رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأطفال بعد انفاصل الأبوين.. ثمن مدفوع لذنب لم يقترف

الأطفال بعد انفاصل
الأطفال بعد انفاصل الأبوين

لم يتحمل أحد الأطفال الذي يبلغ من العمر 13عامًا، خبر انفصال أبويه لتٌسد أبواب الحياة أمامه فجأة إثر هذا الحدث الذي رآه عظيم الآلم، ما جعله يلجأ للتخلص منها عن طريق الانتحار، ليروح هذا الملاك البرئ ضحية ذلك الانفصال، متحملًا وحده عقوبة ذنب لأبغض الحلال الذي لم يقترفه، ليصبح هو الضحية الأولى نتيجة سوء الاختيار والأخيرة نتيجة وقوع الانفصال.

نكشف في السطور التالية قصصًا لبعض أطفال ما بعد الانفصال، وما عانوه إثر وقوع هذا الحدث بين آبائهم.

إحدى الأطفال عن طفل آخر"هو أحسن مني..هو عنده أب..أنا ماعنديش"

"هند" هي إحدى السيدات المطلقات، والتي انفصلت عن زوجها منذ سنوات وقررت تحمل مسئولية تربية أطفالها، حيث الأب تزوج من أخرى ولم يتواصل مع أطفاله على الإطلاق، الأمرالذي سبب لهما شعورًا بعدم الرضى الدفين، والحزن الشديد والذي شعرت به هند كثيرًا- حسبما قالت- وحاولت معالجته بسد فجوة الأب التي تكونت ولكنها فشلت.

تقول هند: "فوجئت بابنتي مريم 14 عامًا تتعامل مع أحد أطفال العائلة، بعنف شديد غير مبرر، ولا تحب أن تشاركه اللعب على الرغم من كونها كانن تحب أن تشاركه اللعب منذ فترة، كما أن ذلك العنف لم يكن من طباعها على الإطلاق".

تضيف: "عاتبتها على تلك الطريقة في معاملتها للطفل، حتى فوجئت بردها علي قائلة: هو أحسن مني.. هو عنده أب.. أنا ما عنديش"، مضيفة: "لم أتمالك دموعي من انهمارها، بعد أن انفجرت مشاعر ابنتي أمامي حزنًا على عدم وجود آباها بحياتنا"، موضحة أنها لم تستطع الرد على ابنتها فور نطقها بتلك الكلمات الصعبة، فلم تفعل سوى أن احتضنتها وبكيتا سويًا.

وتواصل هند:"أحسست بمعاتبة نفسي بلحظات لكوني لم أتحمل خلافاتي مع زوجي، إلا أنني راجعت ذاتي فقلت ربما كان ذلك الانفصال هو الأفضل لأطفالي لكون حياتي مع آبيهما كانت مليئة بالمشكلات المستمرة والخلافات".


طفلة للأبوين مطلقين"كان نفسي ربنا ياخد مني كل حاجة ويخليني أشوف بابا وماما مع بعض"
الطفلة أميرة حسن 15 عامًا، وهي إحدى الأطفال لآبان منفصلان، تقول: "كنت أتمنى ربنا ياخد مني كل حاجة بس أشوف بابا وماما مع بعض"، موضحة أن "كثيرًا ما يتسلل إليها الشعور بالحزن حتى في أوقاتها السعيدة لمجرد تذكرها أن آباها ووالدتها منفصلان، فهي كانت تحلم أن تجد أسرتها كاملة لا ينقصها أحد يعيش أفرادها جميعًا معًا الأوقات السعيدة، وكذلك الحزينة، فتمتلئ بشعور دفء الأسرة الذي تفتقده الآن".

وتكمل: "كذلك أنه نتيجة انفصال آبويها وابتعاد آباها عنهم، وعدم مقابلته إلا كل فترات بعيدة وللحظات محدودة، ينتابها كثيرًا شعورًا من الغيرة من زميلاتها عندما تجد أباهم قد حضر إلى المدرسة لينتظرهم على بابها مصطحبًا إياهم إلى نزهة أويحضر مع والدتهم لتشجيعهم في الحفلات المدرسية"، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى أن تكون مثلهم، بل تتخيل أن آباها وأمها قد يفعلان معها ذلك، إلا إنها صدمت بالحقيقة أنهما منفصلان وبينهما خلافات فلا يمكن أن يجتمعا سويًا على الإطلاق بعد هذا الانفصال لتعود إلى حزنها الذي يجعلها تبعد كثيرًا عن الناس وتفضل الوحدة.

دكتورة أمراض نفسية: الطفل يشعر عند انفصال أبويه بضياع الحياة
الدكتورة ياسمين محمود استشاري الأمراض النفسية، توضح أن الطفل الذي انفصل عنه أبويه يشعر بشعورالخسارة للحياة بأكملها، بعد وقوع ذلك الانفصال، كما يشعر بالحقد والغضب نحو أحد الآباء، والذي يعتقد أنه كان سبب الانفصال، بل وكثيرًا ما يلقي اللوم عليه مواجهة.

وتلفت إلى أن الطفل الذي انفصل عنه أبويه أيضًا قد يشعر كثيرًا بعدم الآمان والاحتكار التشتت بين الوالدين، مؤكدة على ضرورة التعامل الحذر مع الأطفا ل في حالة وقوع الطلاق بين الزوجين، وأنه يجب عدم طلب أيًا من الطرفين" الأب أو الأم" من الطفل الإنحياز الي أحد منهما على حساب الآخر.


كما ينبغي حسبما قالت محمود عدم استخدام الطفل كسلاح لتهديد الطرف الآخر به، بالإضافة إلى ذلك يجب عدم ذكر الطرف الأخر أمام الطفل بالسوء، فالحفاظ على صورة الأب والأم أمام طفلهما أمر هام وضروري وينعكس على سلوكه فيما بعد.

طبيب نفسي: قد يعاني أطفال المطلقين من سلس البول
بعض من المشكلات الصحية قد تنعكس على الأطفال الذي انفصل أبويهما، وذلك مثلما يقول الدكتور محمد إبراهيم استشاري الأمراض النفسية، موضحًا أنه قد يواجه الأطفال ذوي المرحلة العمرية الصغيرة بمرض التبول الليلى، نتيجة الشعور بالقلق، كما قد يصيبوا بأمراض نفسية مثل العناد والإنطواء إضافة إلى صعوبة التركيز بالمواد الدراسية.

نتيجة لذلك نصح إبراهيم الآباء المنفصلين ألا يجعلوا أطفالهم يدفعون ثمن هذا الانفصال وذلك الاختيار الذي تم بينهما منذ البداية بشكل خاطئ، فأطفالهما ليس لهما أي يد بكل هذه القرارات التي اتخذوها.

كما أشار إلى ضرورة أن يشعرو الآباء طفلهما بأنه مازال يعيش في كنفهم معًا ويغمرانه بالحب والرعاية المستمرة، ويسعيا لقضاء أوقاتًا طويلة معه، بالإضافة إلى محاولة كلًا من الطرفين أن يقوم بدوره نحو أطفاله رغم وجود هذا الانفصال.
احصائيات: حالة طلاق كل 2.11 دقيقة

الجدير بالذكر أنه قد كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، حدوث ارتفاعًا كبيرًا في حالات الطلاق المسجلة فوصلت الحالات في عام 2019 إلى 237.7 ألف حالة، بمعدل حالة كل 2.11 دقيقة، وهو ما يمثل ارتفاعًا بمعدل 8 في المئة مقارنة بالأرقام المسجلة سنة 2018.