رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف أسباب اختلاف الكنائس في الاحتفال بالصوم الكبير وعيد القيامة

جريدة الدستور

تحتفل طائفة الكاثوليك بالعالم الأحد 4 أبريل الجاري بعيد القيامة المجيد، وفقا للتقويم الغربي إذ تصلى الكنائس الكاثوليكية وكنائس الروم واللاتين والكلدان قداسات العيد ليلة غدًا السبت، إذ يترأس البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، قداس عيد القيامة بساحة سان بيترب الفاتيكان.

فيما يترأس البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا بطريرك القدس للاتين قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة القيامة المجيد بالقدس.

الأرثوذكسية تحتفل بعيد القيامة 3 مايو


تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الصوم الكبير والذي بدأته 8 مارس، ويستمر لمدة55 يومًا تنتهي ليلة سبت النور في3 مايو المقبل، إذ يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

أسباب أختلاف الأحتفال بعيد القيامة والصوم الكبير

فسَّر الأب جورج جميل، راعى كنيسة عذراء السجود، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، اختلاف الكنائس فى توقيتات بداية الصوم الكبير والاحتفال بعيد القيامة المجيد باختلاف العمليات الحسابية بين الكنائس.

وتابع: إنه حتى مجمع نيقية سنة ٣٢٥ كان مسيحيو العالم يحتفلون بعيد الميلاد المجيد يوم ٢٩ كيهك حسب التقويم القبطى أو المصرى القديم، الموافق ٢٥ ديسمبر حسب التقويم الرومانى أو الميلادى أو ما يعرف باليوليانى الغربى.

مضيفًا: «ظل العالم الغربى يعتمد التقويم اليوليانى المتوافق تمامًا حينذاك مع التقويم المصرى حتى جاء البابا غريغوريوس الثالث عشر، بابا روما سنة ١٥٨٢، فلاحظ أن الاعتدال الربيعى بعد أن كان يقع فى ٢٥ برمهات الموافق ٢١ مارس فى أيام مجمع نيقية سنة ٣٢٥م، أصبح يحدث فى يوم ١١ مارس فى سنة ١٥٨٢م».

وواصل: «كان هذا نتيجة خطأ فى حساب طول السنة، إذ كانت السنة فى التقويم اليوليانى تُحسب على أنها ٣٦٥ يومًا و٦ ساعات، لكنها فى الحقيقة حسب الحسابات الفلكية التى أجراها الفلكيان ليليوس وكلفيوس، حينذاك، ٣٦٥ يومًا و٥ ساعات و٤٨ دقيقة و٤٦ ثانية، أى أقل من طول السنة اليوليانية بفارق ١١ دقيقة و١٤ ثانية، وتراكم هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام ٣٢٥م حتى عام ١٥٨٢ تسبب فى وجود عشرة أيام تراكمية على التاريخ، أى تجمع هذا الفرق مكونًا يومًا واحدًا كل ١٢٨ سنة».

مستطردًا: «أمر البابا غريغوريوس بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى (اليوليانى) حتى يعود ٢٥ ديسمبر لموقعه كما كان منذ مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الغريغورى، فنام الناس يوم الخميس ٥ أكتوبر ١٥٨٢ وأصبحوا يوم الجمعة ١٥ أكتوبر فى جميع أنحاء إيطاليا».

وواصل «تقرر عدم احتساب السنوات القرنية، أى التى تحتوى على الصفرين، كسنوات كبيسة طالما لم تقبل القسمة على ٤٠٠ من دون باقى، وعلى ذلك كانت سنة ١٦٠٠، و٢٠٠٠ كبيستين فى كلا التقويمين اليوليانى والغريغورى، أما السنوات ١٧٠٠- ١٨٠٠-١٩٠٠ فكانت كبيسة فى التقويم اليوليانى فقط (والقبطى أيضًا)، وكانت بسيطة فى التقويم الغريغورى».

وأضاف: «معنى ذلك أن يكون الفرق بين التقويم اليوليانى والتقويم الغريغورى ثلاثة أيام كل ٤٠٠ سنة، يتم استقطاعها من التقويم الغريغورى لضمان رجوع الاعتدال الربيعى وكذلك الأعياد الكبرى الثابتة إلى ما كانت عليه أيام مجمع نيقية».

واستكمل: «وضع البابا غريغوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (٢٥ ديسمبر) فى موقعه الفلكى، وذلك بحذف ثلاثة أيام كل ٤٠٠ سنة، وهو ما عُرف فيما بعد بالتقويم الغريغورى الذى عمل به الغرب إلى يومنا هذا، وفى تلك السنة أصبح ٢٩ كيهك (عيد الميلاد المجيد) يوافق ٧ يناير (بدلًا من ٢٥ ديسمبر)، لأن هذا الفرق قد أصبح ١٣ يومًا».

وتابع: «بخلاف ما سبق يعتبر الاحتفال بانتهاء الصوم موحدًا فى الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، أو بفارق أسبوع أو أكثر، وذلك يرجع للاعتدال الربيعى واكتمال البدر».

وأوضح: «يكون العيد موحدًا عندما يكتمل البدر للمرة الأولى بعد الاعتدال الربيعى، ويكون اليهود أنهوا أسبوع عيدهم قبل الأحد الأوّل الذى يأتى بعد اكتمال البدر، لذلك يأتى العيد موحدًا».

وأوضح: «يحدث فرق الأسبوع فى الاحتفال بالعيد، لأن البدر يكون اكتمل فى السماء للمرة الأولى بعد ٢١ مارس، لكن بما أن الأحد هو من ضمن أسبوع فصح اليهود، فلذلك تؤجل الكنيسة الأرثوذكسية العيد أسبوعًا كاملًا لكى ينتهى الفصح اليهودى، وبالتالى يحدث فارق الأسبوع».

واستطرد: «يحدث فارق العيد بـ٥ أسابيع عندما يتم الاعتدال الربيعى، ويصبح القمر بدرًا فيحتفل الكاثوليك بالفصح فى الأحد الأول بعد ذلك، بينما يكون أسبوع عيد اليهود لم يبدأ بعد، فتنتظر الكنيسة الأرثوذكسية ليعود القمر ويصبح بدرًا مرة ثانية، وبالتالى يكون قد مرّ عيد اليهود، فتحتفل بعيد الفصح حينها».

موعد تحرك موكب المومياوات.. وتفاصيل الحدث العالمي 3-4-2021

أما عن طريقة الصوم فى الكنائس، فقال: «فى الطقس القبطى فإن الصوم أربعون يومًا يضاف لها أسبوع الآلام، وفى الكنيسة الأرثوذكسية القبطية يضاف أسبوع آخر له عدة تسميات فى الطقس اللاتينى، تبدأ بأربعاء الرماد على الجباة، والصوم يومى الأربعاء والجمعة، إلى جانب ذلك هناك ليتورجيات كدرب الصليب، وهى رتبة طقسية تقام فى الصوم وأسبوع الآلام تُقرأ فيها نصوص صلب المسيح الأربعة عشر، وهناك ممارسات شبيهة فى الكنائس الأخرى».