رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين البدعة والجائز.. حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج يشعل أزمة على مواقع التواصل

جريدة الدستور

تتجدد الاختلافات والأقاويل كل عام، وتشتعل بين أنصار الدعوة السلفية وبين علماء الأزهر، حول حكم الاحتفال بذكرى ليلة الإسراء والمعراج، حيث حرم التيار السلفي الاحتفال بهذه الذكرى، مدعيًا أن الاحتفال بها بدعة وحرام شرعًا، بينما خرجت الإفتاء، لتؤكد جواز الاحتفال بها، وذلك بعد موجة من المنشورات حول الاحتفال وحرمته نشرها أتباع التيار السلفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثارت غضب الكثيرين من رواد التواصل.

الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

ويستعد المسلمين في بقاع الأرض للاحتفال بليلة الإسراء والمعراج كل عام، وفضلها عند الله، لذا تستمر عمليات البحث عبر المنصات الإلكترونية خلال هذه الساعات، قبل هذه الليلة.

"الدستور" خلال السطور القادمة توضح حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج.


تاريخ حدوث ليلة الإسراء والمعراج


وتعتبر ليلة الإسراء والمعراج من الأحداث الكبيرة والعظيمة في تاريخ الدعوة الإسلامية، بعد البعثة المحمدية وجاء قبل الهجرة، حيث حدثت وجرت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة، وذلك منذ أن أعلن النبي محمد أن الله قد أرسل إليه جبريل يكلفه برسالة دينية يبلغها إلى قبيلته قريش ومن ثم إلى البشرية جمعاء، وأن رسالته متممة وخاتمة للرسالات السماوية السابقة.

تفاصيل ليلة الإسراء والمعراج

ووفقا لما جاء في التاريخ الإسلامي بهذه الفترة والمصطلح على تسميته السيرة النبوية يعد حدث الإسراء الرحلة التي أرسل الله بها نبيه محمد على البراق مع جبريل ليلاً من بلدهِ مكة -المسجد الحرام- إلى بيت المقدس في فلسطين، وهي رحلة استهجنت قبيلة قريش حدوثها لدرجة أن بعضهم صار يصفق ويصفر مستهزئاً، ولكن النبي محمد أصر على تأكيدها وأنه انتقل بعد ذلك من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق.

أو بحسب التعبير الإسلامي عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليهِ في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة.

قد يهمك.. حكم الاحتفال بيوم عيد الأم

دليل ليلة الإسراء والمعراج من القرآن الكريم

جاء قول الله تعالى في سورة الإسراء :(سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ )، كدليل كبير على حدوث ليلية الإسراء والمعراج التي حدثت بها أمور كثيرة ومنها تخفيف عدد فروض الصلاة على عباد أمة النبي صلى الله عليه وسلم.
 

حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج 


ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يريد توضيح حكم الاحفتال بذكرى الإسراء والمعراج، حيث أجابت الدار قائلة: إن المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجب؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف.

وأضافت، وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.