«تدريب الكوادر العاملة».. تفاصيل اتفاقيتين بين مصر والسودان لتطوير قطاع المشروعات

تظهر قوة العلاقات بين مصر والسودان، ليس تاريخيًا فقط، ولكن في الاتفاقات التي يتم عقدها بين البلدين، خاصةً خلال الفترة الأخيرة، وما لها من انعكاسات إيجابية لكل من القاهرة والخرطوم.

ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، إلى السودان، في زيارة تاريخية، يلتقي خلالها العديد من المسئولين في الخرطوم، أبرزهم عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان.

ووقعت مصر والسودان اتفاقتين مهمتين خلال الزيارة التي أجرتها نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة للخرطوم، لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية، والافتتاح المشترك لمعرض الخرطوم الدولي الـ38، يناير الماضي، وشاركت فيه 22 شركة مصرية.

01.اتفاق تدريب الكوادر السودانية
اتفق المسئولون المصريون والسودانيون، خلال الزيارة، على تدريب عدد من الكوادر السودانية العاملة فى القطاعات الصناعية والصناعات الصغيرة والمتوسطة، في المجالات التي تتميز فيها الصناعات المصرية.

ويشمل التدريب صناعة ودباغة الجلود والمصنوعات الجلدية بدءًا من التدريب على تطوير مختلف مراحل الدباغة والمصنوعات اليدوية ووصولًا للمنتج النهائي، ونقل الخبرات فى مجال تصميم المنتج والابتكار للمنتجات الجلدية باستخدام برامج الكمبيوتر الحديثة والتصميم اليدوي، وتطوير صناعة المنسوجات من خلال الاستغلال الأمثل للأقطان السودانية المتميزة، وتوظيفها لإنتاج خيوط رفيعة وأقمشة ذات قيمة مضافة عالية وتطوير المنتج وتحسين الخواص الوظيفية للمنسوجات، بالإضافة إلى التدريب في قطاع الصناعات الغذائية.

02.بروتوكول تعاون للنهوض بقطاع المشروعات الصغيرة والتراثية
ووقعت جامع مذكرة تفاهم مع نظيرها السوداني مدني عباس، بهدف إنشاء مجموعة عمل مشتركة بين جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة، ووزارة الصناعة والتجارة بالسودان لتعزيز التعاون، ونقل الخبرات لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة في كلا البلدين خاصة في قطاع الصناعات اليدوية والتراثية.

وتم وضع برنامج عمل لتفعيل الاتفاق وهو ما يضمن استفادة أصحاب المشروعات من خدمات فعلية وملموسة فى كلا البلدين، كما تم الاتفاق علي تنفيذ عدد من المحاور الرئيسية، منها تيسير إجراءات تأسيس المشروعات الصغيرة، وتقديم التسهيلات اللازمة لإقامة شراكة بين المشروعات المتوسطة والصغيرة، ومساعدة أصحاب هذه المشروعات فى تسويق منتجاتهم بشكل أكبر، وفتح قنوات تصديرية، بالإضافة إلى تنظيم زيارات دورية للوقوف علي أهم الصعوبات والعقبات التي تواجه هذه المشروعات.

ويتضمن برنامج العمل أيضا قيام جهاز تنمية المشروعات بنقل خبرته للجانب السوداني فى تنفيذ برامج محددة نجحت فيها مصر في مجال تنمية المشروعات الصغيرة لدراستها وبحث إمكانية تنفيذها بالسودان، ومنها برنامج «الشباك الواحد»، وتجربة مصر في وضع «نظم لآلية الشكاوي وخدمة العملاء»، وبرامج «ريادة الأعمال»، بالإضافة إلي تجربة مشروع «قرية واحدة منتج واحد»، والذى اعتمد على توفير فرص عمل باستخدام الموارد الطبيعية المتاحة بالبيئة المحلية، ودعم القرى والتجمعات الصناعية والإنتاجية الموجودة بها.

ونقل تجربة مصر الرائدة فى مجال تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي ومردودها الاقتصادي في التوفير لأصحاب المشروعات الصغيرة في النقل وتوزيع منتجاتهم، ومن جهة أخرى، سيعمل جهاز تنمية المشروعات المصري علي الاستفادة من خبرات الجانب السوداني في مجال التصنيع الزراعي والعديد من الصناعات اليدوية والحرفية.

3. اجتماع مجلس الأعمال المصري السوداني
وترأست جامع وعباس فعاليات الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصري السوداني المشترك بعد إعادة تشكيله، ويهدف لاستشراف آفاق جديدة للتعاون التجاري والصناعي بين البلدين، لدفع أطر العلاقات الاقتصادية المشتركة.

ويتم تنفيذه عبر عدة محاور تشمل إعداد خطة تحرك تنسيقية مشتركة تهدف إلى توعية دوائر الأعمال بأهم الفرص التجارية المتاحة بالقطاعات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود التنسيقية لدعم التعاون بين الشركات وتجمعات الأعمال المصرية والسودانية، إلى جانب بحث فرص تعزيز الإستفادة من المزايا والتسهيلات التي تتيحها اتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي «الكوميسا» لدفع معدلات التبادل التجاري بين البلدين، والتغلب على أى عقبات من شأنها إعاقة حركة التجارة.