الدم والأكسجين إلى أجزاء من الجسم، وهي تؤدي إلى فقر الدم المزمن وتأخُّر النمو وعدم القدرة على مزاولة الأنشطة، وألم حاد في المفاصل والعظام، وكذلك تآكل في العظام خاصةً الركبتين والحوض، وقد تحدث أزمات مفاجئة نتيجة تكسُّر خلايا الدم.
أضاف أنه الثلاسيميا يُعَد من أخطر الأمراض الوراثية التي يمكن تجنُّبها كذلك عن طريق "فحوصات ما قبل الزواج"، ويؤدي إلى إصابة الشخص بعدم قدرة نخاع العظام على تصنيع كميات كافية من خضاب الدم الطبيعي (الهيموجلوبين) فتكون كرات الدم المنتَجة ضعيفة جدًّا،  ويظهر المرض بعد بلوغ الطفل عامه الثاني، ويجعله في حاجة إلى نقل دم متكرر شهريًّا، لذا نوه سمير على ضرورة أخذ اختبارات ماقبل الزواج بشكل جدي،بدلاً من أن تكون مجرد اجراءات روتينية.

وتواصلت" الدستور"مع بعض الحالات التي كانت ضحية عدم الاهتمام بإجراء فحوص ما قبل الزواج، فكان نتيجة ذلك دفعهم ثمناً غالياً برؤية أطفالهم معلولين بعلل مرضية، كثيراً لا يستطيعون إبعادها عنهم.
 

سميرة تزوجت ابن عمها الذي كان يعاني "الصرع"، ودون الخضوع لفحوصات طبية دقيقة تم هذا الزواج، ليثمر عن 3أطفال عانى كل منهم أمراض وراثية فالأول مصاب بـ"تأخر عقلي"، و"محمد" مريض بـ"التوحد"، أما "محمود" فيعاني من "كهرباء زائدة في المخ"، وفق ما ذكرته.

كذلك مروة التي تزوجت من شخص يعاني ضعفًا شديدًا في الرؤية، فأنجبت ابنتيها اللاتي ولدن مكفوفتين:"لو كنت أعلم أن ضعف بصر زوجي من الممكن أن يؤثر على أطفالي كنت فكرت كثيراً قبل الإقدام على هذه الزيجة.

وفي 2008، شهدت مصر حالةً من الجدل تحت قبة "البرلمان" حول ضرورة إجراء فحوصاتٍ طبية كشرط لإتمام الزواج، وانتهى الأمر إلى إضافة المادة رقم "31 مكرر" إلى "القانون رقم 143 لسنة 1994 في شأن الأحوال المدنية"، التي تنص على أنه "لا يجوز توثيق عقد الزواج إلا لمَن يبلغ من الجنسين سن الـ18، ويُشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج للتحقق من خلوِّهما من الأمراض التي تؤثر على حياتهما أو على الزواج وللتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر على حياة كلٍّ منهما أو صحته، أو على صحة نسلهما"، كما نصت على خضوع مَن يوثق زواجًا بالمخالفة لذلك بـ"عقوبة تأديبية"، وهو ما شدد عليه أيضًا "القانون رقم 12 لسنة 1996 بإصدار قانون الطفل"، وكذلك "لائحة المأذونين"، والتي نصت في مادتها الـ33 على أنه يجب على المأذون قبل توثيق العقد أن "يطلع على الشهادات الطبية التي تثبت توقيع الفحص الطبي على الزوجين وفقًا لقرار وزير الصحة رقم (338) لسنة 2008 وإثبات أرقامها بالوثيقة".
 

وتشير دراسة شاركت فيها الدكتورة سامية التمتامي ضمت باحثين من أقسام الأعصاب والطب النفسي في كليتي الطب بجامعة الأزهر وأسيوط، شملت 3 آلاف طفل من أبناء محافظة أسيوط، أعمارهم من عامين إلى 18 عامًا، إلى أن الأمراض الوراثية الأكثر انتشارًا في مصر أربعة أنواع، هي: أمراض الجهاز العصبي الوراثية، وأمراض العظام والأطراف الوراثية، وتشوهات الجسم المتعددة الوراثية، وتشوهات القلب الوراثية، وكل نوع يضم مئات الأمراض، مثل مرض "داون" أو "الطفل المنغولي"،  وتتفاوت نِسَب انتشار المرض في مصر في حديثي الولادة من 1/1000 وحتى 2/1000، وأحد أعراض المرض التأخُّر الذهني، وتبدأ ملاحظته في الشهور الأولى، وتتراوح نسب ذكاء الطفل المصاب به من 40% إلى 80%، ولكن الاكتشاف المبكر للمرض واستخدام طرق التنبيه قد يساعد على رفع نسبة الذكاء إلى 100%.

وتَبيَّن الدراسة أن نسبة التخلف العقلي الوراثي بدرجاته المختلفة بلغت 3.9%، وتم تقسيم أنواع التخلف وفق تنوُّع مسبباته. وهناك أيضًا مرض "العظام الزجاجية"، الذي يُعَد أحد أشهر أمراض العظام الوراثية، وقد يصيب الجنين فيحدث تكسُّر العظام وهو في الرحم، وقد يحدث بعد الولادة عند سن المشي، ويصاحبه صمم أو ضعف سمع، وليونة الجلد، وزرقة في بياض العين.

inbound812913338602846747
inbound812913338602846747